مبادرة "أمل وحياة" تعزز حق النساء في الحياة والعلاج

يسعى مركز صحة المرأة لتعزيز الصحة الوقائية للمرأة، وزيادة حساسية المجتمع المحلي تجاه قضايا واحتياجات وحقوق المرأة.

نغم كراجة

عزة ـ أطلقت جمعية الثقافة والفكر الحر مبادرة "أمل وحياة" تحت شعار "الكشف المبكر... أمل وحياة" منذ بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر، الممتدة حتى نهاية الشهر، وتأتي هذا المبادرة بهدف توعية النساء والفتيات بمخاطر سرطان الثدي وطرق الوقاية منه، وكيفية الكشف المبكر عنه.

حول مبادرة "أمل وحياة" قالت منسقة المشاريع لدى مركز صحة المرأة إيمان خويحي "في شهر تشرين الأول من كل عام نبذل كل مساعينا لتقديم الخدمات والتسهيلات للنساء والفتيات، وننوع في أساليب الوصول إليهن من خلال إطلاق حملاتنا التوعوية والتثقيفية، وتنفيذ الأنشطة التي تستهدف أكبر عدد منهن من أجل تمتعهن ببيئة وصحة سليمة خالية من الأمراض الخطيرة، لأن مسؤولية التوعية بالسرطان وتقديم الرعاية الصحية للمصابات هي مسؤولية اجتماعية".

وأضافت "المركز يقدم العديد من المشاريع منها مشروع الوقاية، والكشف المبكر عن سرطان الثدي، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للحالات المصابة، والتركيز على الجانب التثقيفي في هذا المجال من خلال تنظيم ورشات عمل، وإصدار البروشورات، والكتيبات، والأجندة السنوية، وتقديم استشارات صحية ونفسية واجتماعية وقانونية من أجل بناء أسرة سليمة، إضافة إلى برامج تثقيفية وتوعوية بهدف تمكين المرأة وتفعيل دورها مجتمعياً".

وأشارت إلى أن المركز طيلة العام يقدم الخدمات والتسهيلات لمريضات السرطان "نكثف جهودنا في تقديم الخدمات النفسية والاجتماعية، وتوفير الرعاية الصحية والقانونية لمريضات السرطان في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية، ونعمل على تسهيل وصولهن إلينا خاصةً اللواتي تعشن في المناطق المهمشة والبعيدة".

وعن حملة سرطان الثدي قالت إيمان خويحي "بدأت حملاتنا بتسيير الباص الوردي في كافة مناطق قطاع غزة داخل الجامعات والمدارس على مدار 6 أيام، وتقوم محطة التوعية التي تضم أكثر من سبع مثقفات في المجال الصحي بنشر التوعية وسط مجموعات كبيرة من النساء والفتيات، وتوزيع البروشورات التثقيفية، ومن ثم تأتي الفعالية الأكبر وهي القافلة الوردية المجهزة بعيادة متنقلة وجهاز التصوير بالألتراساوند  بهدف الكشف المبكر عن أكبر عدد ممكن، وتحديد الحالات المشتبه بإصابتها بسرطان الثدي لمتابعة الإجراءات اللازمة"، موضحةً أن هنالك إقبال لمئات النساء والفتيات للفحص والكشف بعد نشر التوعية وتعزيز المتابعة الصحية لهن.

وأضافت "كذلك نظمنا عدة ندوات تثقيفية حول سرطان الثدي في مختلف مناطق غزة تخللها شرح توعوي حول أهمية الفحص المبكر للوقاية من المرض، ومن ثم فحص الفتيات عبر الأجهزة من قبل الكادر الصحي للاطمئنان على سلامتهن، كما نفذنا عدة لقاءات فردية وجماهيرية لتسليط الضوء على أهمية الفحص المبكر لدى النساء والفتيات لتجنب مخاطر سرطان الثدي، وتشجيعهن على إجراء الفحوصات الدورية حتى يمكن معالجة المرض في حال تواجده".

وبينت أن المخططات القادمة هي تزيين أقسام مريضات السرطان في المستشفيات باللون الوردي، وتقديم الهدايا الرمزية لهن، وتنفيذ بعض الأنشطة الترفيهية بهدف رفع معنوياتهن وخلق روح الأمل في الحياة من جديد، ومساندتهن لاستكمال الرحلة العلاجية بقوة وشجاعة.

وأكدت أن إصابة النساء بسرطان الثدي هو الأكثر انتشاراً في العالم والذي يسبب الهلاك والوفاة مباشرة، فبحسب الإحصائيات لعامي 2020 و2021 توفيت ما يقارب 685 ألف امرأة و300 إصابة، لافتة أن قطاع غزة يحتل المرتبة الأولى عالمياً من حيث نسبة الوفاة بسبب السرطان ما يزيد عن 50 بالمئة.

وعن إنجازات المركز في محاربة سرطان الثدي خلال العام الماضي قالت إيمان خويحي "نظمنا يوم دراسي بعنوان (سرطان الثدي بين الحقوق والواقع في قطاع غزة) ضمن فعاليات الحملة الإقليمية للتوعية بسرطان الثدي، تحت شعار (تصورتي؟)، وتم استعراض أوراق بحثية من قبل منظمة الصحة العالمية أهمها الحق في الصحة، ومعيقات وصول المصابات بسرطان الثدي في ظل الحصار والاحتلال، وورقة بحثية بعنوان (العوامل المؤثرة على تأخير ظهور أعراض سرطان الثدي بين النساء في غزة)"، مضيفةً أن الباص الوردي والقافلة ضمن الفعاليات الثابتة كل عام.

وأوضحت إيمان خويحي تواجه مريضات السرطان جملة من التحديات أبرزها هو الانقطاع المستمر للأدوية والانتظار مطولاً للحصول عليها، كذلك تكلفة التحاليل الطبية الباهظة الثمن، التي لا تكون مجانية إلا في حال توفر الدعم المادي من قبل المؤسسات الخيرية والنسوية، ويعد التحدي الأكبر التي تواجهه المصابة هو النظرة المجتمعية لها بعد افصاحها عن مرضها، فهنالك العديد من النساء تزوج عليهن أزواجهن ومنهن أنفصل الأزواج عنهن، فهذه الأزمات تضاعف المرض نتيجة الحالة النفسية وتدهورها صحياً، فتحتاج إلى الدعم النفسي لرفع معنوياتها وتخفيف حدة الضغوطات والصراعات.

وفي ختام حديثها أشارت إلى أن "المريضات لم تسلمن من ممارسات الاحتلال الذي يعطل التصريحات العلاجية عند المعبر حيث تحتاج المريضات إلى جلسات العلاج الإشعاعي التي يفتقر القطاع لها، فيضطررن للسفر إلى الخارج، ومن المفترض محاسبة المحتل على هذه السياسة الممنهجة وحرمانهن من حق الحياة والعلاج".

والجدير بالذكر أن عدد مرضى السرطان في قطاع غزة بلغ حوالي 14 ألف مريض/ـة وتشكل النساء 53% منهم، وغالبيتهن تعانين من سرطان الثدي بنسبة تزيد عن 32%، ومنذ بداية عام 2022 هنالك يومياً مريضة بسرطان الثدي.