معاناة نساء ليبيا في ظل الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي

وصلت ساعات انقطاع الكهرباء في ليبيا إلى 15 ساعة في اليوم، وهذا العدد الكبير من الساعات يضع النساء في حالة دائمة من التوتر والقلق الدائمين بشأن الالتزام بالواجبات.

ابتسام اغفير

بنغازي ـ تعاني النساء في ليبيا بسبب انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، الأمر الذي انعكس سلباً على نفسيتهن وحياتهن، فعلى الرغم من أن هذه المشكلة تتكرر سنوياً مع دخول فصل الصيف، إلا أن النساء لم تستطعن أن تتأقلمن معها، ولذلك بدأن تلجأن لحضور الجلسات التدريبية التي تدور حول الطاقة الإيجابية لتتمسكن بها وتكملن حياتهن بوتيرة مريحة ودون توتر.

في الجلسة التي أقامتها المنظمة الوطنية لأمازونات ليبيا، حول الطاقة وقانون الجذب تجمعت عدد من النساء لحضورها، وذلك يوم الاثنين 4تموز/يوليو بمقر المنظمة، وكالتنا التقت بمدربة الطاقة الحيوية هالة بن فايد، التي قالت "تحدثنا خلال هذه الجلسة عن قانون الجذب، وكيف يمكن من خلاله أن يكون تفكيرنا إيجابي، وأن نحقق كل الأشياء التي نسعى إليها، والتي نتمنى الحصول عليها مهما يكن الحلم كبير ومستحيل، فطالما هناك إيمان ويقين بأنك تستطيع تحقيقه سوف يتحقق".

وعن سبب اختيارها لقانون الجذب تحديداً أوضحت "هناك عدد من النساء قمن بفهم هذا القانون بطريقة خاطئة، وبعد حضور الجلسة، التي حظيت بمشاركة نسائية كبيرة، تم توضيح وشرح ما يعني قانون الجذب بشكل مبسط، وكيف من الممكن أن نفعله، وبالمقابل لا يعني قانون الجذب السحر، وإنما هي أفكارك التي تدور في رأسك، والتي تحلم بها، وهي كيف تكون إنسان إيجابي، وتفكر بشكل جيد في الشيء الذي تريده وكيف تقوم بالعمل عليه حتى يتحقق".

وحول كيفية الاستفادة من هذه الجلسات ومعرفة التأقلم مع مشاكل النساء الحياتية والتي منها انقطاع الكهرباء قالت "علينا تغيير النظرة رغم كل الظروف التي نمر بها، رغم انقطاع الكهرباء، الاقتصاد الصعب الذي نمر به، والظروف الاجتماعية، وكل شيء نراه من وجهة نظرنا صعب لابد أن ندرب أنفسنا على الرؤية وسط الظلام عن نقطة بيضاء واحدة والعمل عليها".

وأشارت إلى أن "هناك بعض الناس سوف ترى أن ما نقوله وما نقوم به هو مجرد حلم، ولكن هذا ليس مجرد حلم، وكل شيء تستطيع أن تتعامل وتتوافق وتتصالح وتتعايش معه، ويعتمد ذلك على رؤيتك لبصيص أمل وضوء وسط هذا الظلام الذي تعيشه، وهي التي من الممكن أن تخرجك من وسط هذا السواد العميق".

 

 

وبدورها قالت مدير مركز التدريب والنشاط بوزارة الشباب بسمة العماري عن تأثير انقطاع الكهرباء لفترات طويلة على النساء، وما هو الأثر الإيجابي الذي تتركه هذه الجلسات حول نفسية المرأة "نحن بحاجة إلى مثل هذه الجلسات التي نتخلص من خلالها من المعاناة التي نعيشها في مجتمعنا، للأسف في مجتمع البترول، وبلاد النفط، نعيش أزمة في انقطاع التيار الكهربائي المتواصل، التي أثرت سلباً على النساء والأطفال في المستشفيات، ووصلت حتى للنساء الحوامل، وهناك مريضات بأمراض مزمنة، لا تستطعن أن تبقين يوم واحد دون كهرباء".

ولفتت بسمة العماري الانتباه إلى ضرورة اهتمام الدولة بحل مشكلة الكهرباء وأن "تراعي بأن هناك نساء مريضات وأطفال يعيشون على الأكسجين، ووصل الأمر بانقطاع الكهرباء أن هناك أناس كانوا أصحاء واصيبوا بالمرض خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة".

 

 

من جانبها تقول هالة البشاري مهتمة بحضور الموضوعات التي لها علاقة بالطاقة الإيجابية "نحن في الوقت الحالي نحتاج بشدة لمثل هذه الموضوعات والجميع وليس المرأة فقط، ولكن قد تكون المرأة هي متابعة بكثرة لهذه المواضيع، وأكثر شغف بها، وهذا في العالم ككل وليس في ليبيا فقط".

وأكدت على أنه "علينا الاهتمام بهذه الموضوعات والسعي من خلالها لتعديل أفكارنا، وجعل واقعنا إيجابي، بدلاً من التركيز على المشكلات والسلبيات المحيطة بنا وهي موجودة بكثرة، وعلينا القيام بحلول عملية لحل هذه المشكلة".