ليالي عكوش... صاحبة مبادرة عيادات طب الأسنان الخيرية والتجميلية

تميزت ليالي عكوش في مجال طب الأسنان وتجميلها بعد التخرج، وقدمت العديد من الخدمات، وشاركت خبرتها مع الطلاب الآخرين متحدية ظروف البلاد الصعبة التي أنتجتها الحرب

نور سريب
اليمن ـ .
تقول الدكتورة ليالي محمد سالم عكوش، التي درست وتخرجت من جامعة عدن كلية الطب قسم طب الأسنان عام 2010ـ2011، لوكالتنا أنها بدأت العمل في عيادة شقيقتها عقب تخرجها من مجال طب الأسنان، واستمر عملها هناك لمدة عامين إلى أن قررت فتح عيادة تقدم خدمات بأقل من القيمة المطلوبة.
وأوضحت ليالي عكوش أنها سعت إلى تطوير خبرتها في مجال طب الأسنان من خلال تلقيها الدورات "تلقيت العديد من الدورات في مجال التقويم والتجميل في مصر والهند، وكورسات تجميل أخرى في أمريكا اللاتينية عبر تقنية الأون لاين، وأيضاً في مجال التصوير الفوتوغرافي الخاص بطب الأسنان".
وأشارت إلى أنها بعد تلقيها الدورات بدأت بالعمل في مجال التصوير الفوتوغرافي الخاص بطب الأسنان لأنه شبه معدوم في البلاد على حد قولها "قسم مجال التصوير الفوتوغرافي كبير ومهم جداً، إلا أنني أعاني خلاله كثيراً، لأن معظم المرضى من النساء اللواتي يترددن على العيادة، يرفضن توثيق المعالجة قبل وبعد التجميل والتقويم، بالرغم من أننا نقوم فقط بعمل تصوير للأسنان فقط، وهذا يحزنني".
 
تبادل الخبرات 
ونظراً لكونها الطبيبة التي أعادت زخم الدورات التدريبية والتعليمية إلى مدينة عدن بعد انقطاع قارب الخمس سنوات حدثتنا عن تلك التجربة قائلةً "كنت دائماً اتساءل ما الذي ينقصنا عن باقي الأطباء في كل دول العالم، الأساسيات التي يمتلكونها نحن أيضاً نمتلكها، لذلك قررت أن أتعلم طالما الفرصة والإمكانيات متاحة لي".
وأشارت إلى أنه كان هناك دورات تدريبية لطلبة الطب داخل عدن، ولكن منذ تخرجها توقف الأمر وأصبح هناك ركود كبير، "قررت أخذ دورات خارج اليمن لحاجتي الكبيرة لها، درست أول دورة لمدة شهرين في مصر بالرغم من أن التكاليف كانت مرتفعة نوعاً ما وتبعها دورات أخرى".
وأضافت "فكرت أني أستطيع نقل هذه المعلومات لداخل اليمن، لأن الكثير لا يستطيع تحمل نفقات هذه الدورات خارج البلاد، فطلبت الإذن من الأطباء الذين تلقيت عندهم الدورات وهم أصلاً تعلموا بهذه الطريقة ذهبوا إلى الخارج وتعلموا من ثم عادوا إلى بلدانهم لنقل ما تعلموه، وعدت لمساعدة ونقل ما استفدته، لقد تعاونت النقابة معي جداً وسهلت لي الكثير".
وعن أول دورة افتتحتها تقول ليالي عكوش صاحبة مبادرة عيادات طب الأسنان الخيرية والتجميلية، "أقمت أول دورة حول تقويم الأسنان، ومن ثم افتتحت دورة أخرى حول التجميل، لتعود الدورات إلى عدن بعد توقف دام لفترة ما يقارب خمس سنوات وحتى أن الأطباء الآن أصبحوا يأتون من مدن أخرى لعمل دورات ومؤتمرات داخل عدن، وهذا عاد بالنفع على كل الأطباء الذي كانوا يبحثون عن طرق لتطوير مهاراتهم بعد التخرج من الكلية". 
وتابعت "ما أود الإشارة إليه نحن كأطباء من جامعة عريقة مثل جامعة عدن لدينا الأساس القوي في هذا المجال ولكن ليس لدينا التحديثات والتطور الذي يواكب التخصص والعلم ولأني أعلم ما الذي درسناه وما الجديد الذي لم نتناوله في مناهجنا الدراسية لذلك كان بالنسبة لي الأمر سهل في الاستفادة من تلك الدورات الخارجية وتكوين معارف إضافية وربطها مع ما تم دراسته وتبسيط الأمر على الطلاب والذين يحضرون الدورات التي أقوم بها".
وحول التحديات والعراقيل التي واجهتها وتواجه طبيبات الأسنان في اليمن تقول "الطبيبات والأطباء المتخصصين في مجال طب الأسنان يعانون بشكل عام من الأزمة التي تمر بها البلاد والتي تعيق فرصة الحصول على المنح والدورات والمشاركة في مؤتمرات خارجية دولية لتطوير مهنتنا، وأيضاً نفتقد التوجيه".
وقالت عن أثر الحرب الدائرة على عملها "الحرب أثرت بشكل كبير على حياتنا بشكل سلبي، مثلاً انهيار العملة الوطنية جعلت الدراسة للطالبات اللاتي يدرسن عبر النفقة الخاصة عبء كبير، ولا زال انهيار الريال اليمني مستمر ويزيد يوم عن يوم، الكثير من الطبيبات لا تستطعن فتح عيادات خاصة بسبب غياب الربح، كل ما نجنيه ندفعه على الأدوات التي نستخدمها في عملنا".
وأضافت "كطبيبة امتلك عيادة نعاني من انهيار الريال اليمني وهو ما شكل أكبر عقبة أمامنا، لأن الأدوات التي نستخدمها تكون بسعر العملة الصعبة وفي ظل الانهيار الاقتصادي سعر الصرف ليس ثابت، للأسف كل يوم تتغير قيمة الأدوات وهذا يجعلنا نشتري الأدوات بسعر كبير ولا نستطيع التعامل بنفس الطريقة مع المرضى، لذلك نبذل مجهود دون مقابل، أضافة للنفقات الأخرى من تكاليف الإيجار والمشتقات النفطية التي نستخدمها في تشغيل المولدات كبديل عن التيار الكهربائي الذي ينقطع باستمرار".
وعن تأثير تلك الأزمة على الطلاب في البلاد تقول "ناهيك عن غياب الطاقة الاستيعابية ورداءة الخدمات الأساسية جعلت الطلاب الميسورين يذهبوا لخارج البلاد لأخذ سنة امتياز، بينما الطلاب الغير ميسورين يتخبطون في المجمعات الصحية المحلية وفي العيادات الخاصة للبحث عن فرصة للتطبيق والعمل على أرض الواقع، ولأن عدد الخريجين كبير يصعب علينا أن نقبل عدد من الطلاب للتدريب والتطبيق، وبذلك تكون الحرب عائق كبير أمام حياتنا وعملنا بشكل عام".
وعن استمرارها في إقامة الدورات التدريبية والتعليمية مستقبلاً تقول "كان لدي قبل ظهور وباء كورونا تشبيك مع أطباء خارج اليمن، وقد رتبت لافتتاح دورات على مستوى عالي بحيث أقوم أنا بتقديم جزء منها في الداخل بشكل مباشر والأطباء الآخرين المتفق معهم خارج البلاد سيقدمون معي الورشات عبر التواجد والشرح بواسطة الاتصال المرئي عبر شبكة الانترنت، ولكن بسبب ظهور وانتشار وباء كورونا أصبح الأمر صعب بالنسبة لهم فقد تحولت كل أعمالهم عبر التواصل الرقمي وأصبحت مشاركتهم معي في خطة التدريب صعبة نظراً لعدم توفر الوقت الكافي، لذلك أجلت العمل لفترة استقرار المرحلة وتخفيف عبئ الوباء على بلادنا وعلى باقي دول العالم".
واختتمت قائلةً "على الرغم من التعب والصعوبات واستمرار الحرب يبقى الأمل ودائماً نصيحتي لكل الاطباء الجدد ألا يسمحوا لليأس أن يتملكهم لأن السعي والاجتهاد مهم للوصول إلى النجاح ومهما طال الزمن ستنتهي هذه المرحلة الصعبة التي فرضتها علينا الحروب".