كيف تؤثر الطرقات والمعوقات الاجتماعية على تعليم الفتيات في تعز؟

شددت ناشطات يمنيات، على أهمية الاستمرار في تحسين الطرقات لتخفيف معاناة التنقل بشكل مستقل للوصول إلى التعليم وفرص العمل، للقضاء على دائرة الفقر والتمييز.

هالة الحاشدي

اليمن ـ تواجه النساء في مدينة تعز واقعاً مؤلماً يتسم بالتحديات والصعوبات التي تقيد حقوقهن الأساسية، وتحد من فرصهن في التعليم والتوظيف، فإن حكايات الفتيات اللواتي تحلمن بمستقبل مشرق تتقاطع مع ظروف اجتماعية واقتصادية قاسية تخنق آمالهن، مما يضع معاناتهن في صميم النقاشات حول تمكين المرأة في المجتمعات المتضررة من النزاع.

وفقاً لمنظمة أوكسفام، تشعر حوالي 40% من النساء بعدم الأمان أثناء استخدام وسائل النقل العامة، خاصةً في المناطق التي تعاني من انعدام الأمن وتزداد التحديات في السياقات الريفية، حيث تتعرض 30% من النساء لقيود اجتماعية تمنعهن من التنقل بشكل مستقل هذه القيود تعيق الوصول إلى التعليم وفرص العمل، مما يؤثر سلباً على مجتمعاتهن ويعزز دائرة الفقر والتمييز.

فالطرق الوعرة وانعدام وسائل النقل الآمنة تجعل الوصول إلى المدارس والجامعات أشبه برحلة محفوفة بالمخاطر، ومع تزايد المخاوف الأمنية، تفقد الفتيات الأمل في الحصول على تعليم يفتح أمامهن أبواب المستقبل، لكن الأمر يتعدى مجرد العوائق الجغرافية، إذ تتجلى التحديات الاجتماعية التي تضعف مكانة المرأة في المجتمع، في ظل قيود ثقافية ضاغطة تمنعهن من ممارسة حقوقهن بشكل كامل.

حيث قالت الصحفية معالي المخلافي إن الفتيات تواجهن تحديات أكبر في الطرقات مقارنةً بالفتيان، إذ يجد الأخير الطريق أسهل للوصول إلى الجامعة، بينما تحتاج الفتيات إلى التفكير في مواقف الباصات على سبيل المثال، قد تكون مواقف الباصات غير مرتبة، مما يصعب عملية الوقوف فيها، وتشعرن بالحرج إذا اضطررن للوقوف في الشارع، مما يُعقِّد عملية الوصول إلى الجامعة.

ولفتت إلى أنه يمكن أن تكون بعض هذه التحديات سلبية أو إيجابية. لذا، ينبغي على الأفراد تحمل المسؤولية عن أنفسهم قبل التفكير في الآخرين، حيث يجب أن تُسلط الأضواء على هذه القضايا، ليتحمل كل شخص مسؤولية مجتمعه ويُبلغ المسؤولين عن الصعوبات التي تواجهها الفتيات في الوصول إلى مؤسسات التعليم.

وأضافت أن "تحسين الطرقات يُساهم بشكل إيجابي في تسهيل وصول الفتيات إلى أعمالهن أو جامعاتهن في الوقت المناسب. بالإضافة إلى ذلك، نجد أن الطالبات اللواتي تذهبن إلى مدارسهن ستصلن في المواعيد المحددة، خاصةً أن المدارس الأهلية توفر وسائل النقل وبالتالي، يُعتبر تحسين الطرقات أمراً إيجابياً بشكل خاص للفتيات"، موجهة رسالة للمسؤولين بضرورة التعاون لإيجاد حلول لمشكلة الطرق، وتحقيق الأمان والسلام للفتيات.

وأكدت الناشطة المجتمعية أبرار الأدييمي أن الحملات أو الفعاليات الميدانية تُعتبر خطوة حيوية نحو تحسين الطرقات، حيث يمكن أن يؤدي تحسين البنية التحتية إلى تسهيل حركة أصحاب الفعاليات. على سبيل المثال، حيث يلاحظ حالياً زيادة الفعاليات التي تُقام سيراً على الأقدام في الشوارع، مما يُساهم بشكل إيجابي، خاصةً أن هذه الفعاليات تُعتبر ميدانية، كما تُقام الفعاليات في شارع "جمال"، مما يُمثل تحسيناً للمنطقة، أو في مناطق تعاني من ضعف البنية التحتية. لهذا، يُعتبر هذا التغيير نقلة نوعية من الوضع السيء إلى الأفضل.

وأشارت إلى أهمية الاستمرار في تحسين الطرقات، خصوصاً بعد توجيهات مكتب الرئاسة. ومع ذلك، قد تكون هناك معوقات أو إجراءات ناقصة، مثل المستحقات غير المصروفة، مما قد يؤثر على سير العمل، ومن المحتمل أن تتولى السلطة الأمر، ويبدو أن مكتب الرئاسة حريص على إكمال العمل في ظل الظروف الراهنة.