كيف استقبلت المرأة السودانية نبأ استعادة الخرطوم وماهي استعداداتها للعودة؟

مثّل إعلان استعادة العاصمة الخرطوم من قوات الدعم السريع بعد قرابة عامين من اندلاع النزاع فرحة كبيرة وسط السودانيين خصوصاً المرأة التي هُجرت قسراً من منزلها ونزحت إلى مناطق آمنة.

آية إبراهيم

السودان ـ ما بعد إعلان العاصمة الخرطوم خالية من قوات الدعم السريع عادت عدد من الأسر إلى منازلها فيما تستعد أسر أخرى للعودة وسط تخوفات من الاصطدام بواقع مختلف على إثر ما خلفه النزاع من دمار كبير وأمل بعودة العاصمة إلى حالها السابق وأفضل وإعادة إعمارها.

 

 

نون عبد المنعم عبد العظيم وهي طالبة في واحدة من الجامعات السودانية قضت فترة أقل من شهرين بالعاصمة الخرطوم بعد اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ثم نزحت إلى مسقط رأسها بولاية آمنة، تقول إنها في البدء حاولت التأقلم مع الوضع الجديد حتى جاء إعلان استعادة الخرطوم "استقبلت الخبر بفرحة كبيرة كأنه عيد، سعيدين بأننا سنعود لحياتنا السابقة".

وتتساءل كيف يمكنها التعامل مع الوضع الجديد بعد عودتها للخرطوم وكيف يمكنها التعايش مع ما خلفه النزاع؟، مضيفةً "لكن بالنسبة لنا أفضل من البعد عن منزلنا".

اندلع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالعاصمة الخرطوم منتصف نيسان/أبريل عام 2023، لكن عدد من السودانيين لم يستوعبوا ذلك وكيفية التعامل مع النزاع حيث لم يكن قرار النزوح من منازلهم بالأمر السهل، فهناك من تمسك بالبقاء وعدم مغادرة منزله حتى إعلان استعادة الخرطوم وهي فئة قليلة وهناك من قرر النزوح والمغادرة خوفاً على حياتهم بعد أشهر من اندلاع النزاع والآن يفكرون في العودة بعد معاناة مع رحلة النزوح.

 

 

"نزحنا من مدينة أم درمان بعد سبعة أشهر من اندلاع النزاع إلى ولاية آمنة خصوصاً وأنه لدي أطفال يخافون من أصوات الرصاص والمدفعية"، هكذا تقول شاهندا قمر، مشيرةً إلى أن فرحتها باستعادة الخرطوم لا يمكن وصفها "نتمنى يومياً العودة لمنازلنا لكن هناك دعوات بعدم العودة حالياً حتى إصلاح ما تم تدميره وانتشال الجثث واستقرار الحياة بشكلها الطبيعي"، قائلة "لا يمكن توقع ما سنجده في منازلنا لكننا متفائلين بعودة الخرطوم أفضل من السابق".

 

 

ملاذ نصر الدين وهي طبيبة أسنان نزحت من منطقة جبرة بالخرطوم إلى الولاية الشمالية مسقط رأسها، قالت إنها كانت ترفض خطوة النزوح والخروج من المنزل "أجبرنا على النزوح، ففي البداية لم نتأقلم مع الوضع خصوصاً وأنني طبيبة أسنان بدأت بالخرطوم إجراءات إكمال الفترة التدريبية بعد التخرج لممارسة المهنة. واجهت معضلة في البداية لكني توفقت. الآن بعد تحرير الخرطوم تلقينا الخبر بفرحة كبيرة ولم نتوقع تحريرها والعودة لحياتنا السابقة نحن متشوقين للعودة".

وأودى النزاع الدامي في السودان بحياة عشرات الآلاف ونزوح 12 مليون سوداني، فيما نزح أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون سوداني من العاصمة الخرطوم إلى ولايات آمنة.

وعن تأثير النزاع على النساء والفتيات قال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان  إن الوضع في البلاد يزداد سوءاً مع استمرار النزاع ونزوح مزيد من الناس وازدياد الاحتياجات الإنسانية، مضيفاً "بالنظر إلى التأثير على النساء كان الأمر كبير جداً لأن حوالي 70٪ من الأشخاص المتأثرين فعلياً بالنزاع بما في ذلك النازحون داخلياً هم في الواقع من النساء والفتيات".