مجزرة "ترندة" شاهدة على جرائم الاحتلال التركي
لم يكتفي الاحتلال التركي بتهجير أهالي مدينة عفرين بإقليم شمال وشرق سوريا، بل ارتكب بحقهم عشرات المجازر منها مجزرة ترندة التي راح ضحيتها ثلاثة أطفال أشقاء وأصيبت والدتهم وشقيقهم الأصغر.
روبارين بكر
الشهباء ـ مرت أعوام وأشهر وأيام ولم يلتئم جرح بنفش جمو والدة الأطفال الثلاثة ضحايا مجزرة "ترندة" بمدينة عفرين المحتلة بإقليم شمال وشرق سوريا، ولم يحاول المجتمع الدولي وضع حد للجرائم المرتكبة بحق المدنيين العزل.
شن الطيران التركي عشرات الغارات الجوية بتاريخ 20 كانون الثاني/يناير 2018، راح ضحيتها عشرات المدنيين وهجر المئات منهم بالإضافة لتدمير البنية التحتية من مدارس ومنشآت خدمية، وحصدت إحدى الغارات التي وقعت في 8 آذار/مارس من العام ذاته أرواح ثلاث أطفال وأصيب شقيقهم الأصغر ووالدتهم بنفش جمو من أهالي قرية ترندة في ريف عفرين المحتلة.
تقطن بنفش جمو حالياً بقرية أم الحوش بمدينة الشهباء وبعد 6 أعوام على وقوع مجزرة "ترندة" تقول "الطريقة التي شن بها الاحتلال التركي هجماته على عفرين وسكانها أثبتت وصوله لأبشع مستويات الوحشية، والهدف من هجماته لم تكن احتلال المدينة فقط بل أيضاً لإبادة ساكنيها ومحو هويتهم، ولذلك استخدم مختلف أنواع الأسلحة وكذلك الطيران لمحاربة جغرافية صغيرة مثل عفرين، لقد راح ضحية هذه الهجمات الوحشية العشرات من المدنيين العزل بينهم أطفالي".
وعن يوم المجزرة قالت إن الاحتلال التركي استهدف المنازل بشكل مكثف وعشوائي "في ساعات الصباح الباكر كنتُ أحضر الفطور لأولادي في المطبخ الذي كان يقع في الطابق الأرضي، في تلك الأثناء لم أسمع سوى صوت انفجار قوي وثم بدأ الدخان يملأ المطبخ حينها شعرت بألم شديد في قدمي على الرغم من الخوف والقلق اللذان شعرت بهما على أولادي تمكنت من الخروج والوصول إليهم لأسمعهم وهم ينادوني لإنقاذهم".
وأضافت "بعد أن وقعت القذيفة على منزلنا تجمع الجيران لمساعدتنا، كان أولادي حينها ما يزالون على قيد الحياة، على الرغم من استمرار القصف تمكنا من الوصول إلى مستشفى آفرين بعفرين، وهناك فقد حلا وحسين وفرهاد حياتهم بينما بقي ابني الصغير على قيد الحياة وفي رأسه عدد من الشظايا كما أنه يعاني من مرض في الرأس منذ الولادة إلا أن الإصابة الأخيرة زادت سوء وضعه الصحي".
مرت ست سنوات إلا أنها ما تزال تسمع صرخات أطفالها حتى اليوم "صرخات أبنائي وهم يستنجدون بي لإنقاذهم ورؤيتهم ملطخين بالدماء مشاهدة لا تزال عالقة في ذاكرتي، لن أنسى كيف قُتلوا بتلك الوحشية، ألم وجرح فراقهم يرافقني أينما ذهبت، لقد كانت قذائف الاحتلال التركي أقوى من إرادتي لإبقائهم على قيد الحياة".
وترى أن استهداف عفرين هو استهداف للكرد "أطفالي ليس لهم ذنب لكي تستهدفهم الدولة التركية ويكونوا ضحايا لسياستها الاستعمارية والتوسعية، ذنبهم الوحيد أنهم كرد أنه المكون الذي تخافه وتهابه تركيا، إنها لغتنا وثقافتنا ولنا كامل الحق في الحفاظ عليها والتحدث بها كغيرنا من المكونات، كنا نعيش بسلام وأمان ذلك لم يعجب الاحتلال التركي الذي لطالما سعى لزعزعة أمننا واستقرارنا ونهب خيرات مناطقنا"، مؤكدةً أنه "يجب أن تضع الدولة التركية على قوائم الإرهاب وعلى المنظمات الإنسانية والدولية العمل على ذلك وتطبيقه بأسرع وقت".
وعن معاناتها في مخيمات اللجوء قالت "الوضع في الشهباء سيء من جهة نتعرض لهجمات من قبل الدولة التركية ومن جهة أخرى نعاني حصاراً خانقاً من قبل حكومة دمشق، كل ذلك يفاقم من معاناتنا خاصة أن ابني الصغير وضعه الصحي متدهور ويحتاج لعلاج بأسرع وقت وبشكل مستمر والخدمات الطبية هنا غير كافية، المخيمات هنا تفتقر للكثير من الخدمات نحن نعاني صيفاً وشتاءً من شح المياه ومواد التدفئة وقلة المساعدات الإنسانية وعدم كفايتها".