خبيرة في علم النفس تشدد على ضرورة توعية الأطفال جنسياً

تقول الخبيرة في علم النفس التربوي آسو ساعدي، إن التربية الجنسية هي مسألة تعاونية لا تقع على عاتق الآباء والأمهات فقط، بل على المؤسسات المختلفة والهيئة التعليمية.

مجدة كرماشاني

مركز الأخبار ـ التربية الجنسية للأطفال من الضروريات التي يجب معالجتها في الأسرة والمجتمع، لأنه مع نمو التكنولوجيا يتعرض عالم الأطفال للخطر، ولعل دعم الأسر والمؤسسات المختلفة في هذا الأمر المهم يقلل من عواقبها السلبية ويطلع الأطفال على الحقائق حتى لا يضلوا.

 

التثقيف الصحيح بشأن الصحة الجنسية

في إشارة إلى الأبعاد المختلفة للتربية مثل التربية الفكرية والأخلاقية والاجتماعية والجسدية، أوضحت الخبيرة في علم النفس التربوي آسو ساعدي أن التربية الجنسية هي مجموعة من الإجراءات التربوية التي تشمل الحرص على تطبيق المبادئ والأساليب الصحيحة، وتنمية الغريزة الجنسية من أجل تنمية شخصية الطفل الجنسية، فإذا لم تتم تربية الطفل بشكل صحيح، فقد يتسبب ذلك في مشاكل ضمن المجتمع والأسرة. يجب تعليم الأطفال المهارات لمساعدتهم على اتخاذ قرارات صحيحة بشأن رغبتهم الجنسية والتعرف على المواقف الخطرة التي يوجد فيها احتمال للاعتداء الجنسي عليهم حتى يكونوا قادرين على إنقاذ أنفسهم.

وحول أهمية التربية الجنسية وآثارها، تقول إن التثقيف الصحيح حول الصحة الجنسية يمكن أن يكون له نتائج قيّمة للإنسان، مثل زيادة الثقة بالنفس، والرضا عن الحياة، واحترام الذات والآخرين، والنمو الجنسي الصحي، والأهم من ذلك، اكتساب هوية صحية. يمكن للمعلومات الصحيحة المقدمة في السن المناسب أن تؤخر بدء النشاط الجنسي وتعزز السلوكيات الجنسية الأكثر أماناً، ويمكن أن تكون النقطة المعاكسة لذلك هو في حال أهمل الوالدين التربية الجنسية للأطفال، فإنه يخلق أرضية للعديد من المضاعفات والمشاكل التي تعرض الصحة الجنسية للخطر وتتسبب في بلوغ الأطفال مبكراً.

وأضافت "الحاجة الجنسية هي من الحاجات المستقبلية للطفل ومن المهم جداً أن يتوجه الوالدين إلى تربية هذه الغريزة أثناء الطفولة. التربية الجنسية هي عملية تستمر من الولادة حتى الموت. في الواقع، للتربية الجنسية مراحل مختلفة تبدأ باختيار الزوج في المرحلة الأولى. الفتاة أو الفتى الذي يلتزم بمبادئ معينة أو لديه معايير أخرى في ذهنه لن يختار أبداً الزوج الذي لا يمكن أن يكون أماً أو أباً صالحاً لطفلهم. وفي المرحلة الثانية، يفهم الأطفال أيضاً ويفهمون أن هذا يعني أنه يجب على الوالدين توخي الحذر بشأن سلوكهم. في المرحلة الثالثة، من سن الستة أشهر إلى ثلاث سنوات، يبدأ الطفل في اكتشاف أعضاء جسده والتعرف عليها". 

ولفتت إلى أنه "في الأشهر الأولى يكتشف الطفل الأيدي الأقدام والأنف والعينين والأذنين، ويصل هذا البحث إلى أعضائه التناسلية، والفرق بين اكتشاف الأعضاء التناسلية والأعضاء الطبيعية هو أن هذا قد يكون مصحوباً بالمتعة، وفي الحقيقة لا يعرف الطفل ما هي هذه المتعة، لأن الإنسان يجب أن يولد مع غرائزه الأخرى، دع الأطفال يكتشفون أعضائهم التناسلية مثل أجزاء أخرى من أجسادهم، ولكن لا ينبغي أن تصبح عادة، إذا تكررت، يجب تشتيت انتباههم من خلال الألعاب أو الترفيه".

 

تعليم الأطفال المشاعر

وقالت آسو ساعدي إن التلاعب المفرط بالأعضاء التناسلية قد يؤدي إلى إشباع الذات في مرحلة البلوغ أو تنشيط الغدد التناسلية والبلوغ المبكر، الأمر الذي يترتب عليه عواقب اجتماعية وأخلاقية ونفسية سلبية، مضيفةً أن فضول الأطفال يبدأ في سن 3 سنوات ولا ينبغي معاملتهم برد فعل قوي لأن الطفل لا يفهم شيئاً في هذا العمر، لذلك يجب على الوالدين شرح دور الجسم بوظائفه ضمن الفئة العمرية، يمكن للعائلات إدخال أجزاء من أجساد الأطفال من خلال الصور أو الكتب أو الملصقات أو الدمى وتعليمهم بأنها أجزاء خاصة بهم بحيث لا ينبغي لأحد أن يراها أو يلمسها. لهذا، يجب تعليم الأطفال العواطف، لأنهم إذا كانوا يعرفون مشاعرهم، فيمكنهم الصراخ عندما يتعرضون للتحرش الجنسي.

وبينت أن الخطوة التالية في التربية الجنسية هي تعريف الأطفال بالأسرار الجيدة والسيئة، ويجب أن يفهم الأطفال ما يجب مشاركته مع والديهم، ويجب أن يكون الآباء مستمعين جيدين للأطفال، ويجب أن يعرفوا أصدقاء أطفالهم في رياض الأطفال والمدرسة.

ولفتت إلى أن المرحلة التالية هي من سن 3 إلى 5 سنوات، حيث يكون قد أنهى الأطفال في هذا العمر اكتشافاتهم إلى حد ما ويريدون معرفة العالم من حولهم وفهم كل شيء ويبدؤون في طرح أسئلة حول مواضيع مختلفة، فيجب الإجابة على أسئلتهم بلغتهم الخاصة، وإلا سيحصلون على معلومات من مصادر أخرى مثل أصدقائهم، في هذا العمر يظهرون حساسية تجاه الأعضاء التناسلية لأصدقائهم ويريدون فهم الفرق بين أعضائهم التناسلية إذا كانت فتاة أو فتى.

المرحلة التالية هي من 6 إلى 9 سنوات، وفي هذه المرحلة لا يهتمون كثيراً بالجنس الآخر، وعندما يصل الأطفال إلى سن المدرسة، يبدؤون في الشعور بالحساسية تجاه جنسهم، بحسب ما قالته آسو ساعدي.

وعن الشكل الصحيح للتمييز الجنسي، توضح أن "هناك ثلاث مراحل للتحيز الجنسي، والخطوة الأولى هي التعرف على نفسك كفتى أو فتاة، والثانية هي قبول نفسك وجنسك، والثالثة هي أن تفتخر بجنسك. المرحلة التالية هي الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 9 إلى 13 عاماً حيث تكون بلغت العديد من الفتيات، والفتيان أيضاً على وشك البلوغ، وتكثف هنا الحساسية التي كانت لديهم تجاه جنسهم في سن السادسة. على وجه الخصوص، تُظهر الفتيات سلوكيات مختلفة عنهن ويقدرن مشاعرهن العاطفية، ولكن بسبب عدم المعرفة المسبقة التي لم يعطها آباؤهن، لا يمكن للفتيات التمييز بين المشاعر الجنسية والعاطفية. لهذا السبب تصبحن عرضة للخطر، وعادة ما يعاني الأطفال في هذه الفترة العمرية من القلق المستقبلي بسبب أعراض البلوغ".

وحول دور المؤسسات في التربية الجنسية للأطفال، تقول آسو ساعدي إن التربية الجنسية هي مسألة تعاونية، حيث إن الآباء ليسوا وحدهم المسؤولين عن هذه القضية المهمة، بل المؤسسات المختلفة والمدرسة، فإذا كان الوالدان غير قادرين على أداء دورهما في تربية الأبناء بسبب نقص المعرفة، يجب على المدرسة تعويض هذا النقص.