لاجئات سودانيات تروين تفاصيل الحياة في مخيمات سبها
تكشف شهادات اللاجئات عن مآسٍ مؤلمة وأوضاع معيشية تتطلب تدخلاً فورياً لإنقاذهن من براثن الفقر والمرض في ظل غياب الحلول المستدامة.
ليبيا ـ في مخيمات سبها الليبية تقف اللاجئات السودانيات وجهاً لوجه مع واقع قاسٍ، حيث تتشابك المعاناة الإنسانية مع نقص الخدمات الأساسية، من غياب الرعاية الصحية إلى انعدام حليب الأطفال وسوء تجهيز المرافق، تنعكس هذه الأزمات على حياتهن اليومية.
فقدان الأمل وسط الظروف القاسية
مها رحمة الله، لاجئة سودانية، تروي بمرارة عن وفاة ابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات بسبب التسمم الغذائي داخل مخيم "طيوري"، وتقول "كان الطعام المقدم في المخيم غير كافٍ، وكانت تأتينا مساعدات من بعض الناس ففي يوم قدم أحدهم وجبة جاهزة واضطررنا لتناولها جميعاً بسبب الجوع الذي كنا نعاني منه. عند عودتنا، أصيب طفلي وأطفال آخرون وكل من في المخيم بحالات تسمم حادة بسبب هذا الطعام. وتوفي ابني في تلك الليلة ولم يحصل على الرعاية الصحية".
وأضافت "قررنا جميعاً ألا نتناول أي وجبات جاهزة تأتينا كمساعدات مرة أخرى، نعاني من نقص شديد في الغذاء، وحتى الحصص التي نحصل عليها تُوزع بطريقة غير عادلة، حيث تترك الأطعمة في المخزن لفترات طويلة قبل أن يتم توزيعها"، مشيرة إلى أن حياتها في المخيم أصبحت كفاحاً يومياً للبقاء، خاصة مع غياب المرافق الصحية والطبية اللازمة لأطفالها.
مأساة تحت الأمطار
من الخرطوم إلى مخيم طيوري، جاءت جوزفين سنتينا مع زوجها وأطفالها هرباً من الحرب. لكن المأساة لم تتركها؛ إذ فقدت ابنتها ذات الثلاثة أشهر بسبب الإسهال الحاد الناتج عن الأمطار التي غمرت المخيمن وتقول "لم يكن هناك مكان نلجأ إليه، فمرضت ابنتي ولم أستطع علاجها بسبب نقص المال، زوجي مسجون بسبب الديون، وبقيت وحيدة مع أطفالي، حتى جثة ابنتي ظلت في ثلاجة الموتى قرابة الشهرين بسبب تأخر الإجراءات".
وأشارت جوزفين سنتينا إلى أملها في الحل لهذا الحرب والعيش بأمان وأمل الحصول على دعم يساعدها على تجاوز محنتها.
صرخة طلب المساعدة
أما فاطمة عبدول، التي تعاني من مشاكل في السمع، فتروي معاناتها مع أبنائها الذين يعانون من نفس المشكلة. وتقول "وصلنا إلى المخيم قبل ستة أشهر، لكن الظروف هنا صعبة للغاية. نعتمد على المنظمات في توفير الطعام والملابس، لكن لا يوجد حليب للأطفال. لا أستطيع الذهاب إلى طرابلس لتلقي العلاج بسبب نقص المال، وحتى زوجي لم يتمكن من إيجاد عمل يساعدنا على تحسين أوضاعنا"، مضيفةً أن غياب الدعم يجعلها تشعر باليأس، خاصة مع حاجتها الماسة لعلاجها وأطفالها.
تعكس هذه الشهادات حجم المعاناة التي تواجهها اللاجئات السودانيات في سبها، ما يستدعي تسليط الضوء على قضيتهن وإيجاد حلول جذرية تعزز من واقعهن المعيشي.