"معاناتنا واحدة" أهالي شنكال يقدمون الدعم لمهجري عفرين

أرسلت الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال، مساعدات إنسانية للمهجرين قسراً من أهالي مقاطعة عفرين والشهباء، وأكدت أن أهالي شنكال مروا بالمعاناة ذاتها أثناء هجمات مرتزقة داعش على القضاء عام 2014.

الحسكة ـ الاحتلال التركي يعيد سيناريو شنكال الآن في عفرين وغيرها من المناطق المحتلة، فمنذ بداية احتلاله لهذه المناطق والانتهاكات مستمرة فيه خاصة بحق النساء، وهذا يثبت مدى وحشيتهم تجاه المرأة الحرة التي نظمت ذاتها ضمن الثورة وناضلت ضد سياستهم.

في إطار الدعم المستمر للمهجرين قسراً من مقاطعة عفرين والشهباء بعد هجمات مرتزقة الاحتلال التركي وتهجيريهم للمرة الثانية، أرسلت الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال مساعدات إنسانية وتم تسليمها للإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا ليتم توزيعها على المتضررين.

وحول ذلك قالت الناطقة باسم حركة المرأة الإيزيدية رهام حجو "التهجير القسري الثاني الذي مورس بحق مهجري مدينة عفرين والشهباء كان استهدافاً لجميع الشعوب التواقة للحرية والديمقراطية، فأوجاع ومعاناة مهجري عفرين والشهباء هي معاناة جميع الشعوب المقاومة والمناضلة ضد الظلم".

وأوضحت أنه في عام 2014 عندما تعرض الشعب الايزيدي في شنكال للإبادة على يد مرتزقة داعش عاشوا المعاناة من التهجير والانتهاكات والاعتداءات مثلما يعاني الآن أهالي عفرين وسري كانيه وكري سبيه وأخرهما أهالي الشهباء ومنبج من انتهاكات الاحتلال التركي في مناطقهم.

وأضافت "على مدار أعوام وأهالي عفرين وشنكال يتحدون ضد جميع الظروف من الهجمات والاستهدافات اليومية والحصار وغيرها من السياسات التي تسعى لإبادتهم والقضاء على وجودهم، وبالرغم من ذلك لم يتخلوا عن مقاومتهم في سبيل الحصول على حريتهم وهويتهم والحفاظ على ثقافتهم ولغتهم"، مشيرةً إلى أن مهجري عفرين حولوا مدينة الشهباء المدمرة لرمزاً للمقاومة والصمود وبنوا مدينة صغيرة تشبه مدينتهم وهذا يثبت مدى تعلقهم بأرضهم.

وبينت رهام حجو أن أهالي شنكال في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها وجدوا أن مساندة مهجري عفرين والشهباء واجب يقع على عاتقهم، وقاموا بجمع المساعدات والتبرعات الاغاثية وذلك بحسب الامكانيات التي المتوفرة لديهم لإرسالها إلى المهجرين "تقديم الدعم الإغاثي لأهالي إقليم شمال وشرق سوريا يعد واجباً على أهالي شنكال"، مضيفة أنه "بالرغم من المعوقات تمكناً من إيصال جزء صغير من المساعدات إلى مناطق الإدارة الذاتية، فمعاناة أهالي شنكال وعفرين هي واحدة".

وأشارت إلى أن "الجزء الثاني من المساعدات لا يزال على الحدود وينتظر موافقة حكومة العراق لوصولها إلى المتضررين من التهجير، وبذلك نكون قدمنا جزءاً بسيطاً لشعبنا المهجر الذي عاش الأسى والألم على مدار أعوام من التهجير".

وعن الظروف والأوضاع التي تعيشها المنطقة والهجمات التي يشنها الاحتلال التركي على إقليم شمال وشرق سوريا قالت "الواضع الراهن في سوريا له تأثير كبير على كافة أرجاء كردستان وحتى على شنكال، فإدارة هيئة تحرير الشام تدعي بأن جميع المكونات ستحصل على حقوقها لكن على أرض الواقع يحدث عكس هذا الكلام خاصة من خلال المضايقات التي تتعرض لها المذاهب والأطياف الأخرى".

وأكدت أنه آن الأوان لتستقر سوريا وتنهض ويجب أن تتحقق تطلعات الشعب السوري ويتم ضمان أمن واستقرار سوريا بما يخدم مصالح جميع المكونات وأن تكون سوريا ديمقراطية لا مركزية وهذا سيتحقق عبر تطبيق مشروع الأمة الديمقراطية، داعية جميع الأهالي إلى التكاتف والوحدة في وجه السياسات التي تطبق في سوريا والأوضاع التي تشهدها المنطقة.

وعن دور المرأة ضمن المجتمع ومحاربتها لذهنية الدولة قالت "المرأة في إقليم شمال وشرق وسوريا وشنكال وغيرها من المناطق أثبتت مكانتها ضمن كافة المجالات وخاصة المجال العسكري فوحدات حماية المرأة في روج أفا وشنكال ناضلت ضد الهجمات واتخذت مكانها في الخطوط الأمامية للجبهات وهذا دليل على مدى قوة إرادتها ومقاومتها بوجه الظلم والعبودية، لذلك أي دستور جديد في سوريا لا يكون للمرأة دور فيه لن يكون هناك عدالة وديمقراطية فيه". 

وبدورها قالت الرئيسة المشتركة للإدارة الذاتية الديمقراطية في قضاء شنكال جيهان جالو "بعد أن تم تهجير أهالي عفرين والشهباء من مناطقهم جمعت الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال تبرعات ومساعدات إغاثية للمهجرين، في البداية الحكومة العراقية منعت فتح المعبر أمام المساعدات لكن بعد جهد وانتظار استطعنا إيصال جزء صغير من المساعدات لأهالي إقليم شمال وشرق سوريا".

وأوضحت "الاحتلال التركي يعيد سيناريو شنكال الآن في عفرين وغيرها من المناطق المحتلة، منذ بداية احتلاله لهذه المناطق والانتهاكات مستمرة فيه خاصة بحق النساء وبحق شعبنا الايزيدي في عفرين، هذه يثبت مدى وحشيتهم تجاه المرأة الحرة التي نظمت ذاتها ضمن الثورة وناضلت ضد سياستهم".

وأشارت إلى أن "مهجري عفرين في الشهباء خلال فترة قصيرة نظموا ذاتهم وكانوا يعيشون على أمل العودة الى مدينتهم ولكن هذه الأمل يجب أن يستمر وبإرادة قوية مثلما رفع مهجري عفرين شعار المقاومة في الشهباء عليهم أن يستمروا بهذه المعنويات، وقضية تحرير عفرين هي قضية جميع الشعوب والمكونات في إقليم شمال وشرق سوريا وشنكال"، مؤكدة بأن عفرين ستتحرر وتعود مثلما كانت مسالمة وآمنة، ويجب على أهالي عفرين عدم الاستسلام أمام سياسات الاحتلال.

وحول الإنجازات التي حققتها المرأة ضمن ثورة روج أفا وشنكال وغيرها قالت جيهان جالو "دائماً ما تكون المرأة خلال الحروب والصراعات المستهدف الأول، كون المرأة صاحبة إرادة قوية ولن تستسلم أمام سياسات العدو وهي من تحمي مكتسباتها لهذا عبر استهدافهم للمرأة يسعون لإبادتها والقضاء على وجودها ومكانتها ضمن المجتمع".

وفي ختام حديثها ناشدت الرئيسة المشتركة للإدارة الذاتية الديمقراطية في قضاء شنكال جيهان جالو جميع المكونات في إقليم شمال وشرق سوريا وخاصة المرأة في الوقوف أمام الهجمات وسياسات العدو وأنه لا فرق بين أهالي شنكال وشمال وشرق سوريا وبمقاومة جميع الشعوب التواقة للحرية في كافة أنحاء كردستان سيدحرون الاحتلال ويحررون المناطق المحتلة.