كيف أصبحت فعاليات 8 آذار 2018 في عفرين أقوى من القصف التركي؟
في عام 2018 نظمت المسيرات النسائية في مقاطعة عفرين بيوم المرأة العالمي بمشاركة نسائية كبيرة، حيث قدمت الوفود من مختلف المناطق والمدن من حلب وشمال وشرق سوريا
روبارين بكر
الشهباء ـ في عام 2018 نظمت المسيرات النسائية في مقاطعة عفرين بيوم المرأة العالمي بمشاركة نسائية كبيرة، حيث قدمت الوفود من مختلف المناطق والمدن من حلب وشمال وشرق سوريا، ولبنان وفلسطين، وسارت النساء تحت القصف التركي، وسط محاولات المرتزقة التغلغل بالمدينة للسيطرة عليها.
قبل 10 أيام من احتلال عفرين سارت النساء الكرديات والعربيات ومن مختلف المكونات، جنباً إلى جنب، لاستقبال اليوم العالمي للمرأة الثامن من آذار/مارس، ليصبح رد النساء على القصف هو أن الاستمرار في فعاليتهن أقوى من جميع الأسلحة. فالثامن من آذار/مارس 2018 هو اليوم 48 من مقاومة العصر التي أبداها أهالي مقاطعة عفرين على مدار 58 يوماً.
عضو مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي بإقليم عفرين وحيدة خليل والتي كانت عضو في منسقية مؤتمر ستار ومن اللجنة التحضيرية ليوم 8 آذار/مارس في عام 2018 بعفرين، استذكرت ذلك اليوم وقالت "اليوم العالمي للمرأة سواءً على مستوى العالم أو في مناطقنا ينطلق من مبدأ حقوق المرأة وتقدير جهودها، وعلى هذا الأساس خلال ثورة روج آفا وشمال شرق سوريا وأثناء شن الاحتلال التركي وفصائله المسلحة هجماتهم العشوائية في 20 كانون الثاني/يناير 2018 على عفرين مستخدماً مختلف أنواع الأسلحة، كانت المرأة السباقة والقائدة والمواجهة الأولى في التصدي والمقاومة".
خصت وحيدة خليل الذكر في حديثها استقبال نساء في عفرين يوم 8 آذار/مارس رغماً عن الحرب التي كانت تستهدف المنطقة على مدار الساعة "نظمت المرأة نفسها وفقاً للظروف العصيبة وتحدت الحرب بتشكيل لجان تنظيم فعالية 8 آذار بتظاهرة حاشدة شاركت فيها النساء من جميع المكونات والأديان والأحزاب والطوائف".
وأضافت "عندما تتقدم وتتطور المرأة في أي مجتمع تسرع الدول الرأسمالية والأبوية للقضاء على هذا التطور، وعليه فالاحتلال التركي استهدفت مركز المقاطعة مكان التظاهرة في الساعة 11 في وقتٍ كان الجميع يعلم أن التظاهرة ستنطلق في الساعة 12 في رسالة من الاحتلال التركي برفضه لوجود المرأة ودورها ونشر الفوضى والهلع في نفوس المتظاهرات".
كان رد النساء بالاستمرار في فعاليتهن لاستقبال يوم 8 آذار/مارس أقوى من جميع الأسلحة الثقيلة والطائرات الحربية ومع اقتراب الذكرى السنوية الخامسة لهذا اليوم والاحتفال الأخير به على أرض عفرين والذكرى السنوية ليوم 8 آذار/مارس طالبت وحيدة خليل جميع المنظمات النسائية والحقوقية المنادية بحرية المرأة وحقوقها أن تحارب الأفكار الرجعية التي تحاول سلب حرية النساء.
من جانبها قالت عضو لجنة العلاقات الدبلوماسية في مؤتمر ستار عفرين زوزان مصطفى أنه مع اقتراب يوم المرأة العالمي والتحضيرات لاستقباله أول ما يخطر في ذهننا ونستذكره يوم المرأة العالمي قبل 4 سنوات في عفرين "في عام 2018 وأثناء شن الهجمات التركية على عفرين، الآلاف من أهالي المنطقة كانوا في الساحات يومياً، والآلاف من المدنيين من مختلف مناطق شمال وشرق سوريا كانوا يتوافدون إلى عفرين التي تتعرض للقصف الجوي والبري".
وشاركت نساء عفرين في مقاومتهن الوفود القادمة من لبنان وفلسطين، وشمال وشرق سوريا وحلب "نظراً لما كانت تتعرض له المنطقة من هجمات عنيفة على مدار الساعة والظروف العصيبة لم نتمكن من تنظيم احتفالية ضخمة، إلا أننا كنا مصممات على استقبال هذا اليوم بروح مقاومة العصر وألا يكون يوماً عادياً وعليه نظمنا تظاهرة جماهيرية ضخمة بمشاركة الوفود النسائية القادمة من خارج عفرين".
وأضافت "انطلقت التظاهرة بمشاركة الآلاف من النساء من دوار نوروز وسط مركز مدينة عفرين، وكانت أصوات هتافات النساء تعم المدينة، وأطلقن شعارات "المرأة حياة حرة، تحيا مقاومة النساء، المرأة بمكوناتها روح واحدة"، وسط زغاريد الأمهات وإشارات النصر تعلو رغماً عن الهجمات والقصف".
وبينت زوزان مصطفى أن المشاركات في التظاهرة أستمدين قوتهن من الصامدين/ت والمقاومين/ت في جبهات القتال بقولهن "أروحنا ليست أغلى من الذين يدافعون عن عفرين في جبهات القتال، سنفدي أرواحنا للدفاع عن عفرين وأرضها ولن نتخلى عن فعالياتنا في هذا اليوم المقدس، وهكذا استمرين بتظاهرتهن وصولاً إلى مشفى ديرسم في مركز المدينة".
ولفتت إلى الرسائل السامية والمليئة بالمقاومة والقوة التي أرسلتها المتحدثات خلال التظاهرة وسط ارتفاع أصوات القصف والقذائف بالقول "ألقيت العديد من الكلمات مع توقف التظاهرة منها باسم ممثلات رابطة نوروز النسائية من لبنان، منظمة تحرير فلسطين وباسم نساء شمال وشرق سوريا من المكون العربي، وقدمت منظمة تحرير فلسطين هدية رمزية لنساء عفرين ومقاتلات وحدات حماية المرأة تعبيراً عن مساندتهن لهن في الدفاع عن أرضهن بيوم المرأة العالمي".
واختتمت زوزان مصطفى حديثها بالإشارة إلى أن الاحتلال التركي بهجماته واستهدافه المباشر للمرأة كان يسعى لكسر إرادتها واستبدادها بالمقابل كانت رسالتهن من خلال هذه الفعالية والتظاهرة الحاشدة وسط قذائف العدو أن المرأة لن تضعف وستبقى صاحبة القوة والإرادة.