جراء حبس مياه نهر الفرات اللشمانيا تعود للمنطقة

أدى انخفاض منسوب مياه نهر الفرات إلى انتشار عدة أمراض جلدية ومنها حبة اللشمانيا والأطفال هم أكثر الفئات العمرية المتأثرة بها.

نورشان عبدي

كوباني ـ يستقبل مركز الصحة في صرين بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا عدد كبير من المصابين بحبة اللشمانيا وغيرها من الأمراض التي ظهرت في الآونة الأخيرة.

في كل عام في مثل هذه الأشهر تنتشر عدة أمراض جلدية في مناطق إقليم الفرات ومنها منطقة صرين، ولكن في هذا العام ومع انخفاض منسوب مياه الفرات ونتيجة حبس تركيا لها انتشرت هذه الأمراض بشكل أسرع، وكان أكثرها انتشاراً حبة اللشمانيا وبشكل خاص في منطقة صرين والقرى التابعة لها، كونها تقع على ضفاف نهر الفرات فهي الأقرب لهذه المستنقعات التي ظهرت مجدداً. 

اللشمانيا مرض يصيب الإنسان يسببه طفيلي اللشمانيا الذي تنقله ذبابة الرمل عن طريق لسع الجلد وله نوعان اللشمانيا الجلدية اللشمانيا الحشوية، وتعد ذبابة الرمل هي المسبب الرئيسي لللشمانيا حيث تقوم بقرص الجلد وتنقل طفيلي اللشمانيا إلى داخله وتستطيع نقله من إنسان إلى آخر.  

حول ذلك قالت الإدارية والممرضة في مركز الصحة في منطقة صرين زوزان محمد "يرتكز عملنا في هذه الفترة على محاصرة انتشار اللشمانيا في منطقة صرين والقرى التابعة لها، وتعد صرين أكثر تعرضاً لهذه الأمراض كونها قريبة من نهر الفرات ففي كل عام نواجه هذه الأمراض ولكن في هذا العام ازدادت النسبة بشكل كبير ويعود هذا لانخفاض منسوب المياه، وايقاف الدعم من قبل المنظمات الصحية، برش المبيدات الحشرية للوقاية"، مشيرةً إلى أن "الأطفال هم الأكثر تعرضاً لهذا المرض"، ومؤكدةً أنه "بالرغم من أن بلدية صرين تقوم بالإجراءات اللازمة للوقاية من الأمراض السارية إلا أن انتشار الجرثومة يتم بشكل سريع في المنطقة".

وخلال شهر نيسان/أبريل استقبل مركز الصحة في صرين 1034 حالة، فبشكل يومي يراجعه ما يقارب 50 حالة، وأكثر المصابين هم الأطفال ويوماً بعد يوم يزداد عدد الإصابات.

وأضافت زوزان محمد "هنالك عدة أمراض جلدية منتشرة بسبب المستنقعات التي ظهرت مع انخفاض منسوب المياه وذلك بسبب حبس الاحتلال التركي حصة سوريا من مياه نهر الفرات، وهذه الأمراض هي جدري الماء واللشمانيا والتسمم، ويعود ذلك أيضاً لعدم الاهتمام الكافي بالأطفال وسوء التغذية، لذلك نأخذ دوراً توعوياً للأمهات للاهتمام بأطفالهن من كافة الجوانب لتفادي انتشار المرض أكثر".

وأكدت أنه "بالإضافة إلى إرسال المنظمات الإنسانية للمبيدات الحشرية كانت ترسل دعم من أجل المركز الصحي في صرين، وهي عيادات متنقلة في القرى التابعة لصرين وهي القادرية وخروس وقلعة الحديد، ولكن نتيجة لكف المنظمات الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية يدها عن مساعدتنا نواجه صعوبة بالقضاء عن اللشمانيا، خاصةً في قرية قلعة الحديد والتي تعد اليوم بؤرة لّلاشمانيا وفيها العشرات من الحالات".  

وبينت أن حب اللشمانيا يظهر في المناطق المكشوفة وهي الوجه واليدين والقدميين، وأن أعراضه تتمثل بحمى متقطعة وتعب وإعياء، فقر دم وشحوب، إضافةً لتضخم في الكبد والطحال وفقدان كبير في الوزن.   

وأكدت أن "إحصائيات نيسان تجاوزت الألف حالة، ولكن إحصائية منتصف أيار كانت 622 حالة، وبشكل يومي نشهد زيادة في عدد الحالات"، موضحةً أنه "بمقارنة عدد حالات الشفاء بين شهري نيسان وأيار نجد فرق 15 حالة".

وعن آلية العمل بينت أن المريض يخضع لتحاليل خاصة لمعرفة نوع اللشمانيا المصاب بها، وبعدها يبدأ العلاج بشكل يومي عن طريق الحقن العضلي، "يحتاج المصاب لحقنة مرتين كل أسبوع أي جرعتين، ويعود تكثيف العلاج بهدف محاصرة المرض لكيلا ينتشر عن طريق العدوى من مصاب إلى سليم"، مشيرةً إلى أن الانتشار يكون في البداية عن طريق الذباب الذي يعيش في المستنقعات وينقل العدوى إلى البشر. 

"الوقاية خيراً من قنطار علاج"، تؤكد زوزان محمد على ذلك، مشيرةً إلى أن أساليب الوقاية من اللشمانيا تتمثل بالنوم تحت "ناموسية"، إضافةً لوضع حماية للنوافذ من الحشرات، وارتداء ملابس ذات أكمام طويلة.

وفي ختام حديثها نصحت زوزان محمد الأمهات بأتباع أساليب الوقاية وخاصةً في فترة الليل، لأن ذبابة الرمل تظهر من ساعات الغروب حتى الصباح، "على الأمهات اتباع أساليب الوقاية بشكل جيد والانتباه إلى نوعية الأطعمة التي يتناولها أطفالهن، وعلى النظافة البدنية لهم".

الجدير بالذكر أن هنالك نسبة شفاء من اللشمانيا وصفت بالجيدة نتيجة توفر الدواء وهو بشكل مجاني مع كافة الخدمات الطبية الأخرى في كافة المراكز الصحية في إقليم الفرات.