'ما زلت أعيش على أمل رؤية أبنائي'

مياس عثمان وهي أحد الشهود على وحشية مرتزقة داعش خلال حرب كوباني، ما تزال معاناتها مستمرة فحتى اليوم تجلس على باب منزلها منتظرة عودة المفقودين

نورشان عبدي 
كوباني - .
في 20 أيلول/سبتمبر 2014 هاجم مرتزقة داعش مقاطعة كوباني والقرى المحيطة بها، ومن بينها قرية ميناز. واندلعت الاشتباكات بين مقاتلي ومقاتلات وحدات حماية المرأة والشعب، مما أجبر الآلاف من أهالي المقاطعة على النزوح متجهين نحو الحدود وظلوا هناك لأيام دون طعام أو ماء. 
بالإضافة لتلك المعاناة ألقى المرتزقة القبض على العديد من الأشخاص من قرى كوباني ولا يزال مصير الكثير منهم مجهولاً فلا يعرف إن كانوا أموات أو ما زالوا على قيد الحياة.
مياس عثمان (73) عاماً من قرية ميناز الواقعة غربي مدينة كوباني تقول إن اثنين من أبناءها واثنين من أحفادها أسرهم داعش خلال حرب كوباني، ولا توجد معلومات عنهم حتى هذا اليوم، وتضيف أنها تستيقظ كل يوم وتجلس أمام منزلها تنتظر خبر عنهم أو عودتهم.
 
"أيام الانتظار على الحدود لن نستطيع نسيانها أبداً"
تستذكر مياس عثمان عندما هاجم داعش قريتهم "بعد ازدياد الهجمات على كوباني قال أبنائي بأن علينا مغادرة القرية لأن المرتزقة باتوا على مقربة منها، وخوفاً على أطفالنا أجبرنا على النزوح لنعيش أياماً صعبة على الحدود بلا مأوى ولا طعام للأطفال وأصوات الرصاص تزداد شيئاً فشيئاً".
وأضافت "عندما عاد أبنائي إلى القرية في 29 أيلول لجلب بعض مستلزمات الأطفال وأعلاف من أجل الماشية قبض عليهم المرتزقة. ذهب أبنائي ولم يعودوا ولم نستطع معرفة أي خبر عنهم. في البداية سمعنا أنهم كانوا في سجن للمرتزقة بجرابلس. أبنائي الاثنين كانوا متزوجين ولديهم أبناء تتراوح أعمارهم ما بين الـ 15 والـ 16 عاماً".
خطف مرتزقة داعش 7 أشخاص من قرية ميناز غربي مدنية كوباني عاد منهم شخص واحد والباقين لم يسمع عنهم أي خبر.
وتكمل "بعد تحرير كوباني عدت أنا وعائلتي في شباط من عام 2015، كنا نأمل رؤية أبنائي وأحفادي لكننا لم نتمكن من ذلك. اختفى أربعة من عائلتي، لكن عندما تصاعد القتال في جرابلس، حاول الأسرى الهروب من السجن، وتمكن أحد أحفادي من الفرار والعودة إلى المنزل".
تقول عن هروبه "قضى أسبوعاً يمشي على الطرقات في جرابلس وبمساعدة إحدى العائلات عاد لكوباني وكان ذلك بعد ستة أشهر من اختفاءه، وعندما وصل لم يستطيع الكلام ولا تناول الطعام، قال لنا بأنه تعرض للتعذيب مع المئات من المختطفين وأنه سمع من الأسرى الذين تنقلوا من سجن لآخر أنهم شاهدوا أعمامه، وأنهم ما زالوا على قيد الحياة".
تتضارب الأنباء حول مصير أبنائها وحفيديها "من وقت لآخر تصلنا معلومات تفيد بأنهم تعرضوا للتعذيب الشديد على يد مرتزقة داعش، ومعلومات أخرى تقول بأنهم محتجزين لدى النظام السوري، لكن ليس لدينا أي معلومة موثوقة. فقط نعيش على أمل عودتهم في يوم من الأيام. مرت سبع سنوات. عندما أرى أطفالهم أمام عيني يشتعل قلبي ناراً على فراقهم لكني لا أستطيع فعل شيء من أجلهم".