"كفى خيانة" نساء كوباني يوجهن رسالة للحزب الديمقراطي الكردستاني

ناشدت نساء من مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا الكرد لتوحيد صفهم في أجزاء كردستان الأربعة، مؤكدات قدرة أهالي شنكال على مقاومة مخططات الحزب الديمقراطي مثلما استطاعوا مقاومة مرتزقة داعش


نورشان عبدي 
كوباني -
في الثالث من تشرين الثاني/أكتوبر الجاري حاول الحزب الديمقراطي الكردستاني الدخول إلى شنكال بحجة الدعاية الانتخابية، مما لاقى رفضاً واسعاً من قبل أهالي القضاء والكرد في مختلف المناطق، والذين نددوا بمحاولة الحزب العودة من بوابة الانتخابات لتطبيق الاتفاق الذي يسعى للقضاء على الإدارة الذاتية في شنكال وعودة قوات البيشمركة وقوات الأمن الاتحادية التي فرت في آب/أغسطس 2014 وتركت أهالي شنكال العُزل يواجهون مجزرة ارتكبها مرتزقة داعش بحقهم، وسط صمت حكومتي بغداد وأربيل.   
وبعد تحرير قضاء شنكال من قبل الأهالي ومقاتلي قوات الدفاع الشعبي "الكريلا"، عمل أهاليه على تنظيم أنفسهم وتأسيس إدارتهم الذاتية، التي تتعرض للتهديدات المستمرة من قبل تركيا، وحكومتي أربيل وبغداد.
تقول نعيمة أقيل (57) عاماً من مقاطعة كوباني أن الشعب الإيزيدي في شنكال تعرض للمؤامرات ومر بـ 74 فرماناً، "المجازر التي تعرض لها أهالي شنكال كادت أن تنهي وجود هذا الشعب العريق ولم يجدوا أي قوة أو دولة تساندهم غير قوات الدفاع الشعبي".
واليوم تريد الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان السيطرة على شنكال وذلك لكي تمنع الشعب الإيزيدي من إدارة نفسه بنفسه، والحديث لنعيمة أقيل "نحن نساند الشعب الإيزيدي ونستنكر مساندة الحزب الديمقراطي الكردستاني للدولة التركية والسعي الدائم لتطبيق الاتفاقيات ضد الشعب الكردي والإيزيدي". 
وأكدت أن على الحزب الديمقراطي الكردستاني الوعي حيال الخطط التركية الهادفة للقضاء على الكرد اينما وجدوا "تركيا تتآمر مع الحزب الديمقراطي الكردستاني ضد الإيزيديين وغداً ستتأمر تركيا عليه. هذه هي الحقيقة والجميع يعلم بنوايا الدولة التركية وموقفها اتجاه أي كردي أيمنا كان"، واصفةً تركيا بالعدو الذي يعلم تماماً ماذا يفعل للخداع وزرع الفتن بين الأحزاب الكردية ليتمكن من وضع العقبات أمام توحيد الصف الكردي.
واعتبرت أن الكرد ورغم جميع التحديات حققوا الكثير من الانجازات، مشيدةً بما تحقق بدماء الشهداء "نحن الكرد اليوم تمكنا من تمتين قوتنا وإرادتنا وأصبح لدينا قوات عسكرية في روج آفا وشنكال وفي أجزاء كردستان الأربعة، ونستطيع المقاومة أمام أي هجوم يستهدفنا. نحن شعب أفتدى وطنه بالمئات من أرواح أبناءه، أما الحزب الديمقراطي فلقد أصبح أداة في يد العدو التركي ويسانده في مهاجمة مقاتلي/ت قوات الدفاع الشعبي وشنكال بالإضافة إلى محاولاته نشر قواته في شنكال لكي يفشل المشروع الكردي في أي مكان كان".   
ونددت بممارسات الحزب الديمقراطي الكردستاني قائلة إنه لا يحمل قضية الشعب الكردي "الحزب الديمقراطي الكردستاني وعائلة البرزاني لا تهمهم القضية الكردية أو توحيد كردستان بل همهم مصالحهم الشخصية".    
ووجهت رسالة للحزب الديمقراطي الكردستاني قالت فيها "أصحوا من غفوتكم تركيا ليست حليفاً لكم، عودوا لكرديتكم وأن لم تستطيعوا فعل هذا أخرجوا واعترفوا بأنكم لستم كرداً ولكن تحت مسمى الكرد كفى سكب دماء أبناءنا في جبال كردستان وفي روج آفا وأجزاء كردستان المقسمة"، وأضافت "ننحني إجلالاً لأروح شهداءنا ونساند هؤلاء الأمهات اللواتي ما زلنَّ على المعابر الحدودية تطالبن بجثامين شهداءهن من الحكومة العراقية".
واختتمت نعيمة أقيل حديثها بالتأكيد أنه على جميع الدول الهادفة للحرية بفتح أعينها على معاناة الشعب الكردي في جميع أنحاء العالم "نحن شعب يريد فقط العيش بسلام وحرية على أرضنا".  
ومن جانبها قالت فاطمة حجي (65) عاماً "لا يمكن الفصل بين الهجمات التي يتعرض لها الكرد في شنكال أو التي تحدث في روج آفا فتركيا تهاجم بشكل يومي مناطقنا كعين عيسى وغيرها وهدفها الاحتلال"، وأضافت "تركيا تهاجم الإيزيدين أيضاً وتريد زعزعة الأمن في المناطق الكردية بحجج واهية فعندما أرسلت داعش لكوباني أرسلته لشنكال أيضاً. في روج آفا تهاجم بوجهها الحقيقي أما في جبال كردستان وشنكال بمساندة الحزب الديمقراطي الكردستاني تنفذ مخططتها، فالدولة التركية تستخدمه كأداة ضد الكرد وحركة التحرر الكردستاني لكي تحقق مساعيها في تقوية الحرب بين الكرد أنفسهم". 
واتهمت فاطمة حجي الحزب الديمقراطي الكردستاني بزرع الفتن بين الكرد والسير في خط الخيانة ضد أبناء جلدتهم "لا يرغب بتوحيد الصفوف الكردية وذلك من خلال تنفيذه لخطط تركيا ضد الكرد في شنكال وتحقيق مصالح العدوان التركي"، وأكدت أن على الكرد كافة وخاصة الحزب الديمقراطي الكردستاني العودة إلى أصله الكردي والطريق الصحيح وأن يبتعد عن تركيا والخيانة "كفا نصب كمائن لأبناء الكريلا، يجب علينا نحن الكرد أن نوحد صفنا ضد الاحتلال وأن لم نتمكن من توحيد صفنا ستفعل تركيا بنا كما فعلت بعفرين وتل أبيض ورأس العين وكما تفعل الآن بشنكال". 
خانم محمود (55) عاماً وهي من أهالي كوباني أيضاً أكدت على كلام سابقاتها وقالت "العدو التركي يهدف دائماً لإنهاء الكرد ولأن الشعب الإيزيدي شعب كردي يهاجم من قبل تركيا بشكل مستمر".
وأضافت "بفكر فلسلفة القائد عبد الله أوجلان لن يستطيع أحد كسر قوتنا وإرادتنا الحرة والعدو يعلم بأننا اكتسبنا هذه القوة من فكر القائد لذلك بالتاريخ الذي نفذت فيه المؤامرة على القائد يريد متابعة سلسلة المؤامرة على الشعب الكردي كاحتلال تل أبيض ورأس العين وبالوقت ذاته هاجم الكرد الإيزيدين في شنكال وأرد فرض سيطرته على شنكال لإضعاف قوة الشعب لكي يعيش الشعب الإيزيدي المأساة التي عاشها في ظل سيطرة داعش على منطقتهم".وتعرض القائد عبد الله أوجلان في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر من عام 1998 لمؤامرة دولية شاركت فيها العديد من القوى المهيمنة وبدأت المؤامرة بإخراجه من سوريا حتى يوم اعتقاله في 15 شباط/فبراير من عام 1999.
وحول هدف الدولة التركية من التآمر على الشعب الكردي قالت خانم محمود "تحاول الدولة التركية تقييد فكر القائد الذي يدافع عن كافة الشعوب وليس فقط الكرد، وتركيا مستعدة للتعاون مع أي حزب أو جماعة لمهاجمة الكرد، وللأسف فإن الحزب الديمقراطي الكردستاني في إقليم كردستان وسيلة لتركيا".  
وأكدت أن على الحزب الديمقراطي الكردستاني معرفة أن تركيا تخدعه عندما تهاجم الكرد وتتفق معه لتعيق توحيد الصف الكردي، وتساءلت "عندما هاجم مرتزقة داعش شنكال قتلت واختطفت واغتصبت النساء أين كان الحزب الديمقراطي الكردستاني؟ اليوم تذكروا الإيزديين في الانتخابات لكي تصبح شنكال تحت سيطرتهم".
وفي ختام حديثها ناشدت خانم محمود جميع الكرد في جميع أنحاء العالم للعودة لطريقهم الصحيح طريق الشهداء "علينا أن نكون يداً واحدة بوجه العدوان ونتصدى له لكي نعيش بأمان لماذا يجب علينا دائماً العيش تحت سيطرة العدو لماذا بسبب خيانة أحد الأطراف الكردية كتب علينا بأن نكون شعب مضطهد؟ كفى خيانة لأن الوقت وقت الحرية، ومن اليوم وصاعد لن يستطيعوا كسر إرادة أهالي شنكال لأن اليوم لدينا قوات تستطيع الدفاع وحماية شعبها من أي هجوم".