لاجئات عراقيات تتحدثن عن خطورة مخيم الهول

بدأت قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا، المرحلة الثانية من عملية الإنسانية والأمن في مخيم الهول، بمساعدة وحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية.

سوركول شيخو

حسكة ـ أشادت اللاجئات العراقيات اللواتي تعشن في مخيم الهول الذي يضم لاجئين عراقيين ومهاجرين سوريين وعائلات مرتزقة داعش، ويقع على بعد 45 كم شرق مدينة الحسكة في شمال وشرق سوريا، بالمرحلة الثانية من عملية الإنسانية والأمن التي أطلقتها قوى الأمن الداخلي في المخيم.

بعد تحرير الباغوز في دير الزور من قبل مقاتلي ومقاتلات قوات سوريا الديمقراطية في الثالث والعشرين من آذار/مارس عام 2019، تم نقل العائلات التي استسلمت لقوات سوريا الديمقراطية إلى مخيم الهول.

وأطلقت قوى الأمن الداخلي في الثامن والعشرين من آذار/مارس 2021 بمساعدة وحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية عملية "الإنسانية والأمن" لإحلال الأمن والسلام في المخيم ومنع انتشار العنف والقتل.

وبسبب ارتفاع معدل قتل النساء في المخيم، أطلقت قوى الأمن الداخلي المرحلة الثانية من العملية بمساعدة وحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية أمس الخميس 25 آب/أغسطس.

 

"حدودنا هي السوق"

وعن الخطر الذي يجوب مخيم الهول في شمال وشرق سوريا تقول آية من مدينة الموصل العراقية، التي تعيش في القسم المخصص للاجئين العراقيين في مخيم الهول منذ 5 سنوات "نسمع عن عمليات قتل داخل المخيم. من يفعل مثل هذه الأشياء سوى مرتزقة داعش وخلاياه؟، العملية التي أطلقتها قوى الأمن الداخلي جيدة جداً لأن المخيم الآن قد تم تطهيره من مرتكبي الجرائم، نريد أيضاً أن تغادر عائلات داعش من هنا".

وأضافت "نذهب فقط إلى السوق لإحضار مستلزماتنا الأساسية ونعود إلى خيمنا. نحن خائفون جداً من نساء وعائلات مرتزقة داعش، ولهذا لا يمكننا التحرك بسهولة. لا يمكننا الدخول في حوار مع أي شخص، حدودنا هي السوق. لا نجرؤ على اتخاذ خطوة خارج هذا النطاق".

 

حوادث قتل واغتصاب واختطاف أطفال

من جانبها تقول جواهر ميدي وهي لاجئة عراقية تعيش في المخيم مع عائلتها منذ 4 سنوات، عن الوضع الأمني ​​في المخيم وعدم الاستقرار الذي يعيشونه "عندما نرى قوى الأمن الداخلي نشعر بالسلام، ولكن لا سلام في المخيم بل العكس خاصة فيما يتعلق بازدياد حالات القتل والاغتصاب واختطاف الأطفال. في المستقبل القريب سوف نغادر ونذهب إلى العراق، لم يعد بإمكاننا الانتظار أكثر للعودة، نحن خائفون جداً على أطفالنا".

وأضافت "نحن سعداء جداً بالعملية التي أطلقتها قوى الأمن الداخلي، وأتمنى أن تكون هناك مثل هذه العمليات على الدوام. لأننا نريد الأمن والسلام. هربنا من الحرب ولجأنا إلى المخيم. نريد أن تمدنا القوات الموجودة بالسلام".

 

"نحن لا ندخل في حوار مع أحد"

ابتسام محمد من مدينة صلاح الدين العراقية، تقول "كانت هناك حرب بين الحشد الشعبي والعصابات، لذلك اضطررنا للتنقل كمدنيين من هناك مع أطفالنا. هربنا من الموت. ولهذا السبب حتى ونحن في المخيم لا نتواصل مع أي شخص ونعيش بهدوء. أغلقنا بابنا ولا نتواصل مع أي شخص".

 

"لا أحد يعرف ما يفعله تحت الثوب الأسود"

تخشى حمدية محمد من زوجات مرتزقة داعش والتهديدات التي تعرضن لها لتغطية رؤوسهن، وتقول "أنا أعيش في المخيم منذ 5 سنوات. كانت الأيام والسنوات السابقة جيدة وهادئة للغاية، لكن في السنوات الأخيرة تغير الوضع، وساءت الأوضاع للغاية. كلنا نرتدي ملابس سوداء. لكن لا أحد يعرف ما يتم فعله تحت هذا الثوب. هذا العام سوف نغادر المخيم ونعود إلى بلدنا. أتمنى حقاً أن أعود إلى العراق وأعيش حياتي الطبيعية الآن. أريد أن أزرع الحقول وأنسى كل ما حدث هنا. لا أريد أن آخذ أياً من الذكريات والأحداث التي عشناها معي إلى بلدي. أريد تعليم أطفالي وإرسالهم إلى المدارس، صحيح أنهم يدرسون هنا لكن ليس مثل الأطفال الذين يدرسون في المدرسة ويحصلون على شهادات. آمل أن ينسى أطفالنا كل ما حدث هنا وألا يبقى في أذهانهم".

 

"الرجال والنساء يقتلون ولكن لا أحد يعرف لماذا"

وقالت إحدى اللاجئات العراقيات اللواتي تعشن في المخيم والتي لم تفصح عن اسمها "أملي الخروج من سوريا والذهاب إلى العراق. أريد أن أنسى كل السنوات والشهور والأيام التي قضيتها في سوريا. إننا نسمع عن مقتل نساء ورجال لكن دون معرفة سبب مقتلهم. أريد أن أذهب وأرسل أولادي إلى المدرسة وأعيش بسلام".