"ماجدة فرج الله" من ناشطة لعضو بالمجلس الاستشاري للأمم المتحدة

لم تكن ماجدة فرج الله تتوقع ذلك التحول الكبير الذي جرى معها على صعيد حياتها المهنية، حين تم اختيارها كعضو في المجلس الاستشاري الإقليمي لليافعين والشباب على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع لليونيسف والأمم المتحدة، فالشابة البالغة من العمر (27) عاماً مرت بالكثير من التجارب المختلفة كي تستطيع فقط التقدم لذلك المنصب

رفيف اسليم
غزة ـ .
بدأ الأمر مبكراً جداً حينما كانت ماجدة فرج الله تتلقى تعليمها في المدرسة، فتقول رغم أن التعليم حق مكفول للأشخاص ذوي الإعاقة ويجب على أي دولة توفيره بما يضمن موائمة المرافق والأدوات التعليمية لهم إلا أن ذلك الشرط لم يكن متواجد في قطاع غزة، مشيرة أن في حالتها كونها صاحبة إعاقة بصرية فقد عانت من أن الكتب المدرسية مطبوعة بخط صغير للغاية حتى أسئلة الامتحانات كانت بالكاد تستطيع رؤيتها لتحصل على علامة النجاح.
وتكمل ماجدة فرج الله أنها تحدت جميع الظروف كي تستطيع إكمال تعليمها لتخدم فيما بعد الأشخاص ذو الإعاقة، مضيفة أنها خلال دراستها الجامعية كانت تدرك ما تريد فعله بالمستقبل وبدأت تبني حياتها على أنها ستكون ناشطة مجتمعية تختص بقضايا العنف والأشخاص ذو الإعاقة لترشدهم إلى حقوقهم وكيفية المطالبة بها لذلك تقدمت للحصول على العديد من الدورات الخاصة بحقوق الإنسان والقانون.
وتلفت ماجدة فرج الله أن تلك التدريبات لا تستطيع أن تحصيها فهي بالكاد تستطيع تذكر بعضها خاصة التي ركزت على قضايا المرأة والعنف والاتصال والتواصل، وأيضاً تأهيل الخريجين لتصبح فيما بعد ميسرة تلك الجلسات أو من ضمن القائمين عليها، مضيفة أنها منذ عام (2013) حتى اليوم وهي تحاول مساعدة نفسها وأصدقائها من فئة الأشخاص ذو الإعاقة بالحصول على حقهم بالعمل المكفول قانونياً بنسبة (5%).
وتتساءل ماجدة فرج الله ما دام العمل حق مكفول للأشخاص ذو الإعاقة وبنص واضح في القانون الفلسطيني لماذا لا تقوم المؤسسات في قطاع غزة بتطبيقه لتيسر عملية الدمج في المجتمع؟، فالقانون رقم (4) لعام (1999) ينص على إلزام المؤسسات الحكومية وغير الحكومية باستيعاب عدد من المعوقين لا يقل عن 5% من عدد العاملين بما يتناسب مع طبيعة العمل في تلك المؤسسات مع جعل أماكن العمل مناسبة لاستخدامهم. 
"أنا زوجة وأم لطفلتين لكن الأمر ليس بالسهولة التي يظنها الجميع" فحسبما أفادت ماجدة فرج الله أن نشاطاتها تلك لم تكن في سبيل التعليم فقط بل كانت أيضاً تجاه مجتمعها الرافض انخراطها بالحياة والعمل والزواج كونها فقط صاحبة إعاقة بصرية، مكملة أن الزواج كان بمثابة عقبة كبيرة تحفها التدخلات والتنمر من قبل بعض الأفراد لكنها كعادتها بقيت قوية متماسكة لبناء أسرتها.
وبالرجوع لالتحاقها بالأمم المتحدة تروي ماجدة فرج الله خلال عملها ضمن مؤسسة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا طُلب أعضاء جدد للترشح في المجلس الاستشاري التابع للأمم المتحدة لانتهاء عضوية الأعضاء القدامى فتقدمت بالملف الخاص بها وبالفعل تم قبولها بشكل أولي مع فتاة وشاب آخر من قطاع غزة، مكملة أنها شاركت بانتخابات المجلس التي تجرى من قبل المؤسسين لتصبح بعد نجاحها ضمن أعضاءه بشكل رسمي.
لا تنسى ماجدة فرج الله ذلك اليوم وسعادتها بإنجازها الجديد حين حملت أوراق السفر كي تستطيع الحصول على الإذن وفي تلك المدة كان المجلس وأعضائه لا يزالون يجرون العديد من الاجتماعات عن بعد لتنظيم شؤون المؤتمران اللذان سيقامان في دولة الأردن تحديداً في العاصمة عمان لمدة ستة أيام على التوالي، لافتة أنها في فترة قصيرة كانت مستعدة للحضور والمشاركة.
وتلفت ماجدة فرج الله أن المؤتمر الأول كان بخصوص تشكيل المجلس وتناول الرؤية والرسالة وتقسيم الفرق لبدء العمل والثاني كان بخصوص العنف الممارس ضد المرأة في المجتمعات العربية ونظرة تلك المجتمعات للأشخاص ذو الإعاقة وكيفية تمكينهم، مشيرة أن حضورها للمؤتمرين لم يكن شكلياً بل كان هناك خطة قدمتها وتمت مناقشتها للعمل عليها عند عودتها لقطاع غزة، لتتلقى إثرها الدعم المالي الخاص بتنفيذ المشروعان. 
وتكمل ماجدة فرج الله أن خطتها للعمل تمت المصادقة عليها قبل مغادرة عمان فقد قررت مسبقاً أنها ستعمل على قضيتين هامتين للغاية وتمس الشباب، منها التعليم وتحسين قطاعاته ليوائم كافة الأفراد والبطالة وكيفية التغلب عليها، مؤكدة أن لفايروس كورونا تأثيره البالغ على تلك الأنشطة بسبب تحكمه في عملهم وإلغاءه في غالبية الأحيان للحافظ على سلامتها وفريقها لكنه سيتم استئنافه بشكل كامل في الأيام المقبلة.
وتختم ماجدة فرج الله حديثها بالقول أنها مازالت تطور من نفسها لتحصد العديد من الانجازات التي ستهديها للأشخاص ذو الإعاقة وللمجتمع الذي راهن على فشلها في يوم ما، فهي تدرس اللغات وبالأخص اللغة الإنجليزية، وتتقدم للعديد من الدورات كي تصقل مهاراتها وتدعم ذلك من خلال عملها بالمشروع التابع للأمم المتحدة على أمل أن يفتح لها آفاق جديدة وأوسع مما هي فيه الآن.