"كوني أنتِ" حملة لمناهضة كافة أشكال العنف الموجه ضد المرأة

هدفت حملة "كوني أنت" إلى نشر الوعي في المجتمع الفلسطيني حول قضايا المرأة وتسليط الضوء على العنف النفسي الموجه ضد ها والأضرار الناجمة عنه، وضرورة تطبيق القوانين التي تضمن حمايتها.

نغم كراجة

غزة ـ أكدت النساء المشاركات في حملة "كوني أنتِ" على أن الحملة تعمل على تمكين النساء وزيادة الوعي لديهن لتكن على دراية بحقوقهن، ولتقلل من العنف الممارس ضدهن من خلال تكثيف عمليات التوعية والثقيف.

أطلقت جمعية تنمية المرأة الريفية حملة "كوني أنتِ"، بهدف تسليط الضوء على العنف النفسي تجاه المرأة وآليات التعامل مع جميع الفئات النسوية، ومحاربة خطاب الكراهية المبني على النوع الاجتماعي، تأتي هذه الحملة ضمن مشروع "تعزيز مكانة المرأة الفلسطينية كونها صاحبة حق ومؤثرة في القرارات المتخذة على جميع المستويات بالدعوة إلى اعتماد قوانين وسياسات داعمة لحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين في فلسطين".

تقول عضوة مجلس جمعية تنمية المرأة الريفية إيمان كالي إن هدف المشروع هو إشراك الأندية النسوية في نشر الوعي والمعرفة حول الأطر القانونية لتعزيز استدامة تدخلاتها في المجتمعات، وتحقيق مفهوم المساواة بين الجنسين وتعزيز مشاركة المرأة المدنية وتحسين مواردها الاقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأوضحت أن المشروع قدم مجموعة مبادرات أبرزها مبادرة أساتذة القانون، والمسالك القضائية والحضانة والتي نفذت من خلال ورشات توعوية وتثقيفية للأندية النسوية "نفذنا مؤخراً سلسلة ورش قانونية حول حق المرأة في المشاركة السياسية والمدنية وفي مراكز صنع القرار وأهمية تطبيق الكوتة النسائية في المجلس التشريعي والسلطات المحلية، وحقوق المرأة في القانون الفلسطيني والمواثيق الدولية، وبلغ عدد المشاركات أكثر من 150 امرأة وفتاة".

ولفتت إلى أنه في نهاية شهر تموز/يوليو أصدر ضمن المشروع ورقة سياسات بعنوان "نحو تعزيز مشاركة المرأة السياسية في عضوية المجالس المحلية" وقد أوصت بمواصلة العمل بالضغط على صناع القرار لإقرار سياسات تضمن تمتع النساء بحقهن في المعترك السياسي بكافة مظاهره، وحضورهن بشكل فاعل ومنصف في عملية التنمية المستدامة.

وانطلقت حملة "كوني أنتِ" من ضمن أنشطة المشروع التي بدأت منذ شهرين ومستمرة حتى اليوم بعد تنفيذ تدريبات مكثفة لمجموعات شبابية متطوعة في عدة محافظات وإشراك 20 شاب/ة من ذوي/ات الاختصاص في مجال القانون والصحافة في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ لزيادة جهود الضغط والمناصرة في تعزيز مكانة المرأة الفلسطينية في صنع القرار، والمطالبة باستعادة حقوقها والعمل بما أقرته المواثيق والمعاهدات الدولية.

 وأشارت إلى أن الحملة شملت مجموعة من الأنشطة الإعلامية والتي تضمنت حلقات إذاعية وتلفزيونية وفيديوهات توثيقية لشخصيات اعتبارية وورش توعوية، بهدف زيادة الوعي حول قضايا العنف ضد المرأة وخطاب الكراهية المبني على النوع الاجتماعي "نسعى إلى تمكين النساء لمواجهة العنف الموجه ضدها وعلى وجه الخصوص العنف النفسي وآثاره من خلال تكثيف عملية التوعية وتعميم الإرشادات ومتابعة أحوال النساء في جميع المناطق".

وأوضحت أن العنف النفسي هو من أكثر أنواع العنف انتشاراً في صفوف النساء والفتيات وآثاره خطيرة تؤثر على المدى القريب والبعيد "من خلال استبيان حملة "كوني أنتِ" تبين أن 50٪ من المشاركات تعرضن للعنف النفسي و97.7% أكدن أن آثاره في منتهى الخطورة وتمتد لسنوات طويلة، إلى جانب العواقب الاجتماعية المتمثلة بتراكم الضغوطات واستياء الأوضاع الصحية والانعزال.

ولفتت إلى أن الحملة ركزت على النساء الريفيات بالدرجة الأولى، كونهن الأكثر تهميشاً وتعرضاً لكافة أشكال العنف ولا زلن تقبعن تحت سطوة السلطة الذكوري المهيمنة الذي ينتزع حقوقهن وتحرمهن من حرية التعبير والمشاركة في المجتمع "لا تستطيع المرأة في المناطق الريفية المشاركة والتأثير بسبب العادات والتقاليد البالية التي تقلل من شأنها وتلغي وجودها وتنكر دورها وإسهاماتها وبالرغم من التشريعات والقوانين التي كفلت لها حقوقها، إلا أن هناك انتهاك صريح لحقوقهن كحرمانهن من الملكية والميراث والخروج للعمل".

ودعت إلى ضرورة تكثيف عملية التوعية حول القوانين واللوائح الدولية التي تجرم العنف النفسي وتضمن الحماية للنساء الفلسطينيات ومناهضة العنف بكافة أشكال، وأهمية التوثيق ونشر المعلومات حول واقع العنف النفسي، مضيفة ً أن الخطة الاستراتيجية القادمة للمشروع ستكون موسعة وتشمل أكبر قدر ممكن من النساء المستهدفات.

 

 

ومن جانبها قالت إحدى القائمات على أنشطة المشروع شيرين السميري "أن هذه الحملة هي إحدى الحملات الهامة والمتواصلة والتي تهدف إلى ضرورة تحصيل النساء والفتيات لحقوقهن، والقضاء على العنف النفسي الذي بات يشكل خطراً ًعلى حياة المرأة لما له من عواقب وخيمة لا يمكن تجاوزها ومعالجتها مع مرور الزمن".

وشددت على أهمية تجديد تنفيذ حملات ضغط ومناصرة واستمرارية بين الحين والآخر؛ لمكافحة العنف النفسي ووضع آليات لمعالجة آثاره قبل تفاقمه وتطوره خاصةً في الآونة الأخيرة، التي شهدت تزايداً ملموساً في عدد النساء اللواتي تعرضن لانتهاكات صريحة متعددة الأشكال قللت من شأنهن حيث تعرضت نحو 59٪ من النساء للعنف النفسي.

وفي نهاية حديثها قالت شيرين السميري "لابد أن تعمل النساء المعنفات على تطوير قدراتهن المعلوماتية حتى تمتلكن الوعي الكافي لحماية أنفسهن مما يساهم في نهوضهن والارتقاء بأوضاعهن العامة والحد من الأزمات والصعوبات الناتجة عن العنف القائم على التمييز الاجتماعي أو تعرضها للتنمر والابتزاز".