لبابة محمد... الإغاثة في محور التنمية

"ربطتُ الإغاثة بالتنمية فلا يمكن أن نطلق النصائح والعبر والمحفزات في وسط غير إنساني لا يملك فيه الفرد أبسط مقومات العيش الكريم".

غفران الراضي 
بغداد ـ هكذا تقول لبابة محمد مدربة التنمية البشرية ومديرة فريق عراقي للإغاثة والتنمية.
لبابة محمد (37) عاماً مدربة تنمية بشرية ومديرة فريق عراقي للإغاثة والتنمية. ثم شاركت في دورات تدريب للتنمية البشرية.
تقول لوكالتنا وكالة أنباء المرأة "أصبح لدي فضول لدخول مجال التدريب والتنمية، ولأشارك في دورة الدبلوم، ومن ثم الممارسة في البرمجة اللغوية العصبية، وقد طبقت الجلسات على نفسي ولاحظت مدى تأثيرها على تفكيري وشخصيتي وردود فعلي، والتغيير الذي حصل لدي خلال أشهر قليلة عندها أحببت أن يستفاد منه الذين يعانون من صدمات أو أزمات، أو الأشخاص الذين يحتاجون إلى تحفيز ومساعدة". 
وعن بدايتها في تدريبات التنمية البشرية بينت "كانت بدايتي إعطاء دورة بالمجان لمؤسسة أيتام ومن ثم إعطاء محاضرات الثقة بالنفس والشكوى وفتحت بعدها قناة على التليغرام وقدمت جلسات في البرمجة اللغوية العصبية للتخلص من الطاقات السلبية والصدمات".
 
المشاركة في الحوار يعزز شخصية المرأة 
تقول لبابة محمد أن تأثير المرأة جيد في مجال العمل لكن رغم ذلك لا تملك فرصاً كبيرة كإنسانة مثقفة، وتتساءل لماذا في بعض المحافظات العراقية يتكلم الرجال عن دور المرأة وأهميته لكن عندما يجلسون في بيوتهم مع الضيوف تجلس النساء بعيداً عن حوارات الرجال؟
وتضيف "إذا ما أفسح المجال للمرأة للمشاركة مع الضيوف في الحوار فإنها ستنمي عقلها وثقافتها، وتحرك إدراكها أيضاً وستعزز من ثقتها بنفسها وتنمي شخصيتها". 
وترى لبابة محمد أن انفتاح المرأة في المجتمع والمشاركة في النقاش والاختلاط يقلل بشكل كبير من المشاكل الأسرية "الاختلاط المحترم يكسر الحواجز وينمي المدارك لدى أي إنسان، فالموضوع اعتياد وتعويد فعندما يكون هنالك برمجة لن يكون هنالك خجل من قبلها في التعامل مع الرجل ولن يكون للرجل نظرة أخرى تجاه المرأة بل سيعاملها بالتعويد كإنسانة فجانب الحرمان يخلق التشتت".
 
دور الأسرة في بناء شخصية المرأة وقوتها   
تؤكد لبابة محمد أن "بناء إنسان يعني بناء مجتمع فعندما تزرع في داخله الثقة بالنفس، والوعي والإدراك وقوة الشخصية، وتجعله معك صديق وأخ وابن مع تربية صحيحة في ظل التقدم الذي نشهده، والوضع في منطقة الشرق الأوسط المشتت بين الدين والعادات والتقاليد والعرف، وبين أفكار غزت المجتمع عبر مواقع التواصل الاجتماعي جعلت الفرد يفكر في الهروب حتى من ذاته"، مشيرةً إلى دور الأسرة فيما يخص ذلك "يجب أن تبذل جهوداً كبيرة وملازمة للطفل لينمو بشكل صحيح وتربيته على أفكار صحيحة ليواجه الأفكار الخاطئة في المجتمع".
 
حدود طموح المرأة في المجتمعات العربية
تقول لبابة محمد عن حدود الطموح للمرأة العربية "في المجتمعات العربية نهتم بالعيب والخوف من كلام الآخرين، وننسى بأننا خلقنا لأنفسنا لا لنعيش وفق ما يراه الناس، لقد وضعنا أنفسنا ضمن حدود نحن جميعاً مسؤولين عنها لأننا جزء من هذا المجتمع".
كما تؤكد أن على الجميع تحمل المسؤولية التي وصلت إليها المرأة "علينا ألا نرمي باللوم على الآخرين فقط لأننا جزء من هذا التكوين، لنفهم ما هو الدين الصحيح وماهي التقاليد التي وضعناها والتي من الممكن أن تتغير، فعندما تتغير أفكار الفرد سيتغير كل شيء".
وعن كيفية فرض المرأة لشخصيتها تقول لبابة محمد "هذا الموضوع متشابك ومختلف حسب شخصية الرجل وشخصية المرأة، وتربيتهم والبيئة التي عاشوا فيها، إن نظرة الرجل للمرأة في تلك البيئة ستؤثر فيه، وستكون المرأة مؤثرة جداً إذا امتلكت شخصية قوية وكانت مؤمنة بالتغيير".  
وفي خضم قضية التأثير وقوة الشخصية تجد لبابة محمد أن الأب هو الذي يعد أساس بناء الشخصية والثقة بالنفس للمرأة "لذلك نجد الكثير من العقد والمشاكل النفسية وعدم الثقة بالنفس وضعف الشخصية والتردد والخوف في شخصية المرأة نتيجة العلاقة غير المتزنة والسلبية بين الأب وابنته خاصة التأرجح الكبير في هذه العلاقة في المجتمع العراقي".  
 
جدوى الورش المحفزة للتغيير 
تشدد لبابة محمد على ضرورة الواقعية في طرح برامج التنمية ومعرفة جدوى الورش المحفزة للتغيير في المجتمع، خاصة تلك التي تستهدف المناطق الفقيرة "هذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الإغاثة والمساعدات الإنسانية ليكون التأثير متكامل. 
ضمن مشاركتي في برنامج البنك الدولي للتنمية ربطت الإغاثة في محور التنمية، فكانت لنا محاضرات وجلسات تنمية للشباب والنساء مع برامج إغاثة ومساعدات إنسانية ووجدتها أكثر تقبلاً ورواجاً وتأثيراً، فلا يمكن أن نطلق النصائح والعبر والمحفزات في وسط غير إنساني لا يملك فيه الفرد أبسط مقومات العيش الكريم، مالم نقدم إغاثة وأن كانت وقتية إلا أنها ربما تقدم حافزاً للتغير المعنوي والنفسي للفرد أن استثمرت بورش تنمية محفزة". 
وفي ختام حديثها أشارت إلى المشاريع المستقبلية التي تعمل عليها في ظل ظروف جائحة كورونا وما تركته من آثار كالبطالة وتدهور الوضع الاقتصادي "دعم الشباب وريادة المشاريع ودعم المشاريع الصغيرة للشباب ضمن الخطط الحالية لنا، وتم تنفيذ جزء كبير منها، فريقنا يعمل على ورش تنمية وريادة أعمال شبابية ضمن أعمار محددة تمهيداً لدعمهم لتكوين مشاريع صغيرة بالمشاركة مع البنك الدولي وجهات حكومية ترعى هذه المبادرة". ولم تخف رغبتها في مشروع مستقبلي يستهدف النساء.