"مجلس نساء بيروت" لتفعيل دور المرأة في الشأن العام

ضمن مقاربة جديدة لتطبيق مبادئ التنمية المستدامة وتشجيع انخراط النساء في الشأن العام بطريقة عملية ومنهجية، بادرت عدة نساء لإطلاق "مجلس نساء بيروت" بهدف تفعيل دور المرأة في الشأن العام.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ منذ حوالي ثلاثة أشهر، جمع الاهتمام بالشأن العام تسعة نساء من اختصاصات مختلفة، لتطلقن "مجلس نساء بيروت" في اليوم العالمي للمرأة، لتفعيل دور المرأة في الشأن العام، ومتابعة أعمال إنمائية ودعم المجتمع للحفاظ على هوية العاصمة بيروت.

سيكون "مجلس نساء بيروت" الذي أطلق من قبل مجموعة من النساء من مختلف الاختصاصات بمثابة ظل للمجلس البلدي وتعمل على طرح المشاريع ومتابعة تنفيذها من قبل البلدية أو مباشرة من قبلها بالتنسيق مع بلدية بيروت.

تقول الدكتورة هيلين شماس وهي إحدى مؤسسات المجلس "دور المرأة في العمل الاجتماعي مهم جداً بقدر ما هو مهم داخل عائلتها، فالمرأة تبدأ عملها الاجتماعي وهي داخل البيت من خلال تربية أولادها على أن قياديين وقياديات لديهم القدرة على الوصول إلى مواقع صنع القرار، وعلى هذا الأساس تبلورت فكرة إنشاء مجلس نساء بيروت".

وأوضحت أنه "منذ عام 2018 ومدينة بيروت متروكة، فالبلدية غائبة والأهالي يشعرون بوجود فراغ وهوة بينهم وبين المجلس البلدي، ولقناعتنا بأهمية دور المرأة في العمل الاجتماعي، فضلاً عن أن دورها يبرز أكثر خلال الأزمات، ومن هنا بدأت فكرة إنشاء مجلس نساء بيروت الذي هو بمثابة مجلس بلدي ظل لبلدية بيروت".

وأضافت "عندما نقول مجلس ظل لبلدية بيروت، يهمنا الإشارة إلى أن أحداً لم يعطنا هذه الصفة، لكن نوعية عملنا على الأرض وتحركنا هو الذي يمنحنا هذه الصفة، حيث سنراقب ونقدم استشارات لأن البلدية هي المسؤولة عن الأعمال التنموية".

ولفتت إلى أنه "انطلاقاً من فكرة رغبتنا بتنفيذ مشاريع تنموية، والأهم أن يكون هذا الإنماء مستداماً، كان علينا إعداد منصة تساهم في تقييم الأعمال المخططة والمنجزة وإعداد مجموعة من عدة مصالح واختصاصات، لذا عملنا على استقطاب محاميات ومهندسات وعاملات اجتماعيات ومعلمات، وكذلك متخصصات في إدارة الأعمال والرياضة والاتصالات، وقد تجمعنا معاً في هذا المجلس، ووضعنا الأهداف وهي الإنماء، الإنجاز والاستدامة".

وأشارت إلى أنهم اختاروا أن يكون المجلس مؤلفاً من نساء فقط، لإظهار قدرة المرأة على التغيير "علينا إظهار قدرة المرأة على تحقيق الإنجازات، وفيما يتعلق بمهام المجلس فسنركز على الجانب الإنمائي والاجتماعي والصحي، وقد بدأنا بوضع استراتيجية للعمل، وكل خطوة نقوم بها نتأكد من أنها تصب لصالح أهدافنا، وهذا هو الأمر الأهم، بمعنى عدم إضاعة وقتنا وأن نستقطب أكبر عدد من النساء".

 

 

من جانبها قالت الناشطة الاجتماعية رولا شامي "إيماناً مني بدور المرأة ومكانتها في المجتمع، وبالتحديد في مجال العمل الاجتماعي، والذي هو مهنتي في الأساس، بادرت لوضع كل طاقتي وإمكاناتي في مجلس نساء بيروت الذي انضممت إليه لخدمة مدينتي وبلدي، وبهدف خدمة المجتمع، فبعد أن تواصلت معي مؤسسة المبادرة الدكتورة هيلين شماس، انضممت للمجلس وبدأنا بعقد الاجتماعات فوراً لبحث ما يهم العاصمة في المجالات المختلفة".

وأضافت "يتكون المجلس من مجموعة من النساء همهن الوحيد إنماء مدينة بيروت، والعمل الاجتماعي، خاصة وأنها شهدت في الفترة الأخيرة أزمات كثيرة، لذا قررنا أن يكون عملنا متعدد الاختصاصات، لإيجاد الحلول المناسبة في مواجهة الحاجات والمتطلبات والصعوبات التي يعاني منها أهالي المنطقة، والتفاعل على أوسع نطاق مع كافة شرائح المجتمع".

وأشارت إلى أن "النساء في المجلس تجمعن العاصمة من الدائرتين الأولى والثانية، ولا صبغة سياسية أو صفة رسمية له، وحالياً يضم 9 نساء إلا أننا نهدف لزيادة عدد عضواتنا وبلوغ 12 امرأة من اختصاصات مختلفة ليتمكن المجلس من توسيع نطاق الخدمات والمتابعة في كافة القطاعات، ونسعى حالياً للتحول إلى جمعية بهدف متابعة خدمة مدينتنا عبر استقطاب المشاريع والمنح المختلفة من الجهات المانحة، كوننا نعتمد في الوقت الراهن على التمويل الخاص والتبرعات من الأهالي".

 

 

وأوضحت المهندسة المعمارية هبة معلوف وهي أيضاً من مؤسسات مجلس نساء بيروت، أنها تعمل ضمن المجلس على نظم جغرافية مدينة بيروت "لو كانت هناك نظم عندما وقع انفجار المرفأ في الرابع من آب، لكانت مهمات الإنقاذ أسهل بكثير وليس في أوقات الكوارث فقط، فنظم المعلومات الجغرافية تدلنا على الأماكن التي يجب أن نتدخل فيها لإجراء معالجات واقتراح حلول ومشاريع لمواجهة المشاكل وتطوير هذه الأماكن".

وأوضحت "دورنا كمجلس يكمن في إبداء الآراء في المشاريع المختلفة والتنسيق مع البلدية ومساندة بلدية بيروت بمسح الأبنية الآيلة للسقوط في حال حدوث زلازل، وإطلاق حملة توعية في حال وقوع زلال أو هزات أرضية كبرى تشكل خطراً على الأهالي".

وأضافت "يجب توعية الأهالي بكيفية الحفاظ على بيئة الأماكن العامة، نحن لسنا بحاجة إلى قوانين بقدر ما نحن بحاجة إلى تطبيقها، فهناك الكثير من القوانين ولكنها لا تنفذ كما هو مطلوب، بمعنى تنظيم استعمالات الأرصفة وتأهيلها"، مشيرةً إلى أنهم سيعملون في المدى القريب على ثلاثة مشاريع وفيما بعد سيتم تحديد بعض المشاريع وفق الاحتياجات والأولويات.

 

 

أما مصممة الأزياء رانيا مخلوف فقالت "نحن في مجلس نساء بيروت نهتم بالمرأة ودورها في المجتمع، نسعى لتوعية المجتمع وإحداث المساواة بين الجنسين"، لافتةً إلى أنه " انطلاقاً من عملي في المدرسة مع الطلاب الذين يعانون صعوبات تعليمية كان لدي اندفاع أكثر لأفيد المجتمع، وخصوصاً هذه الفئة التي لا تحصل على حقها في مجتمعنا وبيئتنا، وسنحاول قدر المستطاع تسليط الضوء على مشاكلهم لنجد الحلول التي تهدف إلى تسهيل حياتهم وإدماجهم في المجتمع، لا سيما وأنهم يمثلون فئة مهمة في مجتمعنا".

ولفتت إلى أنه "وكوني أعمل في مجال تصميم الأزياء فلدي علاقات عدة مع نساء تعملن في مجال الأشغال اليدوية وهن بحاجة إلى دعم، سنحاول توفير الدعم لهن، ففي كل مشروع نعده يكون معنا مساحة للنساء العاملات بالأشغال اليدوية، نؤمن لهن الفرص لعرض منتجاتهن وأعمالهن وتمكينهن اقتصادياً واجتماعياً".