مبادرات متنوعة للنساء لتقديم الدعم وإيجاد حلول تتناسب مع احتياجاتهن

بدأت مجموعات من النساء خلال الفترة الأخيرة بتقديم دعم من النوع الاجتماعي للنساء في محاولة منهن لتقديم الدعم والتكامل باعتبارهن الأكثر إدراكاً لأزماتهن والأقرب في إيجاد الحلول والمقترحات التي تتناسب مع احتياجاتهن.

أسماء فتحي

القاهرة ـ وسط معاناة من تمييز وتقليص للفرص المتاحة أمام النساء تمكنت بعضهن من النجاة محاولات في مجموعات أن يتحن لأقرانهن مجالاً للخروج من السيطرة الأبوية في المجتمع الرجعي، فأتحن فرص للتدريب والتعلم لبعضهن ووفرن الكثير من المعلومات في مجموعات نوعية مقتصرة على النساء.

لم تكتفي المجموعات النسائية التي تم تشكيلها عند تقديم الدعم المعرفي فقط بل شمل أيضاً توفير فرص عمل في قطاعات متنوعة وتقديم الدعم النفسي في حال الاحتياج له، وأصبحت هناك مجموعات تعمل كخلية النحل كل واحد يقدم ما بوسعه لمساعدة الآخر في محاولة منهن لكسر حالة الاستحواذ الذكوري على الفرص المتاحة.

 

تسعى الصحفيات لتقديم دعم غير مشروط وتذليل العقبات

قالت الصحفية نهى لملوم مدرب السلامة والأمان الرقمي مع الاتحاد الدولي للصحفيين، أنها أطلقت مبادرة "الصحفيات لبعضيها"، والتي حاولت من خلالها العمل على إيجاد حلول لأكثر المشاكل التي تواجه الصحفيات بإيجاد فرص ومنح وأماكن عمل أيضاً، وبدأ الأمر من خلال تشكيل غرف دردشة جماعية على موقع التواصل الاجتماعي واتس آب للمجموعات اللذين يحضرون الورش التدريبية ومنها انتقلت إلى فكرة إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

وأكدت على أنها رغبت في تجميع كل الصحفيات وكذلك التدريبات لإتاحة المجال لنشر الفرص والوظائف المتاحة أمامهن، وكذلك الإجابة على الأسئلة المتنوعة التي قد يعيق بعضها مواصلة العمل أو قد تساعد إجابتها السليمة في تحقيق المرغوب من نجاح أو تخطي أزمة قائمة.

وأوضحت أن المبهر في الأمر يكمن في تطوره بقيام البعض بطرح قدراتهن ومهاراتهن لتبادلها بدون مقابل ومنها "تحديث السيرة الذاتية للصحفيات وتوجيههن لنقاط ضعفهن وقوتهن، وتبادل دروس اللغات وتعلم اللغة العربية السليمة والتدقيق اللغوي".

واعتبرت أن الصحفيات ضربن المثل الحقيقي في تقديم الدعم الغير مشروط الذي يتيحونه لغيرهن دون انتظار أي مقابل لذلك أو منفعة، محاولاتن تذليل العقبات التي قد تصادف الزميلات وتعيقهن عن عملهن.

 

إطلاق مبادرة "من الستات للستات"

قالت مؤسسة مبادرة المحاميات المصريات هبة عادل، أنهم اقترحوا على مجموعة نساء كن تعملن في المنتجات اليدوية وبيع بعض المصنع منها، إطلاق مبادرة تحمل عنوان "من الستات للستات"، وقد رحبن بالفكرة وتم إقامة "أوبن داي" حمل هذا الاسم وتكرر الأمر ذاته أكثر من مرة مع مجموعات متنوعة من النساء.

واعتبرت أن مبادرة "من الستات للستات" ساعدت الكثيرات خاصة خلال فترة كورونا مع خطر التنقل والبيع، ووفرت على الكثيرات العناء والمشقة وأمنت مصدر دخل للكثير من الأسر وشجعت على بذل المزيد من الجهد كما أنها أعطت مساحة أمان في اقتناء المنتجات التي عرضتها النساء.

وكشفت هبة عادل، أنهم منذ أكثر من 15 عام أقاموا معرض كتب ساهمت به النساء والمجتمع المدني داخل نقابة المحامين لإتاحة الكتب، ومنذ عدة أعوام قامت مبادرة المحاميات المصريات بعقد  لقاء شاركت فيه النساء الكتب بما فيها التعليمي والخاص بالأطفال وكان من حق كل فرد الحصول على 3 كتب كحد أقصى بالمجان لإتاحة الفرصة لغيره، مضيفةً أن لديهم بشكل دائم كتب في المقر للاستعارة والتبادل.

ولفتت هبة عادل إلى أن دعم النساء للنساء قائم وغير مشروط، فهناك ثقافة عامة تحاول سن الأسلحة في مواجهة النساء اللواتي تحاولن الخروج من سلطة المجتمع الأبوية، وبالنظر إلى الحملات الانتخابية للنساء يمكن إدراك أن المرأة هي أكثر معيل للمرأة لأنها الأكثر شعوراً بمعاناتها والأجدر على إيجاد حلول لها.

 

مبادرات وقصص دعم "من النساء للنساء"

لم يكن الأمر مقتصراً على المحاميات والصحفيات بل أنه تطور، وكأن رغبة المرأة في دعم نظيرتها فطرية وعفوية فراحت الكثيرات تقدمن الدعم الغير مشروط للنساء المأزمات عبر مواقع التواصل الاجتماعي كما قام البعض بعمل مجموعات لتقديم خدمات للنساء.

فقامت مجموعة بإطلاق مبادرة "راحة بالي" والتي استهدفت توفير المعلومات للأمهات الجدد ومساعدتهن في تجاوز تلك التجربة الصعبة وتوفير كل سبل الدعم النفسي والمعلوماتي لهن بل وإتاحة الورش والتدريبات واللقاءات العامة التي تجمع النساء بشكل واسع وتعزز من تبادل الخبرات.

كما انطلقت مبادرة سوبروومن التي عززت من دعم النساء لبعضهن بداية من إتاحة مساحة للحديث خلال ورش ولقاءات، ثم عمل كروب فرعي لعرض فرص العمل والخبرات المرتبطة بسوق العمل بهدف العمل على تمكين النساء اقتصادياً.

كما قامت دار هنَ للنشر بإتاحة كتب "من النساء للنساء" حيث قامت بالإعلان أن كل من لديها كتب لا ترغب بها يمكنها حضور في اليوم المعلن عنه واستبدالها بغيرها مجاناً وتكرر الأمر أكثر من مرة وتمكنت الكثير من النساء من اقتناء ما يحتاجونه بدون مقابل من الدار فضلاً عن تبادل الأفكار والآراء واللقاءات التي تعقد من آن لآخر هناك.