جورجيت برصومو: مع اندلاع ثورة روج آفا بدأت مسيرتي نحو الحرية

أكدت جورجيت برصومو أنه لطالما كانت المرأة مهمشة داخل المجتمع بشكل كبير، إلا أنه بعد ثورة المرأة التي اندلعت في شمال وشرق سوريا استطاعت آلاف النساء أن تطورن ذاتهن وتسعين إلى تحرير كافة نساء العالم.

شيرين محمد

قامشلو ـ خلال ثورة روج آفا تمكنت آلاف النساء من كافة المكونات من تطوير أنفسهن على أساس حرية المرأة وأخوة الشعوب من أجل تحرير كافة النساء والمجتمعات من الفكر الذكوري السلطوي، من بينهن جورجيت برصومو من المكون السرياني والتي انخرطت في صفوف النضال مع انطلاقة ثورة روج آفا.

ولدت جورجيت برصومو في ناحية ديريك التابعة لمقاطعة قامشلو في شمال وشرق سوريا، ضمن عائلة مؤلفة من ثلاث فتيات وثلاث شبان وأم وأب، وأكملت دراستها في معهد لإعداد المدرسين وبعد تخرجها تزوجت وبدأت بالعمل في مجال التدريس لدى الحكومة آنذاك.

وتزامناً مع بداية الثورة في عام 2012، عملت في اتحاد المرأة السريانية، وانضمت إلى مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا في عام 2019 كعضوة في الإدارة، وإلى جانب عملها في المؤسستين تم تعيينها في هذا العام عضوة ديوان الرئاسة المشتركة للمجلس التشريعي لإقليم الجزيرة.

وتحدثت جورجيت برصومو لوكالتنا عن الصعوبات التي واجهتها خلال عملها "خلال السنوات الأولى من الثورة تجاوزنا الكثير من الصعوبات من كافة النواحي بسبب الحرب والأزمة الاقتصادية، والهجرة، كنت أعيش حالة من الصراع الداخلي بسبب التغيرات والتوجهات الجديدة التي كانت تحدث آنذاك، ومن ثم بدأت بالتفكير لتطوير نفسي أكثر وتحرير فكري، مع اندلاع الشرارة الأولى للثورة في روج آفا وتأسيس الإدارة الذاتية قدمت استقالتي من عملي كمدرسة لدى الحكومة، ومن هنا بدأت رحلتي نحو الحرية".

 

النظرة الدونية تجاه المرأة

وبدأت جورجيت برصومو بتطوير نفسها من خلال البحث والقراءة حول ما يحدث في سوريا، لتحديد مصيرها وبعدها عملت على التعرف أكثر بنظام وسياسية الإدارة الذاتية المبنية على أسس مشروع الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب، ومن ثم انضمت إلى اتحاد المرأة السريانية كونها كانت مهتمة كثيراً بقضايا المرأة.

وأضافت "فور انضمامي إلى اتحاد المرأة السريانية لاحظت مدى تنظيم المرأة لنفسها وتطورها وعملها، وبعد فترة قصيرة أصبحت نائبة الإدارة في الاتحاد، وعملت على تطوير نفسي أكثر من خلال النقاشات والقراءة والبحث وخلال أشهر تسلمت الإدارة، وبدأت بالعمل على بناء شخصيتي من أجل التأثير على جميع النساء في المنطقة للعمل على تطويرهن وإخراجهن من القوقعة ألا وهي النظرة الدونية تجاه للمرأة".

ومع تأسيس مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا عام 2019، انضمت إلى المجلس باسم النساء السريان وتابعت عملها كعضوة في إدارة المجلس، وعن ذلك تقول "مع انضمامي إلى مجلس المرأة خطوت الخطوة الأولى للتعرف على المكونات الأخرى وثقافتهم، أفكارهم، معتقداتهم ومدى تطورهم بعد الثورة، وفي الوقت ذاته كنت أتحدث باسم النساء السريان وأعمل على حل مشاكلهن وتعريفهن بنساء المكونات الأخرى حتى يتم توسيع إطار الفكر لديهن ليشمل جميع النساء، فأنا على قناعة تامة بأننا لن نحصل على حريتنا حتى تتحرر كافة النساء".

 

"علينا النضال لتحرير أنفسنا"

ولفتت جورجيت برصومو إلى أنه رغم ما عانته المرأة من إقصاء وتمييز، إلا أن نساء شمال وشرق سوريا استطعن فتح نافذة أمل لكافة النساء في سوريا والشرق الأوسط "نعمل على إظهار حقيقة المرأة وتاريخها المليء بالنضالات، كما نعمل على تطوير ذاتنا وثقافتنا، لنستطيع تقبل الآخر وتبادل الآراء، يجب على المرأة التعرف على واجباتها وحقوقها في كافة المجالات، أما بالنسبة للمرأة في شمال وشرق سوريا فجميع المجالات مفتوحة أمامها مع ضمانات حقوقية، فالأمر يحتاج فقط لخطي الخطوة الأولى تجاه تطوير ذاتها".

وفي ختام حديثها، قالت جورجيت برصومو إن السير بثورة المرأة حتى يومنا الراهن لم يكن أمراً سهلاً، ولكن المرأة بإرادتها استطاعت أن تحافظ عليها ووضعت أساس قوي لجميع النساء والشعوب التواقة للحرية، مشيدة بنساء شمال وشرق سوريا خاصة المرأة السريانية كونها كانت مقيدة ومن المستحيل أن تخرج من نطاق العائلة والدين حتى جاءت ثورة المرأة وفتحت الطريق أمامها لتثبت ذاتها للمجتمع.