لا يوجد طريق آخر للتخلص من الاضطهاد سوى توعية النساء (2)

مع بداية ثورة "جينا" في إيران وشرق كردستان، لعبت جميع النساء والفتيات دورهن وفق موقعهن، ففي مدينة سنه التي تعتبر القلب النابض للثورة، تمتعت النساء بحضور لافت.

هيما راد

سنه ـ تطالب النساء من خلال الثورة التي تشهدها إيران، بحق العيش في بلاد ديمقراطية وحرة، مشددات على ضرورة تعريف النساء بحقوقهن.

"ش.ق" واحدة من النساء اللواتي كان لهن دوراً كبيراً في الانتفاضة الشعبية التي دخلت شهرها الرابع، وتحاول مواصلة هذه الانتفاضة بطرق مختلفة، من خلال مساعدة الجرحى ومعالجتهم إلى صنع زجاجات المولوتوف للدفاع عن النفس.

تقول طالبة التمريض "ش.ق" البالغة من العمر 25 عاماً، لوكالتنا "في بداية الاحتجاجات لم أستطع التواجد في الشوارع، لكنني أردت أن تبدأ الاحتجاجات في الجامعة حتى أتمكن من المشاركة، ولحسن الحظ حدث ذلك. في البداية كنت أخشى ألا تنتشر الاحتجاجات وتنطفئ في مهدها، لكننا نشهد كل يوم انضمام فئات أخرى من المجتمع، وزاد أملنا في هذه الثورة، انضمت كافة القطاعات لهذه الاحتجاجات والإضرابات، والآن لا توجد طبقة أو جماعة في المجتمع راضية عما تشهده البلاد".

وأضافت "أنا فخورة جداً بأن النساء هن من بدأن الثورة، أتذكر جيداً أن نساء مدينة سنه هن من بدأن بالانتفاض في شارع الفردوسي، لقد كن ممسكات بأيدي بعضهن البعض، وترددن شعار "jin jiyan azadî"، ومن ثم انتشرت الاحتجاجات في العديد من المدن"، لافتةً إلى أن "شرارة الانتفاضة انطلقت من مدن شرق كردستان، لقد خرج شعار الثورة من قلب كردستان، لكن هذه الثورة النسائية ليست فقط للنساء، بل هي من أجل المجتمع بأسره، لقد تعرضنا للقمع من قبل حكومة استبدادية لسنوات، والآن أصبح الرجال أيضاً على قدم المساواة مع النساء في هذه الثورة".

وشددت على ضرورة مواصلة النضال حتى الوصول إلى الحرية التي يحلمون بها "لدينا الحق بالعيش في إيران ديمقراطية وحرة".

وأوضحت "إيران مليئة بالناس الذين لديهم معرفة وخبرة ويمكنهم إثراء إيران بخبراتهم، لكن الشيء الوحيد الذي لا نراه في الجمهورية الإسلامية هو الخبرة. إنهم لا يتخصصون في أي شيء سوى التدمير".

وحول أنشطتها خلال الثورة تقول "لقد لمست كل فظائع الجمهورية الإسلامية بروحي وجسدي، لم أعد على استعداد لأن أكون تحت سيطرة هذه الحكومة ليوم واحد، ولهذا رهنت حياتي لأسير في هذا الطريق ولن أتردد في فعل أي شيء يمكنني القيام به. خلال هذه الأشهر القليلة، ساعدت الجرحى وذهبت إلى منازلهم لعلاجهم، وقد استطعنا تأمين بعض الأدوية اللازمة التي لا تباع في الصيدليات بدون وصفة طبية لمعالجة جرحى الانتفاضة، ولم أتردد في تقديم المساعدة المالية لأسر الجرحى".

وطالبت جميع النساء في إيران "ألا تقللن من قدرتهن وأن تستخدمن قوتهن للدفع بالثورة إلى الأمام وتحقيق الحرية. يجب أن تبدأن بإحداث التغيير انطلاقاً من عائلاتهم وأن تدركن حقوقهن، وعندما تهتفن بشعار "jin jiyan azadî" يجب أن تؤمن به".

وأوضحت في ختام حديثها أنه "عندما ألقى قوى الأمن القبض على جميع أصدقائي المقربين وكانوا في السجون، زاد غضبي لدرجة أن التواجد في الشوارع والتظاهرات لم يعد كافياً، وبعد رؤيتي الجرحى توصلت إلى استنتاج مفاده أنه لا يمكنك محاربة قوى الأمن والسلطات بأيدٍ فارغة، لذلك بدأت بصنع زجاجات المولوتوف في المنزل مع ابنتي الصغيرة، لتوزيعها على المحتجين للدفاع عن أنفسهم وإضرام النيران في قاعدة الباسيج، وفي حال  استطعت فسأستخدم تلك الزجاجات بنفسي".