ليبيات تطالبن بضرورة إشراك النساء في جلسات المصالحة الوطنية لتحقيق السلام

رغم المعوقات والصعوبات التي تواجهها المرأة الليبية، إلا أنها اثبتت قدرتها وجدارتها في تولي زمام الأمور في جميع مجالات الحياة.

هندية العشيبي

بنغازي ـ استطاعت المرأة الليبية أن تؤدي دوراً أساسياً في عملية السلام في ليبيا، من خلال مشاركتها في جلسات الحوار الوطني والمصالحة الوطنية التي تساعد على تحقيق الاستقرار في ليبيا، بعد سنوات من الحرمان نتيجة الحروب والنزاعات.

قالت  الناشطة الحقوقية راوية الجازوي إن الحرب كانت لها تأثير كبير على المرأة الليبية وأثرت بشكل سلبي على مشاركتها السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية، فقد تسببت في نزوح عدد كبير من العائلات وفقدان بعض العائلات العائل لها ما دفع المرأة إلى العمل وتولي مهام الرجل في توفير احتياجات المنزل ومتطلباته، كما تسببت الحروب في دفع العديد من العائلات لتزويج بناتهن حتى قبل بلوغهن السن القانونية، خوفاً من عمليات الخطف والاغتصاب والاعتداء، ومورس ضدها اشكال مختلفة من العنف، فقد حرمت من الدراسة والدخول لسوق العمل.

وأضافت على الرغم من العنف الذي وجه ضدها في تلك الفترة، إلا أنه هناك العديد من النساء ساهمن بتحرير البلاد ومحاربة التطرف وحماية المدنيين وتقديم الخدمات الطبية والإغاثية للجرحى والمصابين.

ودعت إلى ضرورة إدماج المرأة الليبية في جلسات الحوار الوطني، واختيارها بناء على كفاءتها وقدرتها في المشاركة في المصالحة وتحقيق السلام في البلاد.

وترى أن التوعية مهمة لتعزيز دور المرأة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، من خلال تسليط الضوء على المواقف والجهود التي بذلتها المرأة الليبية خلال الحروب وخلال عمليات المصالحة والسعي إلى السلام.

واعتبرت أن ورش العمل والندوات والدورات التوعوية التي تنظمها مؤسسات المجتمع المدني في أغلب المدن الليبية والتي تستهدف النساء، تعمل بشكل كبير على تشجيعهن وتعزيز دورهن في المجتمع، مطالبة بضرورة وجودة هيئات أو مؤسسات مختصة بتأهيل قيادات نسائية فاعلة قادرة على الحوار والتفاوض وتقلد المناصب، عن طريق مجلس المرأة الليبية أو مؤسسات مختصة تابعة للسلطات التنفيذية.

 

 

الناشطة المدنية والصحفية هند الهوني ترى أن المرأة الليبية تستطيع أن تحقق السلام في البلاد من خلال دورها المدني داخل المجتمع، حتى وأن لم تشارك في جلسات الحوار الوطني والمصالحة الوطنية، إلا أنه من خلال مشاركتها في التوعية بأهمية تحقيق السلام في البلاد وخلق المصالحة الوطنية بعيداً عن التوجهات السياسية والجهوية، تستطيع أن تحقق ذلك.

وتقول "المرأة الليبية ساهمت وخلال فترات متعاقبة في الدعوة إلى الحرية والمساواة بعيداً عن الاقتتال والصراعات التي أثرت على البلاد".

وأثنت هند الهوني على وجود عدد من الشخصيات النسائية البارزة في المجال السياسي والاقتصادي والثقافي التي يعول عليهن بأن يشجعن غيرهن من النساء على المشاركة السياسية الفعالة وفقاً لحقها الذي يكفله لها القانون، قائلةً "رغم المعوقات التي تعرضت لها النساء في ليبيا، إلا أنهن اثبتتن جدارتهن وقدرتهن على تولي زمام الأمور بكل جدية وجدارة".