معاناة وتحديات... آراء النساء في إدلب بيوم المرأة العالمي
مازال يوم المرأة العالمي يمر على النساء في سوريا كل عام وسط انتهاكات وتحديات كبيرة تعاني منها النساء في إدلب تحديداً على مدى أحد عشر عاماً من الحرب والقهر والظلم والتهميش
سهير الإدلبي
إدلب ـ ، ومع ذلك فالمرأة السورية ماتزال مستمرة في عطاءها وحضورها وصمودها رغم كل الظروف.
قالت مديرة منظمة مزايا النسائية في إدلب غالية الرحال (46) عاماً، أن يوم المرأة العالمي أصبح يشكل رمزاً لصمود المرأة السورية وهو يلقي الضوء على تلك المناضلة التي ضحت وتفانت.
ووجهت رسالة للمرأة السورية في هذا اليوم مفادها "أنت العطاء، أنت الأمل، كوني قوية دائماً وقادرة على النجاح والعطاء رغم كل الظروف، كوني في الواجهة ودافعي عن حقوقك المسلوبة بعيداً عن الظلم، ظلم الحرب أولاً، كوني أنت مصدر السلام والأمان كما كنتي دائماً".
تأثرت المرأة السورية بشكل مضاعف عن باقي فئات المجتمع السوري من تداعيات النزاع في سوريا، وذلك تبعاً لدورها ومكانتها في المجتمع والمسؤوليات التي تتحملها، ولم تنعكس الانتهاكات ضد المرأة عليها فحسب، وإنما على الأسرة وتماسكها.
من جهتها قالت الناشطة المدنية في إدلب عائشة معترماوي (28) عاماً، أن النساء السوريات فاعلات ومشاركات ليس فقط في الحياة اليومية بل في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية، فهن أثبتن وجودهن وتركن أثراً إيجابياً أينما حللن.
وأشارت إلى أن فكرة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة جاء تقديراً واحتراماً وإجلالاً لعطاء المرأة وإنجازاتها في شتى مجالات الحياة وخاصة المرأة السورية التي يجب تقديرها على صبرها وتحملها وتفانيها ونضالها.
"النساء السوريات قويات، ملهمات، صابرات، وهو من أهم أسباب صمودهن في الحرب والنزاعات والصراعات والانتهاكات المتتالية حتى الآن" هكذا عبرت الناشطة المجتمعية ناديا زيدان (31) عاماً، عما يعنيه يوم المرأة العالمي بالنسبة لها.
وتتابع أن المرأة السورية عانت من النزوح الذي فرض عليها مجتمعاً جديداً بقوانين وعادات وواقع جديد مختلف عما كانت تعيشه في منطقتها، وتعرضت لهزات قوية تركت تبعات اجتماعية واقتصادية ونفسية في حياتها، كما تعرضت لصنوف الابتزاز والاستغلال من أرباب العمل الذين استغلوا حاجتها لإعالة أبنائها بعد غياب المعيل.
وترى ناديا زيدان أن النساء ورغم كل ما يواجههن، صامدات وتركن بصمتهن في كل مضمار وتابعن نشاطاتهن دون خوف ولا تردد متجاوزات كل الصعوبات والسلطات الحالمة القامعة لهن والمراقبة لتحركاتهن.
من جهة أخرى تقول مسؤولة ملف المرأة بفريق مجد التطوعي ومسؤولة دار الأيتام "بيت العيلة" حسناء دحنون (48) عاماً، أن يوم المرأة العالمي يمكن أن يعني الكثير لكل نساء العالم، بينما هو لا يعني شيئاً بالنسبة لها طالما أن المرأة السورية مازالت حتى هذه اللحظة تقبع في السجون وفي دول اللجوء والمخيمات وتعاني الظلم والاضطهاد.
وتوضح أن هذا اليوم سيكون له معنى فقط حين تتحرر المرأة السورية من الظلم وتأخذ حقها المشروع كسائر البشر في دول العالم المتحضرة التي تعامل الإنسان بشكل لائق وتكرمه.