"كولونيا" معرض متنقل يحمل قضايا العنف ضد النساء
نظم منتدى أغورا التابع لهيئة المرأة في الأمم المتحدة فعالية لتسليط الضوء على أنواع العنف الذي تواجهه النساء سواء كان اجتماعي اقتصادي، جنسي أو غيره من خلال 16 قصة مختلفة لنساء عايشنها
رفيف اسليم
غزة ـ ، ضمن مبادرة أطلق عليها اسم "كولونيا" باستخدام حافلة متنقلة جابت العديد من محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقالت صاحبة فكرة المشروع شيماء حمد وهي عضوة في منتدى أغورا التابع للأمم المتحدة منذ سنتان، أنهم اتخذوا "الابتكار من أجل قضايا النوع الاجتماعي" شعاراً للحملة لذلك كان على الفريق الخروج بفكرة مبتكرة، لافتةً أن الفريق الذي ضم 30 شخصاً قد قسم مناصفة بين الضفة الغربية وقطاع غزة ليتم العمل بشكل متكامل مع التركيز على المناطق المهمشة في المدن والقرى الفلسطينية.
وأوضحت أن الفريق استقر على فكرة معرض فني متنقل لعرض جميع قضايا وقصص النساء المعنفات متنقلاً بين المدن والقرى الفلسطينية، مشيرةً إلى أن الهدف من ذلك المعرض هو تفاعل جميع أفراد المجتمع وخاصةً النساء مع ما يشاهدونه من قصص ورموز ليقوم الفريق بإجراء حلقات نقاش مع مشاهدي القصص في محاولة لتغيير واقع تلك النساء بالإضافة إلى إجراء نقاشات مع العديد من الأخصائيين النفسيين الذين كانوا ينتظرون أسئلة الزوار.
وبحسب شيماء حمد لم يكن من السهل جمع تلك القصص وتجسيدها فبمساعدة هديل عبود منسقة المشروع في هيئة المرأة للأمم المتحدة تم التواصل مع العديد من الجهات لسماع قصص النساء وإعادة صياغتها لاختيار الرمز الذي يتناسب مع كل قصة، لافتةً إلى أن اسم المعرض "كولونيا" قد اتخذ من قصة طالبة تعرضت لعنف جنسي من قبل أستاذها وما زالت تذكر عطر الكولونيا الذي كان يضعه وتتأثر نفسياً حين تستنشقه.
وتنوعت تلك القصص ما بين العنف الجسدي، الإلكتروني، الاقتصادي والسياسي، وحتى الانتهاكات العمالية التي طالت النساء خلال الفترة الأخيرة، مشيرةً أن سماع تلك القصص لم يكن أمر سهل فحين تبدأ الضحية الحديث عن قصتها لن يستطيع أحد ضبط نفسه من هول ما يتم سماعه.
وذكرت بعضاً من الرموز التي تضمنها المعرض المتنقل "تضمن المعرض فستان زفاف أبيض للدلالة على حرمان المرأة من حقوقها الاقتصادية التي يرفض الزوج دفعها كالنفقة، وهناك دمية اختارتها امرأة قام ابن عمها باغتصابها لرفض أهلها تزوجيها له فاختارت دمية على شكل دب أزرق لأنه كان السند لها طوال فترات انهيارها خاصةً عند تحرك غريزة الأمومة داخلها خلال شهور حملها الأولى من مغتصبها ورفضها التخلي عن جنينها وقتله" كما أوضحت شيماء حمد.
وتشير شيماء حمد أن أكثر ما كان يزعجها هو ردة فعل بعض الزوار الذين كانوا يتهمونها بترويج الشائعات والفتن في المجتمع الفلسطيني بزعم أن مجتمعهم خالي من العنف وبيئة داعمة للنساء ومحبة لهن، لافتةً أنها كانت دوماً ما تؤكد أن تلك القصص لم تلفق وصاحباتها متواجدات بالفعل ويعكسن التجربة القاسية خاصةً الجرائم الإلكترونية التي كان يبتز الأزواج بها زوجاتهن من خلال صورهن.
ولا تنكر أن بعض قصص النساء كان الأهل سبب في مفاقمتها فعندما تضرب المرأة وتذهب لتستنجد بأهلها ثم يرجعونها للزوج المعنف الذي يزيد من تعنيفه لها في كل مرة هنا تكمن المشكلة، مشيرةً أن الحملة حاولت التركيز على الوصول للمناطق المهمشة أكثر من مراكز المدينة، لافتةً أن المعرض يخاطب ضمائر الناس ويترك لهم الحكم إضافة لمخاطبته وعيهم.
وتشدد شيماء حمد أن التغيير لا يحدث سوى بعد الألم لذلك سعت لعرض تلك القصص لأن المرأة تستحق المحاولة من أجل تغيير واقعها للرفض ورفع الظلم الواقع عليها.