لحياة سليمة... نسرين طرّاف توقع "غذاء شفاء إحساس" وتجربة شخصية دفعتها لإصداره

لم تستسلم نسرين طرّاف مؤلفة كتاب "غذاء شفاء إحساس" للدواء بعد أن عاشت تجربة مقلقة مع تشخيص إصابتها بمرض الغدة الدرقية علماً أنها درست الصيدلة، بل قررت أن تجري أبحاثاً عديدة وتخوض مجالات متنوعة

كارولين بزي
بيروت ـ ، لتتعرف من خلالها على ما يمكن أن يغنيها عن الدواء لتستعيد صحتها وتعيش حياةً سليمة من دون أدوية دائمة. 
إلى جانب الصيدلة تخصصت نسرين طراف في عدد من المجالات منها في التغذية الصحية والطب الوظيفي، كما درست علم الموروثات الغذائية.
 
"اكتشفت أن الدواء يعالج مرض ويسبب غيره"
في حوزة نسرين طرّاف اللبنانية - الأميركية الكثير لذلك قررت أن تفرغ ما في جعبتها من معلومات ودراسات لكي تقدم للقرّاء مفاهيم تساعدهم على العيش حياة صحية سليمة من خلال كتابها "غذاء شفاء إحساس" الذي وقعته في مدينة جبيل اللبنانية يوم الأحد 23 أيار/مايو. وتقول نسرين لوكالتنا "أردت أن أوظف كل ما درسته وأضعه في ملخص يركز على أن الحياة الصحية ولاسيما في ظل وباء كورونا لا تقتصر على عامل واحد بل هي مكونة من توازن بين الصحة العقلية والجسدية والغذائية بالإضافة إلى البيئة والعلاقات الاجتماعية التي يعيش الفرد في ظلها، فهذه العوامل جميعها تؤثر على صحتنا"، وتضيف "اكتشفت أن الدواء لا يكفي ليعيش الانسان حياة صحية خالية من الأمراض، لأن الدواء الذي يسكّن الألم لديه العديد من العوارض الجانبية التي تحتاج من أجل شفائها لأدوية تسبب بدورها عوارض جانبية أخرى".
وتروي نسرين طرّاف لنا الأزمة الصحية التي مرت بها منذ سنوات ودفعتها لمشاركة كتابها الجديد بمعلوماته مع القرّاء، وتقول "عانيت منذ فترة طويلة من مرض الغدة، وبدأ شعري يتساقط وزاد وزني كثيراً وأصبت بالاكتئاب، أخبرني الطبيب حينها بأن عليّ أن أتناول الدواء لمدى العمر وإذا لم أتحسن سأخضع لعملية جراحية لاستئصال الغدة، فشعرت أن كل مصائب العالم ألمّت بي. كنت حينها أدرس الطب الوظيفي بعدما تخصصت بالصيدلة وعلمت أن لكل مرض مزمن حل، ومن خلال الدراسات والأبحاث التي أجريتها وجدت أن من أبرز الأشياء التي يجب أن أتخلى عنها هو الغلوتين بالإضافة إلى الابتعاد عن مشتقات الحليب، كما أجريت اختبار الحساسية وقمت بدراسات عديدة لأتعرف على جسمي ومكوناته أكثر وما الذي يناسبه وما الذي يؤذيه، واعتمدت هذا النمط وبعد سنة لم أعد بحاجة لدواء وشفيت تماماً، وعندما قمت بزيارة الطبيب فوجئ بتحسن حالتي، وقال لي بأن ما حصل معي معجزة وسألني ما الذي فعلته، فأخبرته بأنني قمت بأبحاث لمعرفة السبب الذي ساهم بوجود فرط نشاط في الغدة وبهذه الطريقة تجنبت الأطعمة التي جعلتها تتفاعل، واعتمدت الغذاء السليم والنشاطات البدنية لأنها مهمة جداً، كما أن للصحة النفسية أهمية في شفائنا".    
 
"يسلط الكتاب الضوء على الوسائل الطبيعية لتقوية جهاز المناعة"
تجمع نسرين طرّاف بين الروحانيات والغذاء السليم، وتقول "عندما يغذي الانسان حياته بالروحانيات والأفكار السليمة إلى جانب الغذاء الصحي، يستطيع أن يشفي نفسه لأن أسلوب الغذاء والأفكار السلبية تؤثر على صحة الجسم".
وتستهل نسرين طرّاف الكتاب المؤلف من 256 صفحة بمقاربة العلاج الوظيفي لمرض فيروس كورونا بما أن العالم يعيش وسط هذا الوباء المستجد. وتلفت إلى أن أغلب الأدوية التي تُباع في الصيدليات من دون وصفة طبيب لا تعالج سوى أعراض العدوى الفيروسية ولا تساعد معظمها جهاز المناعة على محاربة المرض، لذلك يشرح الكتاب ما هي الوسائل الطبيعية التي تقوي جهاز المناعة.
وتتابع "أذكر في الكتاب أهمية الخضار والفواكه الموسمية بالإضافة إلى الحبوب لما تحتويها من فوائد وفيتامينات مفيدة للصحة وذلك بدلاً من الوجبات السريعة أو الفواكه والخضار المثلجة والمعدلة وراثياً التي تؤثر سلباً على صحة الجسم. وأتطرق أيضاً إلى أهمية التفكير بإيجابية لأن الأفكار السلبية ستؤثر سلباً على الأفراد حتى لو كانوا يتناولون غذاءً صحياً".
وتؤكد أن الكتاب يسلط الضوء على كيفية تقوية جهاز المناعة والعيش حياة سليمة بالإضافة إلى الإجراءات الوقائية اللازمة المثبتة منها والتجريبية للوقاية من وباء كورونا. وتضيف "لذلك قررت أن أعمم المعرفة وأشاركها مع بلدي لبنان فقمت بترجمة الكتاب في العام 2020 إلى اللغة العربية بعد أن طرحته باللغة الإنكليزية في وقت سابق، وهو حالياً موجود في لبنان ودول الشرق الأوسط".
 
"المطبخ الشرق أوسطي هو الأفضل في العالم"
تولي نسرين طرّاف اهتماماً كبيراً للأطباق الشرق أوسطية لأنها وبعد دراسات عديدة اكتشفت أن النظام الغذائي الشرق أوسطي هو الأفضل في العالم من الناحية الصحية، كما تركز نسرين على علاقة الانسان بمحيطه ومجتمعه وأصدقائه والتي جميعها تؤثر على صحة الفرد وتنعكس على أسلوب حياته. 
شاركت نسرين طرّاف في "غذاء شفاء إحساس" الفوائد والفيتامينات والمعادن التي تحتوي عليها المنتجات الزراعية وما يحتاجه الجسم ليحصن نفسه على شكل أطباق صحية، وتقول "قدمت للقراء أفكاراً وهي عبارة عن وصفات طبخ صحية وحتى حلويات لا تحتوي على النشويات والسكر المكرر بل استبدلتها بالعسل أو الفواكه مثل الفراولة أو الموز وهذه الفواكه تحتوي على سكر طبيعي سهل الهضم".
وبما أن الكتاب يحتوي على وصفات طبخ، تؤكد نسرين طرّاف بأنها شخص شغوف بالمطبخ، وتضيف "درست التغذية الصحية وبالتالي من خلال الدراسات اكتسبت خبرةً وجمعت في وصفاتي عدداً من الفيتامينات والمعادن والبروتينات بطريقة صحية ولذيذة". 
أما الموضوع الذي يهم الأغلبية وهو تخفيض الوزن أو الحصول على الوزن المثالي، فتعلق نسرين طرّاف قائلةً "بالنسبة للذين يسعون إلى الحصول على جسم مثالي أو خسارة وزنهم، يستطيعون أن يجدوا مبتغاهم في هذا الكتاب وفقاً لنظام أو أسلوب حياتهم، فإذا كان الشخص يعتمد في نظامه الغذائي على المعكرونة والخبز والمعجنات والأجبان بالتأكيد سيستفيد من الكتاب لأنني سأطلب منه أن يبتعد عن هذه المأكولات، ويذهب أكثر إلى الطبيعة والخضار الطازجة لا المثلجة أو المعلبة ويعتمد شواء الخضار مثل البطاطا لا القلي". 
 
"الاستغناء عن الأطعمة الغير مفيدة للتخلص من سموم الجسم"
وتتابع "بالتأكيد لم أنسى حاجة الجسم في الشتاء للكربوهيدرات لأنها تمد الجسم بالطاقة وسيتناولها أغلب الناس، لذلك اعتمدت في الكتاب طريقة وقائية، أوصي فيها بضرورة التخلص من السموم "الديتوكس" بالاستغناء عن الأطعمة الغير مفيدة والمؤذية لصحتنا مع بداية فصلي الخريف والربيع".
يضج كتاب "غذاء شفاء إحساس" بالحياة من خلال الصور المطبوعة على صفحاته، وتقول "بذلت مجهوداً كبيراً على الكتاب الذي أردت من خلاله أن أقدم الصورة التي أحب والتي توصّف كل ما أرغب بتسليط الضوء عليه بدقة".
وفي ظل الأزمات التي يعيشها اللبنانيون، تعتبر نسرين طرّاف بأن "الكارثة التي نعيشها اليوم ربما تكون نعمة، إذ أصبح الناس يقدرّون الحياة العائلية أكثر، كما توجه كثيرون منهم إلى الزراعة حتى على شرفات منازلهم، ما دفعهم لاعتماد نظام غذائي صحي وكأن ما يحصل كان بمثابة توعية لنا، وأطلب من الجميع أن يهتموا بصحتهم من خلال التنبه لنوعية الطعام والتفكير بشكل إيجابي لعيش حياة صحية وسليمة".