ما كانوا يخشونه حدث... استمرار قطع المياه عن المخيمات ينذر بكوارث أكبر

ما كانوا يخشون منه وقع، فالأمراض الجلدية وغيرها بدأت بالانتشار بين أطفال وأهالي عفرين النازحين القاطنين في مخيمات الشهباء بعد شهر واحد فقط من قطع منظمة اليونيسيف المياه عنهم، واستمرارها ينذر بوقوع كوارث أكبر.

فيدان عبد الله

الشهباء ـ دون سابق إنذار أو أسباب تذكر قطعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) المياه عن خمسة مخيمات تأوي نازحي عفرين في مقاطعة الشهباء بإقليم شمال وشرق سوريا وهذا ما تسبب في انتشار أمراض جلدية وداخلية لدى أهالي المخيمات خاصة الأطفال منهم.

بعد نزوح أهالي عفرين قسراً لمقاطعة الشهباء جراء انتهاكات الاحتلال التركي عام 2018، تكفلت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بتوزيع المياه من خلال الخزانات البلاستيكية الحمراء المنتشرة في أرجاء المنطقة من قرى، نواحي ومخيمات إلا أنها بعد فترة خفضت من منسوب المياه الموزعة عليهم إلى أن قامت بالتوقف عن التوزيع بشكلٍ كامل في القرى والنواحي واكتفت بتعبئة الخزانات المتواجدة في المخيمات.

وفي الخامس عشر من شباط/فبراير الماضي ودون أسبابٍ تذكر قطعت المنظمة المياه بشكلٍ كامل عن المخيمات أيضاً، وهنا بدأت المخاوف من انتشار الأمراض بين النازحين في المخيمات مع حلول الربيع.

وما كان نازحوا المخيمات يخشون منه وقع، فالأمراض الجلدية والداخلية بدأت بالظهور والتفشي بينهم بعد مضي أقل من شهرين من قطع المياه عليهم خاصةً في المدارس وأماكن تجمع الأطفال.

علماً أن هيئة الإدارة المحلية والبلديات في الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة عفرين - الشهباء سعت وبشكلٍ فوري لسد الفراغ وتعبئة خزانات المياه من خلال الصهاريج المتنقلة وذلك بالاعتماد على مياه الآبار الجوفية بعد تحليلها وتعقيمها، وتحتوي مقاطعة الشهباء وقرى ناحية شيراوا في مقاطعة عفرين على 37 بئراً، يصل عمقها إلى ما يقارب 200 متراً.

وفي هذا السياق أوضحت الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في عفرين - الشهباء زلوخ بكر أن قطاع التعليم يتعامل مع الأطفال بشكلٍ مباشر ويومي في جميع مدارس قرى ونواحي ومخيمات مقاطعة الشهباء وناحية شيراوا في عفرين، لافتةً إلى أنه نتيجة تداخل الأمور السياسية في خدمات المنظمات قطعت منظمة اليونيسيف المياه بشكلٍ كامل على مقاطعة الشهباء وناحية شيراوا.

ونوهت إلى أن مهجري عفرين يعيشون في المخيمات والمنازل الشبه المدمرة والفاقدة للبنية التحتية وسبل الحياة وعدم توفر المقومات المعيشية نتيجة القصف المتواصل والحصار المفروض من قبل حكومة دمشق؛ فهم يواجهون الكثير من الصعوبات والمعاناة اليومية خاصةً كقطاع التعليم فهم يتأثرون بشكلٍ مباشر بمثل هذه القرارات والإجراءات فالطلاب بحاجة إلى المياه والاهتمام بنظافتهم الشخصية، كما أن الخيم قريبة جداً من بعضها البعض والحمامات مشتركة وكل هذا يتسبب بسرعة تفشي الأمراض بين المخيمات وصعوبة السيطرة عليها في ظل انقطاع المياه عن المخيمات.

وأشارت إلى أن المنطقة مقبلة على فصل الصيف وهذا ما ينذر بوقوع كوارث أكبر في مخيمات المنطقة فمن المعروف بأنه في هذا الفصل يكون الأهالي بحاجة أكثر للمياه "الأعداد الهائلة للأطفال والطلبة ضمن صفوف المدارس يؤدي إلى انتقال العدوى بطريقة أسرع وظهور أمراض ففي الآونة الأخيرة ظهرت بوادر أمراض جلدية كالجرب وهناك تهديد بانتشار حالات لالتهاب الكبد وغيرها من الأمراض".

ولفتت إلى أن هيئة التربية والتعليم في عفرين - الشهباء سعوا مع هيئة الصحة والهلال الأحمر الكردي لتوعية نازحي عفرين بمدى خطورة الوضع والاهتمام بالنظافة الشخصية لهم ولأطفالهم بالإضافة إلى الحرص في استخدام المياه وعدم هدرها.

وشددت على أن منظمة اليونيسف على علم ومعرفة جيدة بأن مهجري عفرين في الشهباء بحاجة ماسة للمياه خاصةً أن المنطقة تفتقد للمياه أكثر من عامٍ لآخر نظراً لانخفاض منسوب مياه الأمطار، كما أن مياه الآبار في الكثير من القرى غير قابلة للشرب وهي بذاتها تتسبب في الكثير من الأمراض الجلدية والداخلية.

وترى زلوخ بكر أن قطع المياه بشكلٍ نهائي عن مهجري عفرين في الشهباء لا يختلف عن سياسة التجويع والحصار التي تفرضها حكومة دمشق على سكان المنطقة، معبرةً عن يأسها من منظمة تدعي الإنسانية والأخلاق بفعلٍ كهذا، وناشدت المنظمة بإعادة النظر بقرارها والتراجع السريع عنه لحماية نازحي عفرين في الشهباء وسد الطريق أمام تفاشي الأمراض والكوارث الأكبر.

وفي ذات السياق عبرت نازحات عفرين في المخيمات عن خذلانهن من دور وخدمات المنظمات كافةً ومنهم منظمة اليونيسيف حيث قالت رنكين بريمو أنه ومع نزوحهم قسراً لمقاطعة الشهباء منذ أكثر من 6 أعوام لم تبادر أي منظمة إنسانية في تقديم الدعم لمهجري المخيمات ومن كان يقدم توقف.

وتساءلت عن السبب الكامن وراء اتخاذ قرار قطع المياه قائلةً "نواجه الكثير من الصعوبات خاصةً نحن النساء، كنقل المياه من الخزان إلى الخيم بواسطة السطلات البلاستيكية بالإضافة إلى اضطرارنا لغسل الأواني المنزلية والملابس وغيرها بأيدينا دون وسائل كهربائية".

من جانبها أشارت زينب بلال إلى أنهم يواجهون الكثير من الصعوبات في حياتهم اليومية بعد نزوحهم قسراً لمخيمات مقاطعة الشهباء، مؤكدةً أن قرار منظمة اليونيسيف قطع المياه بشكلٍ نهائي عن المخيمات غير إنساني وضاعف من معاناة المهجرين في المنطقة.

وطلبت من منظمة اليونيسيف بالتراجع عن قرارها والإسراع في دعم مهجري عفرين وتقديم الدعم للمنطقة وفك الحصار عن مقاطعة الشهباء وتزوديها بالأدوية والمواد الإغاثية والمحروقات.