كيف تحمي المرأة نفسها في مجتمع يعاني من النزاعات والأزمات المتتالية؟

تتعرض المرأة الليبية لجميع أشكال العنف، وبدأت ظاهرة العنف ضدها تتفاقم كل يوم حتى أنها لم تعد تأمن على نفسها خارج المنزل، فإذا لم تكن قادرة على حماية نفسها لحظة وقوع العنف فلا أحد سيحميها.

ابتسام اغفير

بنغازي ـ فرضت الأوضاع الاقتصادية والحروب على المرأة الخروج والتواجد في كل مكان في ليبيا، ورغم ذلك لم تسلم من الأذية ولازال المجتمع غير متقبل لخروجها، فهناك العديد منهن تتعرضن للعنف من اللفظي إلى حد القتل، دون حسيب ولا رقيب.

حول كيفية حماية المرأة لنفسها في ظل غياب القانون، قالت رئيسة الموارد البشرية بمكتب الثقافة في بنغازي نورية الشريف "الحماية تأتي بناءً على الموقف الذي تتعرض له المرأة سواءً كان الاعتداء لفظي أو جسدي وهذا نادراً ما نراه في الشارع العام، لأن أغلب التعديات هي تعديات لفظية، فإذا وصل الأمر حد الاقتراب مني فأنني أصرخ حتى أنبه الناس لمساعدتي وأقوم بإخافته، وإذا كانت بيني وبينه مسافة فإنني اتجاهله تماماً، وفي مرات أقوم بنصيحة الشخص الذي وجه لي هذه الألفاظ".

وأضافت أن الشارع العام يحمل جميع شرائح المجتمع، لذلك فمن الطبيعي أن نرى سلوكيات جيدة وسلوكيات سيئة. وذكرت أنه لو تعرضت الفتاة لتعدي لفظي من قبل شخصاً ما فأنها لن تقوم بالرد عليه، موضحةً أنه الشخص مادام قد وصل لهذه المرحلة من قلة الاحترام لغيره فهو شخص غير سوي، واختار الصمت فأنا أراه هو المناسب للخروج من هذا الموقف.

 

 

من جانبها تقول الموظفة نجلاء الهوني "أحمل دائماً في حقيبتي "بخاخ الفلفل"، رغم شكي في إمكانية استخدامه فأنا لا أملك الشجاعة الكافية لفعلها، ولكن يمثل لي نوعاً من الأمان، فإذا ما تعرضت لموقف في الشارع استخدمه فهو يسبب عمى مؤقت للشخص الذي ينوي مهاجمتي".

وأشارت إلى أنه "يجب أن تكون للفتاة الشجاعة الكافية لرد الفعل على أي اعتداء والاستنجاد بالناس الموجودين في الشارع، ويوجد أيضاً نوادي مخصصة لتعليم الفتيات كيفية الدفاع عن النفس الأمر الذي يغرس في نفس المرأة الشجاعة للدفاع عن نفسها وتقوية شخصيتها وثقتها بنفسها".

 

 

وبدورها قالت الطالبة بكلية الإعلام فاتن الترجمان "بحكم أنني عادةً ما ينحصر ذهابي في السيارة مع والدي من البيت للكلية ومن الكلية للبيت فنادراً ما أتعرض لمواقف تلتزم مني ردة فعل فورية أو الدفاع عن النفس، ولكن ولو حصل لي موقف فستكون ردة فعل فورية إما بالتقاط حجر للدفاع به عن نفسي، أو شيء آخر أقوم بضرب المعتدي بها، حتى ولو وصل الأمر لضربه بحقيبتي".

وأوضحت أن المرأة ملزمة بتعلم أمور تدافع بها عن نفسها خاصةً وأن هناك عدد كبير من النساء تقدن السيارات في بنغازي، ويفضل أن تضعن أداة في السيارة للدفاع عن أنفسهن، لافتةً إلى أن التعدي بالألفاظ أفضل رد فعل له هو التجاهل وعدم الرد عليه، أو إذا زاد عن حده أقوم بتصويره ونشر صوره على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يكون عبرة لأي شخص يحاول التحرش بالنساء.