'لا يمكن تحقيق المساواة والسلام دون الحد من العنف ضد المرأة'
دعت نساء مدينة الحسكة في إقليم شمال وشرق سوريا، نساء العالم أجمع إلى التكاتف وتكثيف الجهود، من أجل مناهضة العنف الممارس عليهن وتحقيق أهداف التنمية المستدامة والمساواة والحرية.
دلال رمضان
الحسكة ـ لا يزال العنف الممارس على المرأة الذي أزداد شدة إثر الحروب والنزاعات التي تشهدها الدول، يقف عائقاً أمام تحقيق المساواة والسلام، لذا تعمل التنظيمات النسوية للقضاء على العنف بكافة أشكاله، وتكثف من نشاطاتها في سبيل تحقيق الأمن والسلام والحد من العنف.
مع اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي يصادف الخامس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، انطلقت لجنة الفعاليات الخاصة بالتنظيمات والحركات النسائية بتنظيم فعاليات متنوعة تعرف المجتمع بأشكال العنف الممارس على المرأة، وتوعية المجتمع والنساء خاصة للمطالبة بحقوقهن.
وقالت الإدارية بدار المرأة في مخيم واشوكاني بمدينة الحسكة نورة نذير "جميعنا يعلم أن النساء إلى يومنا هذا تتعرضن للعنف بكافة أشكاله ومن جميع النواحي، سواءً كان من الناحية النفسية أو الجسدية أو الاقتصادية أو حتى اللفظية من الرجال"، مشيرةً إلى أن الحرب التي تشهدها المنطقة زادت من تلك المعاناة وفاقمت من شدتها "الحرب تسببت بتهجير آلاف المدنيين جلهم من النساء وبذلك عانت المهجرات قسراً أقسى أشكال العنف، فهجمات الاحتلال التركي على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، أدى إلى نزوح النساء قسراً، مرتكباً أبشع الجرائم بحقهن من عنف وقتل وتهجير والتزويج قسراً".
وحول كيفية التصدي للعنف أكدت أنه "يجب على المرأة أن تكون ذو إرادة قوية لتستطيع الدفاع عن نفسها وعن جميع النساء من حولها في ظل وجود مجتمع لا يرحمها ويطبق عليها العادات والتقاليد البالية"، مشيرةً إلى أن "عضوات دار المرأة تعملن من خلال زيارة النساء على توعيتهن وتدريبهن وتشجيعهن للمطالبة بحقوقهن التي حرمن منها وعدم استسلامهن لليأس، ومواجهة العنف بأشكاله بكل قوة".
ولفتت الإدارية بدار المرأة في المنطقة الجنوبية لمدينة الحسكة بناحية مركدة نجوى شبلي إلى أن "النساء تتعرضن لكافة أشكال العنف، ليس فقط من الناحية الجسدية فالكثير منهن تتعرضن للعنف من الناحية اللفظية أو الإلكترونية لتشويه سمعتهن من خلال منصات التواصل الاجتماعي ومنهن ما زلن تحت سيطرة العادات والتقاليد البالية التي تحكمها الذهنية الذكورية المهيمنة، ونحن العاملات في دار المرأة بمنطقة المركدة التي كانت تحت سيطرة داعش قبل تحريرها من قبل قوات سوريا الديمقراطية والتي كان يمارس فيها كافة أشكال العنف، بإصرارنا وتكافتنا استطعنا الوقوف في وجه كافة الحملات التي تستهدف حريتنا وتحاول القضاء على مكتسباتنا التي تحققت خلال ثورة 19 تموز".
وأكدت أن النساء من خلال عملهن في مؤسسات الإدارة الذاتية كسرن حاجز الخوف واستطعن الوقوف في وجه العادات والتقاليد البالية التي تحرمهن من حقوقهن "المرأة تحب التطور والحرية منذ نعومة أظافرها ولكن الهيمنة الذكورية، وتعرضها للعنف بكافة أشكاله من قبل الرجال سواءً كان من قبل الأب أو الأخ أو حتى الزوج، حرمها من ذلك وهو ما دفعها لمحاربة المجتمع الذكوري بكل قوة واستطاعت اليوم المواصلة في تحقيق حلمها بالحرية"، لافتةً إلى أن معظم النساء اللاتي كن تحت سيطرة داعش أصبحن اليوم مقاتلات وتعملن في كافة المؤسسات ومنها التنظيمات والحركات النسائية.
ووجهت رسالة إلى كافة النساء ودعتهن للمقاومة بشجاعة للوقوف في وجه العادات والتقاليد البالية، والتغلب على كافة أشكال العنف الممارس عليهن "على المرأة أن تكون قوية وشجاعة، وتحمي نفسها من خلال التدريب والتوعية، وأن تكون سنداً لنفسها ولجميع النساء والدفاع والمطالبة بحقوقها".
فيما قالت هيام ابراهيم وهي من مدينة الحسكة "لا يكفي أن ننظم الفعاليات والنشاطات فقط مع اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، لأن النساء تتعرضن للعنف في كل يوم وعلى مدار العام وحول العالم أجمع، لذا يجب أن تستمر الفعاليات حتى نستطيع القضاء على كافة أشكال العنف الممارس على المرأة، فلا يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة دون وضع حد للعنف الذي يشكل حاجزاً في تحقيق المساواة والسلام".
وأشارت إلى المرأة قديماً لم تكن تستطيع الدفاع عن نفسها والمطالبة بحقوقها ولكن اليوم ومع انطلاقة الثورة في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا أصبح لها كيانها الخاص وتستطيع المشاركة في كافة المجالات "اليوم وبفضل فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان وتحت شعار المرأة حياة حرية، تمارس النساء كافة حقوقهن المشروعة التي حرمن منها على مدى سنوات طوال".
في ختام حديثها دعت هيام إبراهيم النساء إلى التكاتف والتعاضد من أجل وضع حد للعنف الممارس عليهن "على المرأة أن تكون قوية وتتجلى بالصبر والشجاعة لكي تستطيع الدفاع عن نفسها وعن حقوقها، وتنظيم فعاليات ونشاطات توعوية ضمن حملة الـ 16 يوماً، ولا تقتصر على تلك الأيام فقط، بل على مدار العام وتكثيف الجهود المشتركة للقضاء نهائياً على العنف ضد المرأة القائم على النوع الاجتماعي".