"كرامة" مشروع يهدف لدعم المعنفات وتمكينهن

تعاني النساء من أزمات كثيرة، ويعتبر ملف العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي محورها، وذلك نتيجة الضغوط الاقتصادية من جهة، وعوامل تعود لثقافة المجتمع من جهة أخرى.

أسماء فتحي

القاهرة ـ تقام عدد من المشروعات التنموية خلال الفترة الأخيرة وأغلبها يستهدف دعم النساء وتمكينهن للتغلب على مصاعب الحياة والانتهاكات التي تمارس عليهن وخاصة العنف الذي انتشر بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة وراحت ضحيته عشرات الفتيات نتيجة عدد من الأسباب في مقدمتها الثقافة الذكورية المتجذرة في نفوس أفراد المجتمع.

المؤسسات النسوية كان لها دور كبير في العمل على ذلك الملف من خلال مجموعة المشاريع المناهضة للعنف متكاتفين للمطالبة بوضع قانون موحد صارم يحمي النساء من العنف، خاصة تلك المسكوت عنها داخل الأسرة المصرية، وكذلك الجمعيات التنموية التي عملت بدأب من خلال المشاريع التشاركية وواحد من أبرزها ما قامت به الجمعية المصرية للتنمية الشاملة في مشروع "كرامة" الذي تنفذه بالتعاون مع مؤسسة باتيك الفرنسية مستهدفة مجموعة من المحاور التي من شأنها تمكين النساء لمواجهة ما قد تتعرضن له من مخاطر.

 

المرحلة الثانية تستهدف تلبية احتياجات النساء

أكدت مديرة مشروع "كرامة" ومديرة فرع مكتب المرج بالجمعية المصرية للتنمية الشاملة نهاد متى بطرس على أن "المرحلة الثانية من المشروع تستهدف تلبية الاحتياجات التي ظهرت خلال المرحلة الأولى من مدة عمل المشروع وستتم مع نفس الفئة، وذلك لا يعني إهمال التعاون مع مجموعات جديدة من النساء خاصة في الجانب التوعوي المرتبط بقضايا العنف".

وأكدت على أنهم "التقوا بنساء بحاجة لدعم نفسي وبعد العمل معهم اتضح أنهم يعانون من أمراض منها الانفصام والاكتئاب مما أدى لرغبة بعضهن في الانتحار وهؤلاء بأمس الحاجة للتدخل، لذلك فهناك جانب من العمل في المرحلة الثانية يقتصر على تقديم الخدمات الطبية كاملة بما فيها توفير الأدوية لمن هم بحاجة إليها بعد عرضهن على الأطباء النفسيين".

وأوضحت أن هناك محور عمل آخر ظهر خلال المرحلة الأولى ومنها العمل مع الفتيات على عدد من الموضوعات الخاصة بالمرأة والصحة الانجابية، وعدد من المهارات الحيوية التي تستهدف أعدادهم لمواجهة تحديات الأسرة والمجتمع، ومنها ظاهرة العنف.

وعن مدة المشروع قالت "أنه سيستمر لنحو ثلاثة أعوام، وأن نطاق عمل المشروع في القاهرة الكبرى ولكنه يستهدف المناطق الأكثر احتياجاً في المرج وعزبة النخل وعين شمس"، موضحةً "أنه خلال سنوات عمل المشروع الأولى تغيرت ثقافات الكثير من النساء وبعضهن بتن تقمن بالتوعية المجتمعية".

مر نحو 4 سنوات من العمل على قضايا النساء في مشروع كرامة وتحديداً على ملف العنف وما يعانونه من ويلات نتاج ذلك، أوضحت أن "هناك العديد من النتائج التي تحققت ومنها تعريف الفئات المستهدفة وخاصة النساء بمفهوم قضايا العنف المتنوعة وسبل التصدي لتلك الظاهرة".

وأكدت على أن "المشروع تمكن من تغيير مفاهيم عدد كبير من القضايا المحورية التي يعاني منها المجتمع كزواج القاصرات، وختان الفتيات، فضلاً عن تمكين النساء من التصدي للعنف الممارس من الأزواج بصورة أو أخرى"، مضيفةً أنهم استهدفوا بناء كوادر نسائية بغرض الاستمرارية ومواصلة العمل على المشروع.

وعن أبرز نتائج المشروع قالت نهاد متى بطرس "أن إنشاء مركز المرأة الذي قدم خدمات دعم نفسي وقانوني وطبي وما زال يدعم المعنفات حتى اليوم ويفتح أبوابه للحالات الوافدة إليه بمساعدة الكوادر والقيادات النسائية التي تم تأهيلها وتنمية قدراتها خلال العمل على المشروع في مرحلته الأولى".

 

 

تمكين النساء اقتصادياً يساعد على التخلص من العنف

ومن جانبها قالت مسؤولة مدير مشروع كرامة في الشرق الأوسط والممثلة عن مؤسسة باتيك الفرنسية جويب توكينون "أن التمكين الاقتصادي ضروري ومحوري لدعم النساء وتمكينهن من مواجهة العنف الممارس عليهن، وأنهم يعملون مع الجمعية المصرية للتنمية الشاملة منذ نحو 10 سنوات فهي خاضت غمار العمل على التوعية بأنواع العنف المختلفة التي قد تعرض النساء لانتهاكات والكثير منهن لا تدركن أن من حقهن رفضها".

وأوضحت "أن المشروع قدم التدريبات الحرفية ودورات إدارة المشروعات وأيضاً دعم النساء بقروض لبدء أولى خطواتهم العملية وتمكينهن من الحصول على دخل مستقر وهو ما عزز دورهن في أسرهن وساعدهن على اتخاذ القرار الرافض للعنف حال وقوعه عليهن وتوعيتهن بسبل التعامل مع أي انتهاك تتعرضن له".

وأكدت على أن "الجمعية ساعدت النساء على إقامة المشروعات التي تضمن لهن دخل منتظم وهو أمر لم يكن متوفر فيما مضى"، مشيرةً إلى أن "المرحلة الثانية من المشروع جاءت لتكمل على سابقتها، وأن الجمعية المصرية تستهدف التعاون مع الجهات الحكومية لتعزيز دعمهم للمعنفات وحماية النساء".

وأضافت جويب توكينون "أن مشروع كرامة لم يأتي من فراغ بل نتاج عدد من المشروعات الأخرى التي كان من بينها المشروع الذي سبقه مباشرة والخاص بالدمج الاقتصادي للنساء"، مشيرةً إلى أن "أحد أهم أسباب العنف هي المجتمع الذكوري الذي يستند على العادات والتقاليد التي ترى أن الاعتداء على النساء أمر طبيعي وغيرها، وثم يظهر من يبرر العنف وهو أمر غير مقتصر على مصر وحدها بل على عدد كبير من الدول".