'لا نعرف من هو قاتلها بالضبط لكننا سننتقم من حركة طالبان'
وصفت عائلة بينظير أيوبي التي قتلها طالبان في العاصمة الأفغانية كابول ما يحدث في أفغانستان بـ "الجريمة"، مؤكدةً على ضرورة أن يستتب الأمن وتعود الفتيات إلى المدارس.
بهاران لهيب
كابول ـ المرأة الأفغانية ليست في مأمن من المجتمع الأبوي والأصولي صاحب الأفكار الجهادية والطالبانية، فمنذ سيطرة حركة طالبان أصبحت البلاد مقبرة للمرأة، وبشكل شبه يومي هناك أخبار عن قتل النساء أو ممارسة انتهاكات بحقهن.
لا بد من القول إنه خلال أكثر من 40 عاماً من الحكم، أودت الحكومات الاستبدادية والمعادية للمرأة بضحايا لا حصر لهم من النساء الأفغانيات، وفي السنوات العشرين الماضية، تم رجم فرخندة مالك زاده وراخشانا حتى الموت، وتم حرق عشرات النساء الأخريات وهن على قيد الحياة وقطعت آذان أخريات وأنوفهن، وحتى الآن، خلال السنوات الثلاث من حكم طالبان، لم يسلم الشعب من ارتكاب الجرائم بحقه وخاصة النساء، فقد تم قطع رأس السكرتير العسكري السابق للحكومة في ولاية غور أمام أبنائه، وتم إطلاق النار على زينب عبد الله، كما قُتلت أو اختفت عشرات النساء في كابول والأقاليم التي لم تنشر تقاريرها، وقد حرموا النساء من التعليم والعمل، وأجبروهن على الزواج وقائمة كل هذه الجرائم ضد المرأة تطول، ولا تزال وكالتنا تتابع ما يحدث من انتهاكات بحق النساء منذ آب/أغسطس 2021.
في 11 أيلول/سبتمبر 2023، قُتلت بينظير أيوبي البالغة من العمر 21 عاماً على يد حركة طالبان في كابول وكانت هي المعيل الوحيد لأسرتها المكونة من خمسة أفراد، وقد حاربت قوانين طالبان المناهضة للمرأة، وتقول خالتها پروین استانكزي وهي معلمة في إحدى مدارس العاصمة "كانت في إحدى المؤسسات لإجراء مقابلة عمل، وفي طريق عودتها إلى منزلها، تورط أعضاء من طالبان في السرقة، وهرب اللص بين الناس وأطلق عناصر طالبان النار عليه فقتلت بينظير".
ولفتت إلى أن مستقبل المرأة في خطر واصفةً ما يحدث في البلاد بـ "الجريمة ويجب أن تنتهي، فقد ظلت بناتنا أميات لمدة ثلاث سنوات، يجب أن تذهب الفتيات إلى المدارس وأن يستتب الأمن".
فيما تحدثت عمتها بمزيد من التفصيل عن الحادثة "ذهبت ابنة أخي بينظير البالغة من العمر 21 عاماً إلى أحد البنوك الخاصة الموجودة في المدينة الجديدة وكابول للعثور على عمل، ومثلها مثل الملايين من الفتيات الأفغانيات، حرمت من إكمال تعليمها لكنها لم تستسلم، فدرست الاقتصاد عن طريق الإنترنت كما افتتحت مشروعها على شبكات التواصل الاجتماعي، ويوم عودتها من المقابلة كان عناصر من طالبان يلاحقون سيارة مسروقة فأصابتها رصاصة".
وبألم قالت "كانت تتصل بعائلتها لكن أنفاسها لم تعد تكفي لوداعهم، لقد أطلقوا النار عليها وتركوها حتى ماتت فما كان من سائق تكسي إلا أن قام بإسعافها واتصل بعائلتها لإخبارهم بما حدث".
وأضافت "لا نعرف من هو قاتلها بالضبط لكننا سننتقم من نظام طالبان بأي شكل من الأشكال، ولا أعتبر حركة طالبان الوحيدة التي أطلقت النار وحرمنا من ابنتنا لذلك سنقوم بإسقاط النظام الحاكم بأكمله باعتباره العدو اللدود للمرأة. جميع النساء ستنتقمن لجرائم طالبان بحقهن".