مهجرة عفرينية تحول منزلها المدمر إلى حديقة
تزرع المهجرة العفرينية بمقاطعة الشهباء مع كل نبتة أمل العودة إلى حضن وطنها عفرين، فحولت منزلها المدمر إلى حديقة صغيرة للأزهار والورود.
روبارين بكر
الشهباء ـ تسببت الأزمة السورية بالكثير من الآلام للأهالي ومنها ألم النزوح، وكان لأهالي عفرين النصيب الكبير منها، ولكن بالإصرار والمقاومة زرعوا أمل العودة من جديد ليجعلوا من مقاطعة الشهباء مكاناً للطبيعة والزراعة وحدائق منزلية صغيرة.
أمينة محمد أحمد مهجرة عفرينية تبلغ من العمر (63) عاماً، من أهالي قرية دمليو بناحية موباتا "معبطلي" بمقاطعة عفرين المحتلة في إقليم شمال شرق سوريا، وتقطن بمقاطعة الشهباء، لها ارتباط كبير بالطبيعة والزراعة كباقي نساء المقاطعة، تقول "بعد تهجيرنا القسري من مديتنا واحتلالها من قبل تركيا توجهنا صوب منطقة الشهباء باحثين عن مكاناً أمناً للعيش، بعيداً عن سياسات وسيطرة المحتل التركي، فمنطقة الشهباء كانت تعاني من بنية تحتية هشة نتيجة الحروب والصراعات التي خاضتها".
وأضافت "في البداية لم نستطيع التأقلم مع طبيعة هذه المنطقة ولا العيش على أرضها كونها كانت مختلفة عن منطقتنا التي كانت تُعرف بالطبيعة الخلابة الخضراء، وكل منزل في عفرين كان مليء بالأزهار والأشجار المتنوعة وهذا ما يضاعف معاناتنا على هذا الأرض، ولكن بعد مرور الأيام ولارتباطنا بالزراعة والأرض، بدأنا بزراعة الزهور في منازلنا".
وأوضحت "الوضع المعيشي في مقاطعة الشهباء صعب جداً، فنحن أهالي عفرين نعرف بمقاومتنا وصمودنا أمام ما نتعرض له من سياسات الإبادة والامحاء، وأثبتنا للجميع ذلك، وأكبر دليل على ذلك تحويل مخيمات النزوح إلى حدائق للزهور".
يوجد ما يقارب 50 نوع من الأشجار والورود الملونة والمتنوعة، ومنها أشجار الزيتون التي تذكرهم بأشجار مدينتهم وخيراتها، وبزراعة الورود تزرع أمينة أحمد أمل العودة إلى حضن وطنها عفرين.
وبعيون مليئة بالدموع تذكرت أمينة أحمد منزلها في عفرين "التعب والشقاء الذي عانينا منه في عفرين طيلة سنوات المحتل التركي ومرتزقه دمروه بيوم، نهبوا منزلنا واستولوا عليها، وتسببوا بتهجيرنا ليغيروا طبيعة منطقتنا، تفكيرنا بهذه الأمور يزيدنا تعب، وكل يوم يمضي في النزوح يعتبر عام بنسبة لنا، وعفرين منطقتنا وستبقى لنا والمحتل التركي لن يدوم على أرضنا"، مؤكدة أنهن لن تتخلين عن مقاومتهن في الشهباء وستتحملن كافة المصاعب، من أجل عودتهن إلى منطقتهم وخروج المحتل منها.