مع حلول فصل الشتاء معاناة الأهالي تتفاقم في المخيمات
تتفاقم معاناة أهالي سري كانيه القاطنين في مخيم واشوكاني بشمال وشرق سوريا، مع حلول فصل الشتاء الذي يجلب معه البرد القارس، ومختلف الأمراض والأوبئة.
دلال رمضان
الحسكة ـ مع دخول فصل الشتاء تبدأ الأمراض بالانتشار بشكل كبير بين النازحين القاطنين في مخيمات اللجوء وخاصة الأطفال، حيث يعيشون في خيم مصنوعة من البلاستيك لا يمكنها أن تقيهم برد الشتاء أو حر الصيف، بالإضافة إلى المياه الملوثة، وكشف الصرف الصحي.
مع افتتاح مخيم واشوكاني على بعد 12 كم من مدينة الحسكة بشمال وشرق سوريا، إثر احتلال تركيا ومرتزقتها مدينة رأس العين/سري كانيه في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2019، يعمل الهلال الأحمر الكردي منذ أربع سنوات، والذي يعتبر النقطة الطبية الوحيدة في المخيم، بجهود حثيثة لتقديم المساعدات الطبية للنازحين قسراً.
تقول قائدة فريق الهلال الأحمر الكردي في مخيم واشوكاني خناف أحمد "يعمل الهلال الأحمر الكردي في مخيم واشوكاني على تقديم المساعدات للنازحين والمهجرين، بدءاً من توفير أماكن للإقامة، بالإضافة إلى توفير الاحتياجات الأساسية".
وأشارت إلى أنهم في ظل انتشار الأمراض وخاصة في فصل الشتاء يقدمون الرعاية الصحية للنازحين، حيث قام الهلال الأحمر بافتتاح عدة أقسام للطبابة في المخيم وعيادات مخصصة للأمراض النسائية والأطفال، بالإضافة إلى مخبر لإجراء التحاليل، لافتةً إلى أنه يتبع لمركز الهلال الأحمر قسم للدعم النفسي وآخر للتثقيف الصحي لتوعية الأهالي بكيفية حماية أنفسهم وأطفالهم من الأوبئة والاهتمام بالنظافة الشخصية.
وحول الأمراض الموسمية أوضحت أنه لكل فصل من الفصول الأربعة هناك أمراض معينة تنتشر بين الأهالي والتي تؤثر بشكل خاص على الأطفال "من الأمراض التي تنتشر بين الأهالي في المخيم في فصل الشتاء الزكام والإنتانات التنفسية والإسهال وهو الأكثر انتشاراً بين الأطفال، بالإضافة إلى فقر الدم وسوء التغذية"، لافتةً إلى أن بالرغم من انتشار وباء كورونا في المنطقة بشكل واسع إلا أن المخيم تجاوز الأزمة الصحية بفضل الوعي الصحي الذي يتمتع به الأهالي.
ونوهت إلى أنه مؤخراً قد انتشر بين النازحين مرض الجرب وهو طفح جلدي يسبب حكة تنتج عن سوس ناقب صغير يسمى القارمة الجَرَبية "نعمل بجد من أجل منع انتشار هذا المرض المعدي بين الأهالي من خلال تقديم الأدوية اللازمة المتوفرة".
وأشارت إلى أنهم يواجهون في المخيم صعوبة في تأمين الأدوية الطبية خاصة تلك التي يتم من خلالها معالجة الأمراض المزمنة كمرض التهاب المفاصل، لافتةً إلى أنه من حسن الحظ أنه يمكن علاج مرض الجرب بسهولة، ولكن قد لا تتوقف الحكة تماماً لعدة أسابيع بعد العلاج.
وأوضحت أن المياه الملوثة تسبب في حدوث التهابات حادة لدى النساء بالإضافة إلى حصى الكلى، مشيرةً إلى أن الوضع المعيشي المتدهور في المخيم لا يسمح للأهالي بشراء المياه المعدنية الخالية من الكلور.
وتقول النازحة من سريه كانيه أميرة حميد والتي تقطن في مخيم واشوكاني منذ أربعة أعوام، أن الهلال الأحمر الكردي يوفر لهم العديد من أنواع الأدوية والخدمات الطبية.
وأشارت إلى أنه نتيجة تلوث المياه تنتشر الكثير من الأمراض خاصة في فصل الشتاء إثر البرد القارس، متمنية تحرير مدينتها في أسرع وقت والعودة إليها للعيش في أمن وسلام.