ما بين الحرية والموت... نساء تناضل في سجون إيران وتركيا

تصنف انتهاكات إيران وتركيا بحق النساء في إطار العنف السياسي الذي بات يُمارس ضدهن أمام مرأى العالم دون إبداء أي رد فعل من قبل منظمات حقوق الإنسان والمرأة.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ اعتبرت نسرين العلي المشاركة في حملة مناهضة العنف ضد المرأة، أن العنف السياسي أحد أبشع أشكال العنف الممارسة بحق المرأة، معتبرةً أن سياسة السلطات الإيرانية ونظام السجون والإعدام فيها خير مثال على هذا الشكل من العنف.

على الرغم من وجود القوانين والمعاهدات المعنية بحمايتها إلا أنها تتعرض للعنف منه السياسي دون ردع كون السلطات هي المعنف، حيث تقوم بفرض قوانين وأحكام جائرة بحق المرأة تحت غطاء ديني أو مبررات أخرى، لتستبيح العنف ضدها دون محاسبة وبذلك يصبح تعنيف المرأة أمراً شرعياً لا يستدعي العقاب، كما هو حال إيران وتركيا وأفغانستان وغيرها الكثير من الدول التي تغرق بهذا النوع من العنف، بالإضافة لمنع المرأة من العمل في المجالات المختلفة، وكل امرأة تجازف في ذلك تصبح ضحية السجون وأحكام الإعدام.

تقول نسرين العلي المشاركة في حملة مناهضة العنف ضد المرأة في مقاطعة منبج بإقليم شمال وشرق سوريا، إن العنف الممارس ضد المرأة ظاهرة منتشرة بين المجتمعات وله أشكال عديدة كالعنف الاجتماعي والاقتصادي لكن العنف المغيب الذي لا يسلط عليه الضوء بشكل كبير هو العنف السياسي الذي تمارسه السلطات بحق المرأة، معتبرةً أن ما تشهده إيران خير مثال على ذلك "تمارس السلطات الإيرانية أبشع أشكال العنف ضد الناشطات والحقوقيات والصحفيات وكل من يعبر عن رأيه، ناهيك عن تدخلها في الشؤون الخاصة بالمرأة كلباسها وما إلى ذلك".

وأضافت "كلما خطت المرأة خطوة نحو تحقيق العدالة واكتساب حقوقها تتعرض للعنف والاعتقال وكذلك للأحكام الجائرة كالقتل والإعدام بغطاء ديني لتبرير هذه الجرائم أمام المجتمع والرأي العام، لكن الجميع يعلم بأن ما تمارسه إيران بحق المرأة لا يمثل أخلاق أي دين".

وأشادت بنضال الإيرانيات من جميع المكونات "أُحيّ مقاومة النساء الإيرانيات اللواتي لم تتراجعن لو خطوة واحدة عن قرارهن بالنضال الذي بدأن به، هذا الإصرار على النضال والمقاومة رغم جميع الانتهاكات الممارسة بحقهن يؤكد على أنهن مؤمنات بقضيتهن ومتيقنات بأنه لا يمكن للمجتمع أن يكون حراً دون أن تتحرر المرأة ودون كسر جميع القيود التي تفرضها السلطات الإيرانية عليها".

ولفتت نسرين العلي إلى أن نظام الحكم في تركيا لا يختلف عما عليه في إيران "السجون التركية أيضاً مكتظة بالنساء اللواتي تتعرضن لأبشع أشكال العنف على يد الحكومة التي تدعي الديمقراطية، لكن حقيقتها مختلفة عن ذلك فالممارسات التي تقوم بها لا تصفها إلا بأنها دكتاتورية واستبدادية".

وتابعت "جميعنا نعلم كيف انسحبت تركيا من اتفاقية إسطنبول التي تنص على حماية النساء ومحاسبة كل من يتعرض لها، ورأينا مؤخراً كيف تعاملت مع الاحتجاجات السلمية التي خرج بها الأهالي ضد حكم الوصايا على البلديات حيث اعتقلت رؤسائها، مشاهد اعتقال النساء وسحبهن في الشوارع تجسد حقيقة تركيا التي تدعي الديمقراطية".

وتطرقت إلى واقع المرأة في المناطق المحتلة من إقليم شمال وشرق سوريا "تاريخ تركيا الدموي المليء بالمجازر والاعتقالات التعسفية بغنى عن التعريف، فالمدن المحتلة من قبل تركيا شاهدة على اختطاف النساء واغتصابهن وقتلهن".

وعن الأسباب الكامنة وراء العنف السياسي اعتبرت نسرين العلي أنها تصب في إطار إبعاد المرأة عن الميدان "السلطات الإيرانية وكذلك تركيا وجميع السلطات التي تقود أي دولة بذهنية ذكورية، تمارس هذا العنف ضد المرأة، لأن الطبيعة الذكورية تميل للتسلط والعنف والحرب بينما المرأة تميل للسلام والطمأنينة، لذلك المناصب القيادية حكر على الرجل فبالعنف والحرب والمجازر تحققت الأطماع".

وعن تجربة نساء إقليم شمال وشرق سوريا وأسباب استهدافهن تقول "لقد استطعن القضاء على داعش وقدن الثورة بخطى ثابتة ونتائج ملموسة على أرض الواقع وصلن إلى أماكن صنع القرار وبتن رياديات على الصعيد السياسي والاجتماعي والدبلوماسي، ووصلت فلسفة Jin Jiyan Azadî"" للعديد من الدول حول العالم، وخوفاً من انتقال هذه الفلسفة إلى تركيا تسعى الحكومة لإخماد شعلة ثورة المرأة باستهداف قياداتها من سياسيات وعسكريات ودبلوماسيات".

وأكدت أنه بالتوعية والنضال بمقدور المرأة وضع حد لكافة أشكال العنف، وقيادة مجتمعها نحو الحرية والعدالة "كنساء إقليم شمال وشرق سوريا نتمتع بالحرية التي هي نتاج نضال وتضحية كبيرة قدمتها النساء".