'لا ترتقي الأمم الا بالتدريب'

حاول داعش زرع أفكاره الظلامية في مجتمع مدينة منبج بشمال وشرق سوريا خلال سيطرته عليها، فكان لا بد من توعيتهم بعد التحرير.

سيبيلييا الإبراهيم

منبج ـ أكدت الإدارية في أكاديمية الشهيدة زيلان حلب في مدينة منبج بشمال وشرق سوريا قمر إبراهيم على أهمية التدريب للارتقاء بالأمم والإنسان، وبناء الترابط بين كافة أبناء المجتمعات من خلال الدورات التي تضم رجالاً ونساءً من مناطق عدة.

قال الفيلسوف عبد الله اوجلان "التدريب ثم التدريب"، ومن هذا المنطلق سارعت الإدارة المدنية الديمقراطية في مدينة منبج وريفها بعد تحريرها من رجس داعش لافتتاح أكاديميات خاصة وعامة، وافتتاح دورات بشكل دائم للمساهمة في تغيير وتطوير المجتمع من الناحية الفكرية، وكما انها ساهمت في بناء شخصيات أصبحت ريادية.

وتأسست أكاديمية الشهيدة زيلان حلب الخاصة بالمرأة في عام ٢٠١٦ بعد تحرير مدينة منبج مباشرةً، وافتتحت ٣٦ دورة.

وحول ذلك قالت الإدارية في أكاديمية الشهيدة زيلان حلب الخاصة قمر إبراهيم "بعد تحرير مدينة منبج ركزت الإدارة المدنية على افتتاح الأكاديميات، لاجتثاث الأفكار التي زرعها داعش، وممارساته التي أثرت بشكل سلبي على فكر وحياة الأهالي".

وعن وضع النساء خلال سيطرة داعش والتطورات التي طرأت على حياتهن وشخصياتهن بعد افتتاح الأكاديميات بينت "النساء هن أكثر من تضرر فقد فرض المرتزقة بحقهن أبشع الجرائم، وأصدره أحكامه المجحفة بحقهن، أما الأن بعد تلقيهن التدريبات الأكاديمية التي تناقش مواضيع المرأة بشكل خاص وبعمق من خلال تعريف المرأة بتاريخها وحقوقها تعرفت النساء على ذواتهن فأصبحن على درجة من الوعي ومنهن قياديات ورياديات في كافة المجالات".

وأوضحت "هنالك العديد من الدروس كتاريخ الشرق الأوسط وتاريخ الحضارات والمرأة والعائلة ودروس أخرى، فقد كان لها دور بارز في تطويرها فكرياً، ونجاح أي امرأة ضمن المؤسسات هو نجاح للأكاديمية، كما أن هؤلاء النساء اتخذن دورهن في توعية من حولهن".

وأكدت قمر إبراهيم أنه "لدى معظم النساء اللواتي لديهن شهادات عليا ومخزون ثقافي ضعف في الشخصية وعدم الثقة بالنفس، لكن بعد تدريبهن أصبحت لديهن الثقة بالنفس وبتن يعطين المحاضرات أمام حشد كبير من الأشخاص دون تردد".

وعن تجربتها والتغييرات التي طرأت على شخصيتها بعد انضمامها لعدة تدريبات تقول "انضممت لأربع دورات وكان لدي هاجس خوف من أنني لن استفيد من التدريبات لكنني لاحظت أنني تغيرت كثيراً فساهم التدريب في تقوية شخصيتي وثقتي وبناء شخص آخر داخل نفسي شخص يسعى للتطور دائماً، فكنت متدربة وأصبحت مدربة وإدارية، وأسعى في الأيام القادمة لإعطاء دروس في الأكاديمية العامة".

وأضافت "يجب ألا يقف المرء عند حد من العلم والثقافة فالإنسان بحاجة لتطوير دائما وأبداً، ولكل شخص يمتلك قدرات ثقافية عليه أن يسخرها في بناء المجتمع وتطويره، فكل فرد يستطيع أن يفيد ويستفيد، وأشجع الجميع بالانضمام للأكاديميات والخضع للدورات الفكرية".