مجزرة باريس الثانية... مطالبات بالكشف عن ملابسات الجريمة

أكدت عضو مكتب تجمع نساء زنوبيا في مدينة منبج آسيا حسين على أن الهدف من مجزرتي باريس الأولى والثانية استهداف النساء اللواتي تتمتعن بشخصية قوية وفكر حر، وتناضلن في سبيل تحرير جميع النساء.

سيبيلييا الإبراهيم

منبج ـ طالبت عضو مكتب تجمع نساء زنوبيا في مدينة منبج آسيا حسين، المجتمع الدولي والحكومة الفرنسية للتحقيق في مجزرتي باريس وتقديم الجناة للعدالة، داعيةً كافة النساء للتصعيد من وتيرة نضالهن في سبيل تحقيق العدالة.

في التاسع من كانون الثاني/يناير 2013، اغتيلت الناشطات الكرديات الثلاثة ساكينة جانسيز وفيدان دوغان وليلى شايلمز، بالرصاص في مقر مركز الإعلام الكردي بطريقة وحشية على يد الاستخبارات التركية في العاصمة الفرنسية باريس.

وبعد ما يقارب عشرة أعوام على تلك المجزرة، تكررت الحادثة بمقتل ثلاثة مناضلين كرد في 23 كانون الأول/ديسمبر 2022، خلال استهداف مركز أحمد كايا الثقافي الكردي في باريس.

وعن مجزرة باريس الأولى تقول عضو مكتب تجمع نساء زنوبيا آسيا حسين لوكالتنا "التقيت بالشهيدة ساكينة جانسيز في عام 1998، عندما أطلق سراحها من سجون الفاشية التركية. لقد كانت مثال للمرأة المناضلة والمقاومة التي تركت بصمتها في أجزاء كردستان الأربعة بقوة شخصيتها، وعلى الرغم من أنها تعرضت لكافة أشكال الظلم والعنف أثناء تواجدها في السجن، إلا أنها كانت تمتلك حساً عالياَ من المعنوية والنشاط".

ولفتت إلى أنه عندما التقت ساكينة جانسيز بالقائد عبد الله أوجلان، بقيت واقفة على قدميها لمدة خمسة ساعات وهي تستمع لنقاشاته مع الأهالي الذين كانوا يأتون من أجزاء كردستان الأربعة، مشيرةً إلى أنها كانت تناضل بكل السبل من أجل النساء "ساكينة جانسيز لم تقبل الاستسلام يوماً لتعطي القوة لكافة النساء من أجل الاستمرار بالنضال لاستعادة حقوقهن المسلوبة. كانت امرأة ذات شخصية مؤثرة وذو فكر نير يسعى لتحرير كافة النساء من الظلم والعبودية".

وعن الهدف من اغتيال ساكينة جانسيز تقول آسيا حسين "استشهدت ساكينة جانسيز على يد الاستخبارات التركية لأنها كانت تتمتع بشخصية قوية وفكر حر، لقد قاومت في السجون التركية وفي جبال كردستان ولم تقبل الاستسلام حتى لحظة استشهادها وكل هذا الشيء لم يرضي سياسة تركيا وجعلتها هدفاً لها".

ولفتت إلى أن فرنسا التي تدعي السلام والحريات أصبحت اليوم تُقتل فيها النساء وكل من يطالبون بالحرية "تدعي فرنسا بأنها أم السلام والحضارات، إذا كانت باريس أم السلام والحضارات كانت ستحمي الشهيدة ساكينة جانسيز من الاستخبارات التركية، ولكنها لم تفعل ذلك حتى أنها لم تكشف عن حقيقة تلك المجزرة حتى يومنا الراهن".

وأوضحت أن الهدف الأساسي من اغتيالهن هو نشرهن لفكر القائد عبد الله أوجلان بين صفوف النساء في أجزاء كردستان الأربعة وأوروبا بشكل عام واستطعن تحقيق الكثير من الإنجازات "لكسر إرادة المرأة الحرة، ومنع نشر فكر القائد عبد الله أوجلان سعت تركيا لتحقيق هدفها".

وطالبت آسيا حسين المجتمع الدولي والدول الأوربية بالكشف عن ملابسات المجزرة ومعاقبة مرتكبي الجريمة بحق المناضلات الثلاثة "لتكشف فرنسا عن ملابسات المجزرة فالأمس ساكينة جانسيز واليوم أيضاً استشهد ثلاثة مناضلين كرد هم أمينة كارا (أفين كويي) ومير برور وعبد الله كزل، كما أصيب ثلاثة كرد آخرون، نتيجة الهجوم المسلح الذي تعرض له مركز أحمد كايا الثقافي الكردي في باريس"، مشيرةً إلى أن الصمت لا يزال سيد الموقف حيال المجزرة الثانية أيضاً.

وحول مجزرة باريس الثانية التي ارتكبت في 23 كانون الثاني/يناير من العام الفائت تقول "بعد مرور ما يقارب عشرة أعوام على شهادة ساكينة جانسز ورفيقاتها ارتكبت تركيا بتدبير مخطط مجزرة أخرى في باريس والتي أدت الى استشهاد ثلاثة مناضلين آخرين، لذا على الحكومة الفرنسية الكشف عن ملابسات الجريمتين بحق الوطنين الكرد وتقديم الجناة للعدالة أمام الرأي العام"، وتساءلت "لماذا تحدث كل هذه الجرائم بحق الكرد في فرنسا؟ وهل هذا دليل بأن فرنسا مشاركة بالجريمة ولا تستطيع حماية الشعوب الموجودة والجالية الكردية على أراضيها؟".

وفي ختام حديثها دعت آسيا حسين شعوب المنطقة والجالية الكردية في أوروبا وفرنسا بشكل خاص إلى استمرارية النشاطات والفعاليات التي تندد بالجريمتين التي ارتكبت بحق الناشطين/ات الكرد في باريس "ادعوا كافة المناضلين وخاصة النساء إلى التصعيد من وتيرة نضالهم ومطالبة الحكومة الفرنسية بالكشف عن ملابسات الجريمتين" .