"لا تعنفني" مبادرة تسلط الضوء على واقع النساء والفتيات المعنفات
تسعى مبادرة "لا تعنفني" إلى تمكين النساء والفتيات وذوات الإعاقة، والحد من العنف المبني على النوع الاجتماعي الواقع عليهن، وتوفير مساحة آمنة لهن.
نغم كراجة
غزة ـ أوضحت منسقة المشاريع سناء عوض الله أن هناك العديد من النساء في قطاع غزة، لا زلن تعانين من العنف بكافة أنواعه وأشكاله نتيجة وجودهن في مناطق تحكمها العادات والتقاليد، وأغلب مشاكلهن تعود للعشائر التي لا تنصفها بالكامل قبل القانون.
عن مبادرة "لا تعنفني" التي نفذتها جمعية العطاء الخيرية قالت منسقة المشاريع سناء عوض الله "نفذت جمعية العطاء الخيرية مبادرة لتمكين النساء والفتيات وذوات الإعاقة المعرضات للخطر، عن طريق تقديم الدعم التوعوي والنفسي الاجتماعي في شمال غزة ضمن مشروع "نسيج الإقليمي"، وبتمويل مشترك من قبل مؤسسة أوكسفام والاتحاد الأوروبي، والذي بدأ من 1 نيسان 2021 حتى 30 نيسان 2022".
وأوضحت أن الفئات المستهدفة من المبادرة هن النساء والفتيات، وذوات الإعاقة الناجيات من العنف المبني على النوع الاجتماعي، الشباب/ات، وصناع القرار، ومزودي الخدمات، وتم استهداف مناطق الشمال منها مدينة بيت حانون، وقرية أم النصر البدوية حيث تعد أكثر المناطق تهميشاً وهشاشة.
ولفتت إلى أن حملة "من حقي لا تحرمني" التي سلطت الضوء على قضية الميراث والعنف الجنسي والنفسي وحوادث قتل النساء، من أبرز حملات المبادرة التي لاقت إقبال شديد من خلال المشاهدات والوصول لأعداد كبيرة من فئات المجتمع، بالإضافة إلى حملة "لسه بدري" وهي حديثة التنفيذ وتتحدث عن ظاهرة الزواج المبكر التي أصبحت شائعة في الآونة الأخيرة.
وعن أهداف المبادرة أوضحت أنها توفر مساحة آمنة للنساء والناجيات من العنف المبني على النوع الاجتماعي للتعبير عن مشاعرهن وتلقي الدعم النفسي والاجتماعي، والحد من العنف ضد النساء والفتيات وذوات الإعاقة، ورفع الوعي فيما يخص المساواة بين الجنسين.
وأكدت أن المبادرة تسعى إلى تعزيز حماية النساء والفتيات من مخاطر العنف المبني على النوع الاجتماعي في الفضاء الرقمي، ورفع مستوى الوعي القانوني، ومساندة الفتيات اللواتي تزوجن مبكراً وتقليل الآثار السلبية المترتبة على ذلك، وتصحيح المفاهيم المغلوطة والأفكار الخاطئة حول حقوق المرأة.
وعن الفعاليات والأنشطة التي نظمت ضمن المبادرة تقول "تخللت المبادرة عدة أنشطة من ضمنها تنفيذ لقاءات جماهيرية، وتنفيذ تدريب لبناء قدرات عدد من الشباب والشابات في المواضيع ذات علاقة بالنوع الاجتماعي والمهارات القيادية والاتفاقيات المتعلقة بحقوق الإنسان والعنف المبني على النوع الاجتماعي ومهارات الضغط والمناصرة وغيرها من المواضيع".
وأكدت أن المبادرة تمكنت من تنفيذ مجموعة كبيرة من الورش الجماعية لرفع الوعي حول العنف المبني على النوع الاجتماعي، وورش توعوية قانونية حول الميراث وحقوق الملكية، والزواج والطلاق والحضانة وحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية، وتنظيم جلسات دعم نفسي جماعي لناجيات من العنف المبني على النوع الاجتماعي والعنف الإلكتروني وتقديم آليات، وإدارة الحالة وخدمات التحويل للنساء والفتيات اللواتي يتعرضن للعنف أو مشاكل أخرى.
وتضمنت المبادرة أيضاً بث حلقات إذاعية بالإضافة إلى إنتاج سبوت إذاعي حول الابتزاز الإلكتروني حول العنف الجنسي، وحقوق المرأة، وعقد مبادرات شبابية توعوية حول قضايا العنف المبني على النوع الاجتماعي.
وقالت "جهودنا لم تتوقف عند أنشطة محدودة وتقليدية، بل قمنا بتنفيذ عروض مسرحية عن الابتزاز الإلكتروني والزواج المبكر في مدارس المرحلة الثانوية والإعدادية، وتصوير العرض المسرحي ونشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وكالتنا سلطت الضوء على تجارب عدة نساء مع العنف الذي تعرضن لهن في حياتهن، وما قدمته لهن جمعية العطاء الخيرية للتخلص من تلك الحالة.
تقول (س. ن) البالغة من العمر 17 عاماً وهي أم لطفل وحامل بأخر، تزوجت حين كان عمرها 14 عاماً "منذ أن تزوجت وأنا أعاني من العنف اللفظي والجسدي من زوجي وأهله، إلا أن وصل الحال إلى التحرش والاعتداء عليّ من قبل والد زوجي وأخيه، ورغم أني أخبرت زوجي بما يحصل أكثر من مرة لكنه لم يجدي نفعاً فاضطررت إلى مغادرة البيت والذهاب إلى عائلتي، وطلبت الحماية القانونية لإجراء الانفصال".
من جانبها قالت (م. ر) البالغة من العمر ٤٠ عاماً، التي تعرضت للحرمان وأشد أنواع العنف من قبل أشقائها بعد أن توفى والدها وترك لها حصة من الميراث الذي دوماً ما تحرم منه النساء في المجتمعات الشرقية "لقد فاوضني أخي على الميراث، وحرمني من الزواج سنوات طويلة حيث منع تزويجي إلا في حالة واحدة وهي تنازلي الكامل عن الميراث، مما جعلني في حالة ضغط نفسي وصراع دائم، ومؤخراً تنازلت عن حقوقي مقابل موافقتهم على تزويجي".
فيما عانت (م. ك) البالغة من العمر ٤٢ عاماً كافة أشكال العنف حيث تزوجت وهي فتاة قاصر أي عندما كانت في الخامسة عشر من عمرها، وتحملت مسؤولية أكبر منها، قالت "لقد قضيت عمري كله وأنا أتعرض للتعنيف من قبل أهلي والزوج، فحرمت من التعليم رغم تفوقي وتزوجت مبكراً، وتعرضت للعنف الجسدي واللفظي من زوجي وأهله بحكم أنني أعيش في عائلة مكتظة داخل بيت واحد".
وأوضحت أنها أصيبت بسرطان الثدي منذ ثلاث سنوات وازداد العنف الممارس عليها من قبل زوجها وأهله حيث قام المقربين بالتنمر عليها وتحريض الزوج بالزواج مرة أخرى، مما تسبب بزيادة الضغوطات النفسية وحالة الاكتئاب، بالإضافة إلى تدهور حالتها الصحية نتيجة حرمانها من العلاج.
وتم تتبع حالتها في الجمعية وتلقيها لجلسات الدعم النفسي والصحي وخدمات الحماية، والتدخل الفوري لحل المشاكل مع الزوج وإخضاعه لورش تثقيفية وتوعوية محاولةً لتخفيف العنف الواقع عليها.