على الرغم من القمع... طالبات جامعيات تؤكدن على استمرارهن بالنضال

أكدت طالبات جامعة "العلامة طباطبائي" في العاصمة الإيرانية طهران، على أن محاولات القمع التي تمارسها الحكومة تجاههن؛ لم ولن تؤثر على نضالهن بأي شكل من الأشكال.

عاطفة معروفي

طهران ـ تواصل الطالبات في إيران وشرق كردستان انتفاضتهن ضد الحكومة بأساليب مختلفة، ومن بين الجامعات التي شارك طلابها في الاحتجاجات جامعة "العلامة طباطبائي" في طهران التي أصبحت مكاناً للتجمعات الطلابية.

منذ الأيام الأولى التي أعقبت مقتل جينا أميني في 16 أيلول/سبتمبر 2022 على يد الحكومة الإيرانية، احتج الطلاب والطالبات في الجامعات، وواجه عدد كبير منهم/ن أساليب قمع مختلفة، منها الإيقاف والطرد وحظر الإقامة في السكن الجامعي أو المرافق التعليمية والاعتقال، لكن العصيان المدني استمر بطرق مختلفة مثل كتابة الشعارات على الجدران وترديدها والعروض الاحتجاجية وغيرها.

 

انطلقت احتجاجات الطالبات بكتابة الشعارات

وحول وضع جامعة "العلامة طباطبائي" في طهران والتجمعات الاحتجاجية فيها خلال الأشهر الماضية والحالية، قالت إحدى طالبات هذه الجامعة فاطمة محمدي (اسم مستعار) لوكالتنا "في بداية العام الدراسي بالتزامن مع مقتل جينا أميني انطلقت احتجاجاتنا بكتابة الشعارات وترديدها".

وأضافت "كان هناك انسجام بين الطالبات وكتبنا شعار Jin Jiyan Azadî على قطعة قماش بيضاء مطلية باللون الأحمر، وفي اليوم التالي وزعناها على الطالبات اللواتي كن حاضرات في التجمع، كما طبع البعض الآخر الورق وكتبوا عليه شعاراتنا".

وأشارت إلى أنه في الأيام الأولى من الانتفاضة، كانت الطالبات في الغالب حاضرات في الاحتجاجات، ولكن سرعان ما انضم جميع الطلاب إلى الاحتجاجات "ولأن القوات العسكرية لم تتمكن من دخول الجامعة لقمع التجمعات، دخل الباسيج وقوى الأمن في الحرم الجامعي لعرقلة تجمعنا، لكن عندما دخلوا، رددنا الشعارات بصوت أعلى".

 

لم تأبه الطالبات بالقمع

وتستخدم قوى الأمن منذ بداية الاحتجاجات التي عمت أنحاء إيران وشرق كردستان طرق مختلفة لقمع احتجاجات الطالبات، وعن ذلك تقول الطالبة في جامعة "العلامة طباطبائي"، آلهة حسن زاده (اسم مستعار) "بعد استمرار التجمعات لفترة، كانت لدى قوى الأمن قوائم طويلة من أسماء الطالبات والطلاب الذين لم يُسمح لهم بدخول الجامعة دون قرار من اللجنة التأديبية".

وصدرت أوامر بإبعاد عشرات الطلاب والطالبات وتعليق دوامهن ومنعهن من دخول الحرم الجامعي وحتى السكن، وعلى الرغم من أن بعض هذه الأحكام أصبحت أخف بعد مناشدات الطلاب والطالبات لقرارات اللجنة التأديبية، إلا أنه بالتعاون مع أمن الجامعة وتسليم الأسماء للمؤسسات الأمنية، تم إنشاء ملفات وخلق مشاكل لبعض الطلبة، بحسب ما أوضحته آلهة حسن زاده.

وأكدت على أن هذه القضية لم تؤثر على نضالهن بأي شكل من الأشكال "ما زلنا ننتظر الانطلاقة الجديدة للتجمعات وندرك أنه يمكننا تحقيق أهدافنا".

 

تقديم الطالبات اللواتي لم تلتزمن بالحجاب إلى لجنة الانضباط

وبدورها قالت الطالبة مهتاب أحمدي (اسم مستعار)، حول الوضع الحالي للجامعة "في الأيام الماضية شارك طلاب كلية الآداب في تجمعاتنا. الآن في كل يوم عندما نريد دخول الجامعة، تمسك قوات الأمن أولاً بملابسنا ثم تقارن أسماءنا بالقائمة الموجودة في أيديها للسماح لنا بالدخول. بخلاف ذلك، يقولون إنه غير مسموح لنا بالدخول وعلينا الانتظار حتى يتصلوا باللجنة التأديبية لمتابعة القضية التي رفعوها ضدنا".

وأشارت إلى أن قوى الأمن تعرفت في الأيام الماضية من خلال مراقبة الكاميرات، على طالبات لا ترتدين الحجاب الإلزامي داخل الجامعة، وقدمتهن للجنة الانضباط".

وفي السكن الجامعي تم إغلاق عدد من الغرف بحجة كتابة الشعارات "طبعاً الآن في السكن نردد الشعارات من نوافذ الغرف التي تغطت جدرانها بشعار Jin Jiyan Azadî".