مهجرات عفرين: كل يوم يمضيه الأهالي تحت الخيم يعتبر مقاومة عظيمة

جددت مهجرات عفرين القاطنات بمدينة الشهباء في إقليم شمال وشرق سوريا في الذكرى السادسة لاحتلال مدينتهن تمسكهن بالأرض والاستمرار بمقاومتهن، مؤكدات على حقهن بالعودة وإنهاء الاحتلال.

روبارين بكر

الشهباء ـ يصادف 18 آذار/مارس الذكرى السنوية السادسة لاحتلال مدينة عفرين في إقليم شمال وشرق سوريا من قبل الدولة التركية والمرتزقة التابعة لها، وتحولت المدينة إلى مرتع للمرتزقة التي مارست أقسى الأساليب بحق من تبقوا وضد الطبيعة والبيئة.

يطلق أهالي عفرين المحتلة الذين اختاروا البقاء في مدينة الشهباء قريباً من مدينتهم المحتلة على ذلك اسم المرحلة الثانية من مقاومة العصر وهي التأكيد على التمسك بحق العودة والنضال من أجل تحقيقه، وتوزعوا على مخيمات "العودة، برخدان، سردم، عفرين" التي تم إنشائها من قبل الإدارة الذاتية الديمقراطية.

قالت سلوى شيخو "قبل الهجمات كانت الحياة جيدة جداً من جميع النواحي وخاصةً الناحية المعيشية، كنا نمتلك الكثير من أراضي الزيتون، وبساتين من مختلف الأشجار المثمرة، فتلك الأراضي كانت مصدر العيش لكافة العوائل".

وأضافت "الاحتلال التركي ينتقم من الشعب الكردي ولذلك دمر الأمان والاستقرار الذي كنا نعيشه، ولكننا متمسكين بأرضنا ولن نترك ما بنيناه وما نملكه للمرتزقة، لقد قاومنا 58 يوماً في وجه أسلحته وطيرانه الحربي وسنستمر بالمقاومة".

ولفتت سلوى شيخو إلى جرائم الاحتلال التركي والمرتزقة في مدينة عفرين المحتلة "حتى أضرحة الشهداء في عفرين لن تسلم من الهجمات، فقد دمرها الطيران التركي بالكامل، وهذا يؤكد وحشيته وانتقامه حتى من أضرحة أبنائنا الشهداء الذين دافعوا عن أرضهم وعن حقوقنا، فالوحشية التي استخدمها الاحتلال التركي وضعتنا أمام خيار واحد وهو النزوح".

وأكدت أن حدة الهجمات زادت وتضاعف عدد المجازر بحق المدنيين "تاريخ الدولة التركية مليء بالمجازر وحفاظاً على حياة أطفالنا خرجنا دون أن نحمل أي شيء معنا، فالتهجير بالنسبة لنا موت على قيد الحياة فتلك اللحظات لن تنسى وستبقى محفورة في ذاكرتنا وعقولنا، تركنا خلفنا تلك المنطقة التي كبرنا فيها تركنا ذكرياتنا ومنازلنا واتجهنا نحو الخيم".

وعلى طريق النزوح شاهدت امرأة تصرخ وتبكي لأن طفلها الرضيع كان متوفياً في أحضانها "لا تعلم إن كان سبب وفاته الجوع أم البرد وهذا ما زاد من حزنها، ولا تعلم أتبكي فقدان طفلها أم فقدان أرضها؟". 

وفي ختام حديثها أكدت سلوى شيخو أن مقاومة العصر لن تنتهي لدى أهالي عفرين بل بدأت بمرحلتها الثانية "كل يوم يمضيه الأهالي تحت الخيم يعتبر مقاومة عظيمة بوجه الاحتلال التركي والدول التي تلتزم الصمت تجاه ما نتعرض له".

وبدورها أشارت زينب خليل إلى أنه "في عفرين قاومنا هجمات الاحتلال التركي ولم تنكسر إرادتنا ولم نبتعد عن هدفنا وقضيتنا، لهذا بعد تهجيرنا إلى مقاطعة الشهباء نستمر بتلك المقاومة"، لافتةً إلى أن "سياسات الاحتلال التركي والدول المتآمرة لم تنتهي، فالهجمات مستمرة بشكل يومي على الشهباء ومن ناحية أخرى نتعرض لسياسة التجويع من قبل حكومة دمشق وكل هذا بهدف إبعادنا على عفرين وجعلها منطقة تابعة لتركيا".

وعن تنظيم الأهالي بعد التهجير أوضحت "بعد نزوحنا إلى الشهباء قمنا بتنظيم أنفسنا وفق مبادئ الأمة الديمقراطية وتم تأسيس المجالس والكومينات والمؤسسات الخاصة بالمرأة وعلى هذا الأساس نقاوم في الشهباء، على مدار 6 أعوام وبهذه الروح المنظمة وتلك المقاومة نؤكد أننا عائدون إلى أرضنا عفرين أرض الزيتون".

 

وأكدت أن قوات تحرير عفرين "هم أملنا بالعودة فعفرين لنا، وستبقى لنا، قوات تحرير عفرين التي تضم بناتنا وأبنائنا هم من يدافعون عن كرامتنا وأرضنا ونحن الأهالي وخاصة النساء سنقاوم في وجه مخططات الاحتلال التركي وسنكون السند والدعم لقواتنا حتى تحرير عفرين".

من جانب آخر لفتت سوزان أوسو إلى أنهم يتحملون كافة المصاعب من أجل عودتهم إلى عفرين، وسيقاومون ويتجاوزن كافة المصاعب حتى الوصول إلى هدفهم ضد سياسات الإبادة والانكار التي يتعرضون لها كل يوم من قبل المحتل التركي، مؤكدةً على ضرورة التمسك بالأرض واستمرارهم بالمقاومة حتى تحرير عفرين وإنهاء الاحتلال على كافة الأراضي المحتلة.