لا مساعدات إنسانية... نازحات مخيم المحمودلي تعشن معاناة مضاعفة

تأسس مخيم المحمودلي عام 2017 من قبل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا ويقع جنوب منطقة الطبقة ويضم حوالي 200 عائلة، بما يقارب 9000 لاجئ من مناطق مختلفة.

رنيم الأحمد

الطبقة ـ فضلاً عن صعوبات المعيشة وتحديات العمل والإعالة يقع هم النزوح عاتق على النساء وسط معاناتهن من صعوبة توفير المواد الغذائية والعلاج وخاصة مع تقاعس المنظمات الإنسانة في مخيمات الطبقة بشمال وشرق سوريا، كما لا تتمكن الإدارة الذاتية هناك من تقديم كافة الخدمات.

في ظل تقاعس المنظمات الإنسانية عن مهامها في سوريا عموماً ومناطق شمال وشرق سوريا بشكل خاص، يعيش النازحون/ات ظروفاً صعبة، ففي مخيم المحمودلي الكائن جنوب منطقة الطبقة الكثير من النساء اللواتي تعانين من صعوبة في تدبر أمورهن خاصةً أن عدد كبير منهن معيلات.

تقول عليا حمدون اللاجئة من مدينة حماة والتي تعيش في مخيم المحمودلي منذ ثمانية سنوات "وضع المخيم ليس جيد خاصةً خلال الشهرين الماضيين فلم يتم تقديم أي شيء من المواد الغذائية ومواد التنظيف، كذلك لا تتوفر الأدوية في المراكز الصحية". موضحةً أن الكثير من النساء اللواتي لديهن مرضى لا يملكن ثمن الدواء.

وعن صعوبة الحياة في مخيم المحمودلي بينت أن الظروف القاسية تلقي بظلالها على جميع النازحين وخاصة النساء، ففي الكثير من الأيام يبقون جياع لأنهم لا يستطيعون تأمين طعامهم، مبينة أن "مساعدات المنظمات الإنسانية المخجلة لا تكفي لإعالة أسرة".

ومن جانبها قالت سارة الحمد اللاجئة أيضاً من مدينة حماة وكذلك منذ 8 سنوات أن لديها ثمانية أطفال وأم زوجها الكبيرة في السن وهذه الأسرة الكبيرة تعيش في خيمة واحدة، مبينةً أنها تعيش حياة صعبة في الوقت وتشكو من تقصير المنظمات الإنسانية.

فيما أشارت مها الحمود التي لديها 11 طفل وهي لاجئة من مدينة حمص وتعيش في المخيم منذ 6 سنوات إلى أنه "لا يوجد أعمال نقوم بها لنتمكن من إعالة أسرنا، لكننا نعتمد على شراء الأدوية والأشياء الغير متوفرة من خلال ببيع بعض المساعدات"، مشيرةً إلى أنها تتحمل عبء تأمين الأدوية من الصيدليات الخارجية لزوجها المريض.

وأوضحت أن المواد الغذائية التي تقدمها المنظمات الإنسانية لهم ليست كافية وتأتي على فترات متقطعة، مبينة أنهم يعيشون ظروفاً قاسية في ظل هذا التقصير".   

وناشدت المنظمات الإنسانية لتأمين الدعم اللازم لتأمين احتياجات النازحين الذي يعانون من نقص في المواد الغذائية، إضافةً لتأمين فرص عمل تعينهم على الظروف القاسية التي يعاشونها النازحين في مختلف المخيمات.

الإدارية سهام العكلة "تقدم المنظمات الإنسانية المواد الغذائية ومواد التنظيف وكمية من المحروقات لكنها ليست كافية وليست مستمرة ففي بعض الأوقات يتم إيقاف الدعم لمدة شهرين أو أكثر مما يؤدي إلى معاناة كبيرة لدى العائلات، هناك حوالي 2000 عائلة نازحة في المخيم لا نستطيع أن نؤمن لهم كافة المستلزمات ولدينا صعوبات في تأخير المنظمات الإنسانية بتقديم الدعم اللاجئين وهناك أيضاً تقاعس بتأمين المواد الغذائية".

وذكرت "أن التعليم متوفر في المرحلة الابتدائية فقط وهناك إقبال كبير من الأطفال للتعلم لكننا نسعى ليتم تعليم المرحلة الإعدادية وخاصة للإناث لأن هناك طلب كثيف من الأهالي لتعليم بناتهن وتوعيتهن".

وأوضحت أن المرأة لا تملك أي خصوصية وهذا ما يزيد الأمر سوءاً لكن مكتب تجمع نساء زنوبيا يقوم بدعم النساء من خلال الندوات والجلسات الحوارية والاستماع إلى مشاكلهن المتنوعة ودعمهن أكثر وتوعيتهن وأخذ حريتهن الكافية.