مخيم "نجد قسيم"... النازحات تواجهن ظروفاً قاسية
في ظل الأزمة الإنسانية التي تشهدها اليمن، تعاني النساء النازحات ذوات البشرة السمراء في مخيم نجد قسيم بمحافظة تعز ظروفاً قاسية ومؤلمة.
هالة الحاشدي
اليمن ـ تعيش النازحات في مخيم "نجد قسيم" الفقر والجهل والتهميش وانعدام الأغذية، فضلاً عن التحرش الجنسي الذي تتعرضن له بشكل مستمر، وما يجعل الوضع أكثر صعوبة هو إهمالهن وتجاهلهن من قبل الحكومة والمجتمع.
تواجه النساء النازحات ذوات البشرة السمراء في اليمن تحديات عديدة نتيجة الحرب المستمرة في البلاد منذ ما يقارب التسع سنوات. تعانين من عدم الاستقرار والفوضى، وهذا ما يجعل من الصعب عليهن الحصول على الدعم الضروري للبقاء على قيد الحياة.
يُقدر عدد هؤلاء النساء في اليمن بـ 1.2 مليون امرأة، بما في ذلك النازحات في محافظة تعز، ويبلغ عدد النازحين أكثر من 21 ألف شخص، تواجه هؤلاء النساء صعوبات في الحصول على المساعدة اللازمة.
وتعمل العديد من النازحات ذوات البشرة السمراء على جمع العلب وبيعها لتوفير لقمة العيش لأنفسهن ولأطفالهن الذين يعانون من سوء التغذية. ومع ذلك تجدن صعوبة في الحصول على الدعم والمساعدة من المنظمات والأفراد الذين قاموا بتسجيل أسمائهن. إضافة إلى ذلك، يفتقر المخيم الذي يقمن فيه إلى بطانيات وفرشات لتوفير الحماية والراحة للنازحين.
يحتاج هؤلاء النازحون، وخاصة النساء ذوات البشرة السمراء، إلى الدعم اللازم من المنظمات الإنسانية والنسوية والحكومة. من أجل المساعدات العاجلة لتحسين ظروف المعيشة في المخيم وضمان حقوق النساء والأطفال والتصدي للتحرش الجنسي.
تشكو بعض النساء، مثل مريم خالد، من قسوة الحياة في المخيم، حيث يواجه أطفالهن ظروف معيشة قاسية كالبرد القارس في فصل الشتاء وارتفاع درجات الحرارة الشديدة في فصل الصيف، وتشكو من عدم حصولها على أي دعم من المنظمات الإنسانية أو من أفراد المجتمع.
وكذلك الحال بالنسبة للنازحة كوثر أحمد وهي من ذات البشرة السمراء، تعمل بجمع العلب من الشوارع وتبيعها لكسب الرزق، فهذا العمل لا يجلب لها أرباحاً كافية لتوفير احتياجاتها واحتياجات أطفالها. مبينة أنها لم تحصل على أي دعم من المنظمات أو الأفراد الذين سجلوا أسمها.
وأوضحت أن النازحين يفتقرون إلى بطانيات وفرشات لتغطية أنفسهم وأطفالهم ويعانون من صعوبات في توفير الحماية.
وفي ذات المخيم يعيش الطفل بشار ناجي الذي يبلغ من العمر 10 سنوات ويواجه صعوبات جمة بسبب فقدان الدعم التعليمي، ويُقيم في المخيم بمُفرده دون وجود أفراد عائلته، ويُعتمد فقط على جَدِّته التي تقوم بجمع العلب من القمامة لتكسب لَقمة العيش، على الرغم من أن هذا المصدر ضئيل ولا يكفي لتلبية احتياجاته الأساسية.
حالة المخيم في "نجد قسيم" صعبة جداً، فعندما ترى الأطفال في المخيم، ستشعر بالحزن نظراً للظروف الصعبة التي يعيشونها. أصوات البُكاء والشكاوى تملأُ الخيام، ويبدو الأطفال في حالةٍ مدمرة تماماً، وهم يتجولون في الشوارع بأقدامهم الحافية، وتعكس وجوههم مدى البؤس الذي يعانون منه، إنه مشهد مؤلم بشكلٍ لا يُوصف.