'للأسرة دور مؤثر في كيفية تثقيف الأفراد لمناهضة العنف'
بينت رئيسة قسم المرأة بالمكتب الاجتماعي كوثر حسن، أن الرجل أصبح يمارس العنف النفسي على المرأة بدلاً من العنف الجسدي كونه لا يترك أثر على الجسد بالتالي لا يوجد دليلاً قاطعاً تقدمه النساء للمحكمة في حال
شيرين صالح
السليمانية ـ العنف ضد المرأة له جذور تاريخية عميقة وظهر مع سيطرة الذهنية الاستبدادية لدى الرجل، فاليوم أصبح العنف النفسي من أكثر أشكال العنف ممارسة، لأنه عندما تقدم المرأة بشكوى يتم طلب التقارير الطبية، وهذا يجعل الرجل يتعرض للعقاب، فيرتكب العنف النفسي، لعدم وجود أدلة كافية عليه.
وقالت رئيسة قسم المرأة بالمكتب الاجتماعي كوثر حسن، إن العنف موجود منذ زمن طويل، لكنه الآن أصبح أكثر شهرة بسبب كثرة وسائل الإعلام ونشر المقالات حول العنف الممارس ضد النساء وأشكاله، مضيفةً "رغم أنه لا يمكن القضاء على العنف، ولكن يمكن أن نحاول الحد منه".
وشددت على ضرورة نشر الوعي بين الشباب قبل الزواج، لأن الزواج المبكر يؤدي إلى زيادة حالات العنف والطلاق في المحاكم، لذا فإن للأسرة دوراً مؤثراً في كيفية تثقيف الأفراد على التصرف بشكل إنساني مع محيطهم، ومواجهة عنف المجتمع، وأن تكون الأم حريصة جداً على ابنتها ولا تجعلها تشعر بوجود فجوة في حياتها.
وأشارت إلى أنه "في الماضي، كان العنف الجسدي أكثر أشكال العنف ممارس، لكن الآن مع تطور التكنولوجيا أصبح العنف النفسي يمارس بشكل أكبر على المرأة، لذلك يتعين علينا فرض رقابة على التكنولوجيا والتمكن من استخدامها من أجل النهوض بالمجتمع".
وقالت كوثر حسن، إن الأسر عندما تريد منع أطفالها من عملاً سيء، عليها ألا تفعل ذلك باستخدام العنف، لأنهم سيتعلقون بالأمر أكثر حتى لو كان سيئاً، لذلك يجب على العائلات أن تكون صداقة مع أطفالها من أجل الحد من العنف.
وأضافت "مجتمعنا مجتمع قبلي، ففي الماضي كانوا يجبرون المرأة على قبول العنف الممارس عليها من قبل زوجها في حال طلبت الانفصال عنه، لكن اليوم أصبحت المرأة أكثر وعياً بحقوقها وتتقدم بشكاوى في حال تعرضت للعنف".
وبينت أنه تمارس معظم حالات العنف النفسي، لأنه عندما تشتكي المرأة يتم طلب تقرير طبي، فإذا ارتكب الرجل عنفاً جسدياً يصبح دليلاً ويواجه العقاب، وهو ما دفعه إلى ارتكاب العنف النفسي ضد المرأة لأن الأخيرة ليس لديها دليل كافي حتى تتقدم بشكوى، لذلك يعتبر العنف النفسي أكبر مشكلة تواجهها.
وفي ختام حديثها، قالت كوثر حسن إنه "عندما نزور الأماكن التي تؤوي هؤلاء الأشخاص الذين ليسوا بصحة عقلية جيدة، نرى أن معظم النساء هناك أصبحن هكذا نتيجة العنف النفسي، سواء كان كلاماً غير لائق أو التقليل من شخصيتهن. النساء اللواتي تتعرضن للعنف النفسي تصلن إلى هذه المراكز بعد انهيارهن، لذلك يجب توعية الرجل وتثقيفه أولاً".