لاجئات سودانيات في أوغندا تعشن ظروف صحية وغذائية سيئة
قارب النزاع في السودان على العامين ولا تزال النازحات واللاجئات في المخيمات تكابدن من أجل البقاء في ظل تدهور الأوضاع ونقص الغذاء والخدمات الصحية.
![](https://jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2025/01/20250126-almadt-jpg3b4d92-image.jpg)
ميساء القاضي
السودان ـ تُقدر أعداد اللاجئين في أوغندا بما يفوق الخمسين ألف لاجئ سوداني غادروا بلادهم بحسب الأمم المتحدة بعد اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف نيسان/أبريل 2023، وما زال تدفق اللاجئين مستمر وسط ظروف بالغة التعقيد.
يقصد السودانيون أوغندا لسهولة الحصول على التأشيرة وسرعة التسجيل لدى مفوضية شؤون اللاجئين، ويمنح اللاجئ السوداني إقامة فورية لمدة خمسة سنوات يتمتع فيها بكافة الحقوق.
فاطمة الزهراء عبد اللطيف لاجئة سودانية تقيم بمخيم للاجئين في أوغندا، تقول إن معاناتهم تتمثل أولاً في نقص الغذاء ومشاكل تتعلق بالصحة والصحة الإنجابية "لدينا فتيات صغيرات تعانين من نقص الغذاء وكذلك الأمهات، فبعد الحمل تحتاج الأمهات إلى نوع خاص من الغذاء وهذا غير متوفر لنا كلاجئين".
ويقدم برنامج الغذاء العالمي حصة غذائية لكل لاجئ، لكنه خفضها إلى ثلاثين بالمائة مستبدلاً إياها بمبلغ ثلاثة ونصف دولاراً في الشهر للفرد وهو مبلغ قليل مقارنة بالاحتياج وقد طبق سودانيون فكرة مطابخ الأحياء التي ظهرت في السودان مع الحرب في المخيم لتوفير الطعام.
كما تطرقت إلى تحديات تواجههم من الجانب الصحي ونقص خدماتها في المخيم "أطفالنا الصغار يمرضون ولا نجد العلاج الكافي ولا نملك ما يكفي من النقود لدفع أجر المواصلات التي تقلنا إلى المستشفيات خارج المخيم"، مضيفةً "لدينا مركز صحي داخل المخيم لكن خدمته محدودة ولا يكون العلاج فيه كافياً لأنه لا يفي بالغرض غالباً، لذلك يتطلب الأمر أخذ العلاج من العيادات الخارجية ولا نملك تكلفة العلاج في أحيان كثيرة".
وأشارت فاطمة الزهراء عبد اللطيف إلى عدم وجود فرص عمل "نحن مؤهلون ولدينا خبرات وشهادات ولكن لم نجد فرص عمل وحتى لو وجدنا تكون أعمال هامشية"، مبينةً أن "المستشفيات بعيدة من هنا وليست هنالك تخصصية فالطبيب تجده هو نفسه الممرض وطبيب المختبر، أي لديهم مرونة كبيرة هنا في التخصصات الطبية".
ولا تتوقف مشاكل اللاجئين عند هذا الحد فالمساكن التي يعيشون فيها والتي تشيد من مواد غير ثابتة (مشمعات) تشكل تحدياً حقيقياً في ظل مناخ البلد المضيف شديد الرطوبة والحرارة والأمطار، منوهة إلى أن هذه المساكن تؤثر على حديثي الولادة الذين يواجهون مشاكل البيئة فالمساكن من الخيم والمشمعات تكون رطبة ليلاً وفي النهار درجة حرارتها عالية.
هناك مبادرات نسوية اهتمت بمشاكل النازحات واللاجئات وعملت على حلها منها مبادرةlet’s talk about period، وزارت عضوات المبادرة المخيمات في أوغندا وتحديداً مخيم "كرياندينقو" وألقت محاضرات توعوية.
وتقول عضوة المبادرة ومنسقة حملة المليون فوطة مستدامة فداء أشرف إن وضع النساء صعب في المخيمات لكن هناك صعوبة خاصة تواجه السودانيات على وجه التحديد "الصعوبة الإضافية للنساء السودانيات في المخيمات تتمثل في اختلاف الثقافة الغذائية عموماً، إذ تحصل النساء على مواد غذائية المحلية الخاصة بالدولة مثل الجنجارو والذرة الشامية وغيرها، قمنا بعمل مقابلات مع نساء حوامل أوضحن أنهن يتحصلن على أغذية محلية من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لكنها بالنسبة لهن غريبة وصعب التأقلم عليها بسرعة لاختلاف الثقافة الغذائية".
وعن الوضع الصحي، قالت "المستشفى في المخيم بها تكدس كبير مما يؤثر على حصول رعاية صحية وأيضاً جودة الرعاية ليست الأفضل لكونه مخيم وكل اللاجئين يزورونه لتلقي الخدمة، أما العلاج فهو غالي وأغلب الناس بلا وظائف توفر لهم استقلالية مادية للحصول على العلاج والنساء الحوامل والمُرضعات تواجهن مشكلة في الحصول على المقابلات الشهرية والرعاية الكافية ويضطر من يستطيع الذهاب إلى العيادات الخاصة وتكون بها صعوبة مادية".
فيما يتعلق بالصحة الإنجابية، أوضحت فداء أشرف أن الوضع مزري "أغلب النساء يعانين من مشاكل لها علاقة بدورات المياه والحصول على الماء وتوفر متطلبات الحيض، فضلاً عن دورات المياه التي يتم حفرها سطحياً فيجدن صعوبة في التخلص من منتجات الحيض أو حرقها فيقمن بدفنها أيضاً، ناهيك عن صعوبة الحصول على احتياجات الحيض الذي يتطلب الذهاب للمدينة وهذا مشوار مكلف وبعيد".
وعن الحلول التي قامت بها المبادرة لمساعدة النساء، قالت "قمنا بعمل مسح أولي لمعرفة احتياجات النساء ونحن في حملة مليون فوطة مستدامة كان لا بد من دراسة الموارد فهنالك مخيمات ودور إيواء لا نستطيع توزيع فوط قماشية فيها إذ لا تكون لديهم إمكانية الوصول إلى ماء أو إلى الصابون لذلك جمعنا عدد من النساء والفتيات ودربناهم على جمع البيانات لتعامل مع الفئات داخل المخيم بناء تلك البيانات، وهن بأنفسهن قاموا بتحليلها ليتمكن من معرفة احتياجاتهن الصحية، لنقوم بتوزيع فوط صحية مستدامة لهن، دولة أوغندا تتميز برطوبة عالية لذلك ندرس خيار نوعية المنتجات الصحية التي سنقوم بتوزيعها بناء على الاحتياجات".