ما الواقع المعيشي للأفغان بعد سيطرة طالبان على البلاد؟

في ظل سيطرة طالبان وزيادة معدلات الفقر والبطالة وحلول فصل الشتاء، يفتقر الأفغان إلى مرافق الحياة الأساسية.

بهاران لهیب

أفغانستان ـ في الصيف الماضي، أدت الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات والجفاف إلى مقتل آلاف الأشخاص وماشيتهم، ودمرت منازلهم ومحاصيلهم وأشجارهم. إن الفقراء الذين لا يملكون سوى الحيوانات والأرض والأشجار، يواجهون الآن حياة بائسة.

مع حلول فصل الشتاء تضاعفت معاناة الشعب الأفغاني، حيث تم إغلاق الطرق الواصلة بين المناطق النائية والمدن بسبب تساقط الثلوج بكثافة، وليس لدى العائلات الفحم أو الخشب أو أي مواد أخرى لتدفئة منازلهم. في العاصمة الأفغانية كابول تنقطع الكهرباء لمدة لا تقل عن عشرين ساعة في اليوم، كما يستخدم عدد محدود من العائلات الطاقة الشمسية لإنارة المنزل والتي لا تعمل أثناء تساقط الثلوج ويصبح الطقس غائماً.

وأجريت وكالتنا مقابلات مع عدة نساء من مقاطعات مختلفة في أفغانستان، لتسليط الضوء على معاناة الأهالي والوضع المزري في ظل سيطرة طالبان على البلاد.

تقول زهرة عبد الله من مدينة كابول إن "زوجي لا يجد عملاً هذا الشتاء، ولم يكن لديه عمل في الصيف لأن الوضع الاقتصادي للناس لم يكن جيداً. لم يكن لدينا طعام نأكله لمدة ثلاثة أيام بلياليها، وكنا نتضور جوعاً ليلاً ونهاراً. أصغر طفل لدي يبلغ من العمر 6 سنوات كان يبكي كل ليلة بسبب الجوع، فاضطر زوجي إلى الاقتراض من أحد أصدقائه لمكيال دقيق واحد أي 2500 أفغاني (عملة أفغانستان). نادراً ما نأكل نحن كبار العائلة بشكل صحيح بل نحتفظ بالخبز والطعام لأطفالنا".

 

"نعيش في غرفة رطبة"

باميان هي واحدة من أبرد المقاطعات في أفغانستان. معظم سكانها هم من مربي الماشية وبعضهم يمتلك قطعة أرض يزرعون فيها البطاطا وبسبب برودة الطقس لا يستطيعون حصدها، وتقول أم مسنة من هذه المقاطعة "اضطررت إلى بيع قطعة أرض لأحصل على المال من أجل إعالة أسرتي. الآن نعيش مع ابني وزوجته في غرفة رطبة لا يوجد فيها سجاد، وفي كل يوم أذهب إلى منزل أحد الجيران لتدفئة نفسي لأنني أعاني من آلام المفاصل".

تعيش عائلة سيما نور في محافظة بروان، وتتحدث لنا عن حياتها السيئة في ظل سيطرة طالبان "يعمل ابنائي يومياً في مدينة تشاريكار بصنع الأعمال اليدوية، فتقوم طالبان بتفتيش جيوبهم أثناء عودتهم في المساء وبغض النظر عن الأموال الموجودة في جيوبهم، فإنهم يأخذون نصفها. وإذا أخفى أبنائي بعض المال، فسوف يتعرضون للضرب".

وتقول أم أخرى من مدينة غزنى "كان ابني منظم في الجيش الوطني الأفغاني وأصيب خلال هجوم انتحاري على سيارتهم، وهو الآن مشلول ولديه خمسة أطفال. ذهبت إلى كابول للحصول على الراتب الذي دفعته لنا الحكومة، لكن طالبان أخبروني أنهم لن يدفعوا لنا هذا المال لأنهم يعتبرون ابني عدوهم".

وأضافت "أنظم ابني للجيش بسبب سوء أحوالنا المادية وكان يعتني بي وبوالده وأطفاله الخمسة وزوجته".

هذه هي حالة غالبية الناس الذين يعيشون في أفغانستان، فعندما اشتكى الناس من هذا الوضع، قال رئيس حكومة طالبان، هبة الله أخوند زاده "لسنا مسؤولين عن الغذاء والمعيشة".