'كنت أعيش في كابوس على مدى 8 سنوات'
الشابة الإيزيدية سوسن حسن حيدر، اختطفها مرتزقة داعش في عام 2014 وتم تحريريها في اليوم العشرين من حملة الإنسانية والأمن، بعد 8 سنوات من الأسر.
سوركول شيخو
الحسكة ـ هاجمت مرتزقة داعش شنكال والعديد من المدن العراقية الأخرى في عام 2014. ونتيجة لهذا الهجوم، تم اختطاف آلاف النساء الإيزيديات والشيوخ والمسنين وبيعهن في الأسواق. كانت سوسن حسن حيدر البالغة من العمر 24 عاماً واحدة من النساء المخطوفات.
بعد 8 سنوات من الاختطاف، أنقذت وحدات حماية المرأة سوسن حيدر في اليوم العشرين من المرحلة الثانية من حملة "الإنسانية والأمن"، التي اختطفها مرتزقة داعش من شنكال في سن الـ 16، وتبلغ الآن 24 عاماً.
"تركونا بين براثن داعش"
عن خيانة الجنود العراقيين وقوات البيشمركة التي لم تحمهم وتدافع عنهم خلال المجزرة، تقول سوسن حيدر "لقد فوجئنا عندما دخل داعش شنكال فجأة وخطف الآلاف من الإيزيديين. فشنكال مثلها مثل كل مدينة عراقية، كانت محمية من قبل الجيش العراقي والبشمركة، وفيما بعد انضم إليهم بعض رجال شنكال لحمايتها من مرتزقة داعش. ولأننا كنا نعلم ذلك لم نغادر شنكال وكان لدينا أمل في ألا يصل هؤلاء المرتزقة إلى مدينتنا لأنه من المفترض أن هناك قوة لحمايتها. لكننا فوجئنا أنه في صباح 3 آب 2014 بهجوم مرتزقة داعش الذي بدأ بارتكاب المجازر بحقنا. بعض الناس تمكنوا من الوصول إلى جبل شنكال وآخرون اختطفوا وقتل بعضهم".
فصلوها عن والدتها
ونوهت إلى أنه "بعد اختطافنا قامت مرتزقة داعش بفصل النساء والأطفال والأمهات وكبار السن عن بعضهم، وتم سبي النساء وبيعهن أما الأطفال فكان يتم تحويلهم إلى أشبال للخلافة. اختطفت مع 10 من أفراد عائلتي. لقد فصلوا الرجال عن النساء، والآن أنا لا أعرف حتى مصير والدي وثلاثة من أعمامي وأخوالي وابن خالتي وشقيقي. تم إحضارنا من تل عفر إلى الرقة في سوريا وتم نقلنا إلى إحدى القرى. كان هناك العديد من النساء الإيزيديات في هذه القرية وشكلن مجموعة من 10 إلى 14 امرأة، ثم جاء حاكم كل ولاية من داعش وأخذهن. أنا ووالدتي وزوجة عمي كنا في مجموعة، لكننا انفصلنا فيما بعد".
حاولت الفرار عدة مرات
وعن سنواتها الثمانية في الأسر تقول "مثل كل النساء الإيزيديات، تعرضت للتعذيب والإيذاء. حاولت الفرار عدة مرات، لكنني لم أستطع. أغلقوا الباب علي عندما كنا في مدينة الأنبار العراقية ولم أستطع المغادرة"، لافتةً إلى أنه بعد ذلك تم نقلها إلى مدينة الرقة "بعد أن اقتربت قوات سوريا الديمقراطية من مدينة الرقة تم نقلي إلى الميادين في دير الزور. ثم تم نقلي بالقارب عبر النهر إلى هجين في دير الزور ومن ثم إلى الباغوز، ثم أتينا إلى مخيم الهول".
"كان علي أن أتظاهر بأنني أجنبية"
وأوضحت سوسن حيدر أنها غيرت اسمها وأجبرت على القول إنها أجنبية "كنت أخشى جداً أن يعرفوا أنني إيزيدية ويفعلون شيئاً بي، ولهذا غيرت اسمي إلى أم عمر المغربية، كان علي أن أتظاهر بأنني أجنبية وأتحدث اللغة المغربية. لم أكن اجتماعية، ولم أتواصل معهم كثيراً. كنت أعيش وحدي في خيمة. في كل مرة كنت أغير خيمتي وانتقل إلى مكان آخر، فقط لتجنب النساء الأجنبيات وعدم طرح الأسئلة علي. ذات مرة كنت أسير في الشارع، سمعت صراخ امرأة، ركضت إليها، ورأينا أنهم ضربوها على رأسها بأداة حادة وغادروا وعندما سألناها عما حدث ولماذا فعلوا بك هذا، قالت ابتعدوا عني وبكت، ولهذا هناك خوف كبير هنا، فالنساء تعذبن النساء كما يقوم أشبال الخلافة بالكثير من الأشياء السيئة في المخيم. التعذيب الذي حدث للنساء تم فعله بواسطة المطارق والعصي".
"سأعود إلى المنزل الذي اختطفت منه"
وقالت سوسن حيدر أنها عاشت 8 سنوات كما لو كانت في كابوس "أنا سعيدة لأن وحدات حماية المرأة أنقذتني، ونأمل أن ينقذوا جميع النساء الإيزيديات. على مدى 8 سنوات كنت أعيش كابوساً رهيباً، لكنني اليوم حرة. لا أستطيع التعبير عن مشاعر الحرية على الإطلاق. بمجرد وصولي إلى شنكال، سأرى والدتي وعائلتي. وسأعود إلى منزلي الذي اختطفت منه".
ومنذ بداية حملة الإنسانية والأمن في مخيم الهول، والتي أعلن عن انتهائها اليوم السبت 17أيلول/سبتمبر، تم إنقاذ إيزيديتين اختطفتهما مرتزقة داعش بتاريخ 3 آب/أغسطس 2014.