خروج المشافي عن الخدمة وتعليق الدوام... الحصار يخنق المهجرين
تسبب الحصار المفروض من قبل حكومة دمشق على مقاطعة الشهباء إلى تعليق الدوام الدراسي وخروج المشفى والمراكز الطبية عن الخدمة.
روبارين بكر
الشهباء ـ على مدى 6 أعوام يعيش أهالي عفرين والشهباء بشمال وشرق سوريا في ظل حصار خانق تفرضه حكومة دمشق على مقاطعة الشهباء بعد نزوح أهالي عفرين قسراً إليها، وتم تشديده خلال هذا العام، وتسبب بارتفاع باهظ في الأسعار وحرمان الطلاب من تعليمهم، بالإضافة إلى خروج المراكز الخدمية والطبية عن الخدمة.
في ظل الأوضاع التي تمر بها مقاطعة الشهباء من حصار وعدم توفير المحروقات ووقود للمواصلات، أصدرت هيئة التربية وتعليم المجتمع الديمقراطي KPC-D بتاريخ 25 تشرين الثاني/نوفمبر قراراً تم من خلاله تعليق الدوام الدراسي في كافة المدارس ومعهد الشهيدة فيان أمارا حتى إشعار آخر، بالإضافة إلى خروج مشفى أفرين عن الخدمة بنسبة 80 %.
وبحسب ما أوضحته هيئة التربية وتعليم المجتمع الديمقراطي بأنه يوجد في مقاطعة الشهباء 68 مدرسة ومعهد الشهيدة فيان أمارا، ويخضع 14 ألف و500 طالب/ة للتدريب الدراسي في مقاطعة الشهباء.
المتأثر الأكبر من الحصار هو القطاع الصحي
وعن الوضع الصحي في ظل الحصار المفروض على مقاطعة الشهباء أوضحت العضوة الإدارية في مشفى أفرين بمقاطعة الشهباء في شمال وشرق سوريا أرين علي "منذ خمسة أعوام وتتعرض مقاطعة الشهباء لحصار خانق من قبل حكومة دمشق ويتم منع إدخال المواد الأولية والمحروقات، وفي هذا العام تم تشديده بشكل أكبر وخاصة مع قدوم فصل الشتاء، مما أثر على جميع القطاعات ومنها القطاع الصحي"، مشيرة إلى أن منطقة الشهباء منذ أكثر من أسبوع تفتقد مادة المحروقات والمواد اللوجستية التي يتم تقديمها للشعب، في ظل اعتماد جميع المراكز الخدمية على مادة المازوت، وفقدان هذه المادة يزيد من الصعوبات في المنطقة.
وأضافت "الأهالي في مقاطعة الشهباء يعيشون حياة مأساوية ويقاومون كافة الصعوبات من أجل العودة إلى منطقتهم، فالقطاع الصحي هو القطاع الأكثر تأثراً من الحصار، فعدم تأمين الأدوية والمحروقات وبالإضافة إلى الكادر الصحي أدى إلى إحداث شلل في هذا القطاع، كما لم يعد باستطاعتنا استقبال المرضى، وإجراء العمليات التي كان من المفترض إجرائها هذه الأيام في المشفى".
وعن الخدمات الصحية التي يفتقدها مشفى أفرين بينت "منذ بضعة أيام خرج المشفى الوحيد الذي يقدم الخدمات المجانية في مقاطعة الشهباء عن تقديم خدماته بنسبة 80 %، وهذا يزيد من معاناة الشعب في المنطقة، وبات عمل المشفى محصوراً على إجراء المعاينات الروتينية اليومية، واستقبال الحالات الأسعافية، بالإضافة إلى عدم تأمين الأدوية شكل خلل آخر في القطاع الصحي".
وقالت إن استمرار الوضع في المنطقة بهذا الشكل سيوقف عمل المشفى بشكل نهائي وستخرج المشفى عن تقديم الخدمات للأهالي في المنطقة التي تعاني من أزمة حقيقية في ظل الوضع الكارثي في المخيمات.
تعليق الدوام الدراسي في الشهباء حتى إشعار آخر
وحيال تعليق الدوام الدراسي وتأثير حصار حكومة دمشق على الوضع التعليمي في الشهباء أوضحت الرئيسة المشتركة في اتحاد المعلمين بمقاطعة الشهباء في شمال وشرق سوريا بريفان سيدو "منذ بداية نزوح أهالي عفرين إلى مقاطعة الشهباء وهم يعيشون حياة صعبة، وبالرغم من كافة الصعوبات نظموا أنفسهم وافتتحوا المراكز والمؤسسات التي تطبق مبادئ قضيتهم الديمقراطية ومنها المدارس".
وأكدت أنه "على مدى 6 سنوات ومقاطعة الشهباء تتعرض لجميع سياسات الإمحاء من قبل المحتل التركي وحصار حكومة دمشق التي هدفهم الأساسي منها تهجير الأهالي واحتلال المنطقة".
أوضحت "هذه العام فرض الحصار بشكل أكبر وشديد على الشهباء وبات يخنق القاطنين في المخيمات، وبسبب انقطاع المحروقات وعدم تأمين المواصلات للمعلمين تم إصدار قرار بإغلاق المدارس في كافة المنطقة حتى إشعار آخر".
وأكدت أن "التعليم أساس بناء الأجيال القادمة، ومن خلال هذه الأجيال نستطيع أن نبني مجتمعاً متعلماً محافظاً على ثقافته وتاريخه ولغته، لكن الأنظمة الرأسمالية تحارب حتى الأطفال وتمنعهم من بناء مستقبلهم".
وطالبت جميع المنظمات العالمية والدولية وعلى رأسها منظمة حقوق الأطفال بفتح المعابر ورفع الحصار عن مقاطعة الشهباء لتسهيل الوضع المعيشي على الشعب وليتمكن هؤلاء الطلاب من الاستمرار بتعليمهم.
وبدورها أكدت كفاح كوتو من مهجرات عفرين القاطنين بمخيم برخدان أنه "يتم محاربة قوتنا وإراداتنا بكافة الوسائل والسياسات، فمن جهة يتم استهدافنا من قبل المحتل التركي ومن جهة أخرى نتعرض لحصار خانق يصعب الوضع المعيشي، مع قدوم فصل الشتاء وازدياد الاحتياجات الضرورية من غاز ومحروقات".
وأشارت إلى أن "الأهالي في المخيمات يعيشون منذ عدة أيام بدون كهرباء في ظل ظلام دامس وبرد قارس، وازدياد الأمراض مع خروج أغلب الخدمات في المشفى عن الخدمة، كما أنه لا يمكننا شراء الأدوية لارتفاع اسعارها".
وأكدت كفاح كوتو أنهن تتحملن جميع الصعوبات على أمل العودة إلى منطقتهن عفرين والعيش بأمان وسلام، مطالبة من الجهات المعنية بالضغط على حكومة دمشق لرفع الحصار على المنطقة وتوفير المواد الأولية.
الحصار يهدد بحدوث كوارث إنسانية
ومن جانبها قالت أمينة أحمد علي من مهجري عفرين والتي توجهت إلى المشفى لتلقي علاجها "ذهبت إلى المشفى لأني أعاني من مرض في المعدة، وبسبب الحصار المفروض على المنطقة وفقدان المحروقات خرجت المشفى عن تقديم الخدمات ولا تستقبل سوى الحالات الاسعافية، ومن جانب آخر نحن لا نستطيع شراء الأدوية بسبب غلاء أسعارها".