ليبيا... للمرأة دور فعال في حالة الحرب والاستقرار

بعد حرب طاحنة استمرت ثلاث سنوات بمدينة بنغازي بين الجيش الليبي والميلشيات الإسلامية دُمرت خلالها البنية التحتية، لكن عادت المدينة لتنفض غبار الحرب عنها وتبدأ حالة من الأعمار والاستقرار تسير بخطى ثابتة.

ابتسام اغفير

بنغازي ـ المرأة كانت حاضرة بقوة في عملية الإعمار والاستقرار التي تشهدها بنغازي وباقي المدن الشرقية، فهي المهندسة والإدارية حتى لو كانت خلف الكواليس إلا أن دورها واضح في هذه المرحلة وما بعدها.

بلقيس اخريص عضو بهو الأدب الفني الثقافي ترى أن حالة الاستقرار والإعمار التي تشهدها مدن الشرق الليبي وجنوبه، هي نتيجة طبيعية لما بعد حالة الحرب التي مرت بها البلاد، واستغرقت 3 سنوات تم خلالها تدمير البنية التحتية، والعديد من الأحياء في مدينة بنغازي ودرنة تحديداً، إضافة إلى إعصار دانيال الذي نال من المدينة وجعلها خراب.

وأشارت إلى أن المرأة كان لها دور فعال في هذه المرحلة أو حتى مرحلة الحرب والدمار، فقد كانت تساند بكل ما لديها وبكل إمكانياتها، فالمرأة هي الأم حتى لو لم تنجب لذلك قامت بهذا الدور بما تبذله من تقديم الدعم في الجوانب النفسية والاجتماعية للجميع، لتخفيف ما خلفته الأزمات المختلفة على المواطن الليبي، وهو ما يدعم بالتأكيد حالة الاستقرار والإعمار التي نعيشها هذه الفترة.

وأضافت أن ما يعكس حالة الاستقرار التي تعيشها مدينة بنغازي تحديداً تواجد المرأة وقيادتها للعديد من الفعاليات الثقافية والفنية والاجتماعية، وحتى السياسية، فهناك العديد من النساء اللاتي تعملن في صمت وتقمن بدور فعال، من أجل الارتقاء بالبلاد، مؤكدةً "كنا على يقين إننا سنصل إلى هذه المرحلة، فتاريخ ليبيا يشهد على ذلك فهي تتعافى في كل مرة تمر بها سواء بأزمات أو حروب".

وأكدت بلقيس اخريص أن ما نشاهده في بنغازي من إعمار لم تشهده منذ فترة طويلة وكان واضح للعيان، من الاهتمام بالحدائق وإنشاء الجسور التي تحل أزمة الاختناقات المرورية في المدينة، إضافة إلى صيانة العديد من الأحياء والبنى التحتية لها، الإنجاز الذي ننتظره افتتاح المدينة الرياضية بعد الصيانة، وكذلك تجهيز المباني التي ستحل أزمة السكن لدى الشباب، لافتةً إلى أن المرأة ساهمت مساهمة فعالة في الإعمار والاستقرار، فهناك مهندسات في مواقع العمل والإنشاء.

 

 

فيما قالت المستشارة الاجتماعية فريحة عبد العاطي السعيطي إن "ما نشهده من إعمار واستقرار في مدينة بنغازي وباقي مدن الشرق وحتى الجنوب هو بفضل القيادة الحكيمة، فالبلاد بدأت تظهر عليها ملامح الإعمار من صيانة الجامعة وبناء المدارس الحديثة والاهتمام بالطرق والجسور، فالذي يحدث الآن تحديداً في بنغازي يعتبر قفزة لم تمر بها منذ فترة طويلة"، مضيفةً أن آخر مرة حدث فيها إعمار في بنغازي كان في فترة الثمانينات، وقد اقتصر على بعض المباني والجسور، أما الآن فإن المدينة تشهد نهضة عمرانية غير مسبوقة.

وأشارت إلى أن "المرأة دورها فاعل حتى لو كانت خلف الكواليس في عملية الإعمار فهناك المهندسات والإداريات، حتى أن أمهات الشهداء سعيدات بما يحدث في بنغازي رغم إنهن فقدن ابنائهن في الحرب، حتى أن إحداهن قالت نعم لقد فقدت ابني الوحيد ولكن عندما أرى الإعمار في بنغازي أقول إن دم ابني لم يذهب هباء، وستأتي الأجيال القادمة وسترى تضحيات أبنائنا أنها باتت على شكل إعمار واستقرار تعيشه بنغازي اليوم"، مضيفةً أن الإعمار يوفر فرص عمل للشباب وهذا يؤدي إلى الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

 

 

بينما تحدثت الأستاذة سمية البوعيشي رئيس مكتب دعم المرأة بالمؤسسة الليبية للإعلام عن حالة الاستقرار والإعمار التي تشهدها بنغازي وباقي مدن شرق ليبيا "لا شك أن للاستقرار دور مهم في دعم الإعمار والدفع به للأمام خاصة في النواحي الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياحية، وهو مهم جداً للفرد والمجتمع كونه يحسن من جودة الحياة وقيمة العقار، وما يمكن إضافته للاقتصاد والتنمية الاقتصادية، حيث تم توفير فرص عمل للشباب والحد من مشكلة البطالة، كما ساهم في نمو القطاع الخاص وجذب الاستثمارات".

وذكرت أن ليبيا لديها ميزات جاذبة للسياح ومع المباني الحديثة وبنية تحتية سليمة، ومنظر لائق فبالتأكيد سوف تجذب الأنظار وتنتعش السياحة، ويرى العالم كيف إن الإعمار والاستقرار في بنغازي والمدن الشرقية حقيقي على أرض الواقع.

وأكدت سمية البوعيشي على أن دور المرأة كبير في إحلال حالة الاستقرار والإعمار حتى لو أنها لم تظهر بشكل مباشر أمام الناس، فهي خلف الكواليس مهندسة ساهمت في التخطيط العمراني وإدارية منسقة ومنظمة، وصحفية تنقل ما يحدث على أرض الواقع إلى العالم، حتى يرى كيف كانت بنغازي قبل عشر سنوات ووضعها اليوم.