'للمرأة الدور الأبرز في تطوير المجتمع وتنظيمه'

يرتكز مفهوم الأمة الديمقراطية على العديد من الأسس ومن أهمها التعايش المشترك وحرية المرأة.

شيرين محمد

قامشلو ـ عانى مجتمع شمال وشرق سوريا وخاصةً النساء من النظام السلطوي والأبوي وأبعد عن حقيقته، لذلك كان من المهم افتتاح أكاديميات خاصة لتدريب الأهالي على أسس مشروع الأمة الديمقراطية مع اندلاع الثورة.

رحبت شعوب شمال وشرق سوريا بفكر الأمة الديمقراطية الذي طرحه القائد عبد الله أوجلان بعد أن تعرفت عليه بفضل الثورة، هذا المشروع فتح الطريق أمام جميع المكونات للمطالبة بحقوقهم والحفاظ على ثقافتهم وتاريخهم.  

لذا من الواضح بأن مشروع الأمة الديمقراطية هو الحل الوحيد لحل الأزمة في سوريا والشرق الأوسط والعالم، كما تؤكد نهى عمر الإدارية في أكاديمية المجتمع الديمقراطي في ناحية عامودا التابعة لمقاطعة قامشلو والتي تحدثت عن الإنجازات التي حققتها الأكاديميات في التوعية المجتمعية.  

تقول نهى عمر عن تأسيس الأكاديمية في عام 2013 أنه "تم افتتاح العديد من أكاديميات المجتمع الديمقراطي ويصل عددها لما يقارب 24 أكاديمية تقوم بتنظيم نفسها على أساس 5 لجان أساسية منها لجنة التدريب والتي تختص بتدريب أعضاء الأكاديميات لتمكينهم من إعطاء الدروس للمنضمين إلى الدورات التدريبية، ولجنة المرأة التي تختص بتدريب الأعضاء وتثقيفهم من ناحية تاريخ المرأة وحقيقتها، ولجنة البحوث وتختص بكتابة المجلات والكتب وتعليق بروشورات ويتم تناول أهم المواضيع في المجتمع بداخلها، فكل 3 أشهر يتم إصدار مجلة تتضمن مواضيع مختلفة، وغيرها من اللجان".

 

أهمية التدريب

وحول أهمية التدريب بينت نهى عمر أن "أكاديمية المجتمع الديمقراطي تختلف عن باقي الأكاديميات، فلديها خصائص أخرى منها تسليط الضوء على أهمية تدريب المجتمع على أساس نهج الأمة الديمقراطية، وتغيير مفاهيم المجتمع الخاطئة، وما ترتب عليها من معاناة لشعوب المنطقة التي أبعدت عن تاريخها وحقيقتها وثقافتها، لذا ارتأينا اتباع أسلوب التدريب لكي نصل إلى مجتمع حر وفكر سليم".  

وترى أن تغيير فكر المجتمع مهمة صعبة جداً "رغم الصعوبات التي تواجهنا في الأكاديمية من ناحية تغيير فكر المجتمع إلا أننا لم نتوقف إيماناً منا بأهمية التدريب؛ لبناء جيل واعي ومجتمع حر"، مشيرةً إلى أن "أبواب الأكاديميات مفتوحة أمام الجميع".  

  

"لا يمكن تطوير أي مجتمع دون فكر سليم"   

وأوضحت نهى عمر أن "الشيء الذي يميز الإنسان هو الفكر لذا من الضروري أن نكون أصحاب فكر صحيح لنستطيع أن نطور من أنفسنا ومجتمعنا، فعندما يغير الإنسان من طريقة تفكيره يتغير نحو الأفضل ويستطيع بعدها أن ينظم حياته من جميع النواحي لذلك نعطي الأهمية للفكر؛ لأن أي مجتمع بدون فكر لن يستطيع التقدم".   

وأشارت إلى أنه "في الوقت الحالي نعمل على افتتاح أكاديميات داخل المخيمات من أجل تدريب النازحين/ات اللذين تعرضوا لجميع أشكال العنف لتوعيتهم، أما أهالي إقليم الفرات فهم بحاجة للتوعية بشكل أكبر كونهم كانوا ضحية لمفاهيم داعش لسنوات وأضحت هذه المفاهيم ضمن تفاصيل حياتهم".

واجهت أكاديميات المجتمع الديمقراطي العديد من التحديات والصعوبات، لكنها أصبحت أقل في السنوات الأخيرة، تقول نهى عمر عن تلك الصعوبات أنه "لم يتقبل الأهالي ما نقدمه من أفكار في البداية، كما أن التدريبات المغلقة رفضت بشكل قاطع خاصةً في المناطق العربية، ولكن بالعمل الجاد استطعنا تغيير تلك المفاهيم وبات العديد من الأشخاص يطلبون منا افتتاح دورات تدريبية للتعرف أكثر على مشروع الأمة الديمقراطية، وتطوير ذواتهم".

 

للمرأة الدور الأبرز في تطوير المجتمع وتنظيمه

النساء تلعبن دوراً مهماً في ثقافة المجتمع كما تؤكد نهى عمر، وعلى ذلك كان من الأهمية التركيز على تطوير فكر المرأة لتنهض بالمجتمع عبر التدريب "تلعب المرأة الدور الأبرز في تطوير وتنظيم المجتمع، وتساهم الأكاديميات بتعريف النساء بحقيقتهن من خلال تعريفهن بتاريخهن، وبعلم المرأة 'الجنولوجيا' الذي أسسه القائد عبد الله أوجلان والذي يبحث في حقيقة المرأة".

وبينت أن هدف التدريبات هو تطوير النساء، مشيرةً إلى أنه "بعد المؤتمر الخامس قمنا بتغيير أسلوب التدريب وتنظيمه على ثلاث مستويات مختلفة".

وفي ختام حديثها أكدت الإدارية في أكاديمية المجتمع الديمقراطي نهى عمر أن "جميع المجتمعات تحتاج إلى التغيير المستمر لتطوير نفسها، وعلينا ألا نحصر أنفسنا في قالب معين ونطور أنفسنا في كافة المجالات، عن طريق التدريب ومعرفة فكر الأمة الديمقراطية".