"جنات" جمعية لإيواء وتقديم الدعم لمصابات السرطان

خديجة القرطي لا تعمل فقط خلال شهر أكتوبر الوردي بل طوال العام على مد يد العون ومساعدة مريضات السرطان، وحثهن على التحلي بالأمل والتفاؤل.

حنان حارت

المغرب ـ يهدف شهر "أكتوبر الوردي" إلى التوعية بمخاطر سرطان الثدي عند النساء وسبل الوقاية منه، وفي المغرب إلى جانب المبادرات التي تقوم بها مصالح وزارة الصحة والمؤسسات التابعة لها، هناك مبادرات أخرى للمجتمع المدني، تساهم إلى حد كبير في دعم هذه الفئة من النساء.

تعمل خديجة القرطي ليس فقط خلال شهر أكتوبر الوردي بل طوال العام على مد يد العون ومساعدة مريضات السرطان، وحثهن على التحلي بالأمل والتفاؤل، وتكرس وقتها في زرع الأمل في نفوس نساء أستوطن المرض أجسادهن وتعتبر أن ذلك أهم مهامها.

منذ 13 عام حولت خديجة القرطي منزلها مركزاً لإيواء مريضات السرطان، كما ترأست أربعة مراكز إيواء تابعة لجمعية "جنات لإيواء مريضات السرطان".

 

"جنات" لإيواء المصابات

تسعى خديجة القرطي رئيسة جمعية جنات لاستضافة المصابات بالسرطان اللواتي تقطن خارج العاصمة، بتوفير المأوى، والطعام والتنقل وحتى بعض الأدوية، ضمن عمل إنساني استثنائي.

وقالت "فكرة استضافة المريضات في منزلي جاءت انطلاقاً مما شاهدته وعاينته في قاعات الانتظار خلال رحلة علاج زوجي وأختي، بعدما أصيبا به، كنت أرافقهما للمستشفى وكنت أرى عن قرب معاناة المريضات اللواتي تقطن بعيداً عن العاصمة، وليس لديهن مكان تأوين إليه للاستراحة أو تمكثن فيه حتى يحل موعد الاستشارة الموالية أو العلاج أو حتى تكملن حصص العلاج الكيماوي والأشعة".

 

خدمات مجانية

لم يمنع سن خديجة القرطي ولا أميتها ولا الإمكانيات المحدودة من تحقيق أهدافها، فمن أجل إعطاء عملها طابعاً قانونياً، أسست جمعية "جنات لإيواء مريضات السرطان" عام 2009، وضمت 9 أعضاء، وتقول "في البداية كنت أستضيف النساء في بيتي المتواضع وأقدم لهن الخدمات مجاناً حيث كان عدد النساء اللواتي تقبلن على منزلي قليلاً، لكن عام بعد آخر وبعد أن ذاع صيت الجمعية ازداد عددهن، ولم يعد بيتي يستوعبهن، وبفضل المساعدات وسعت مراكز الإيواء، واستأجرت ثلاثة منازل أخرى خصصت كلها لهذا النشاط الإنساني".

وشددت على ضرورة الفحص المبكر حتى تتجاوب المريضة مع العلاج بشكل أفضل إذا كان في بداياته. كما حثت المريضات على التحلي بالقوة والأمل ومواجهة الأمر بشجاعة وصبر وأن لا تستسلمن للمرض وتكن مقتنعات بأن رحلة العلاج ستتكلل بالشفاء، كما عليهن تقبل المرض والنظر إليه من زاوية إيجابية".

ودعت إلى دعم مريضات السرطان نفسياً ومعنوياً للحد من معاناتهن خلال رحلة العلاج لاعتبار أن العلاج النفسي لا يقل أهمية عن تلقي العلاج الكيميائي.

 

 

قالت طامو قرطاش وهي من نزيلات الجمعية والتي نخر المرض جسدها، لكنها بشجاعة وكفاح تتابع علاجها من أجل هزم المرض حتى لا ينال منها "ما يجعل العديد من النساء تتخوفن وتصبن بالإحباط لحظة معرفتهن بإصابتهن بالمرض هو أن رحلة العلاج طويلة وتكلفة المرض عالية جداً، إضافة إلى أن المرض يتطور بشكل كبير، ومهما كان للإنسان القدرة المادية، فإنه لا يستطيع مسايرة التكاليف، فهناك العديد من المريضات بعن منازلهن وكل ما تملكن من أجل التداوي".

وأوضحت "أوصي النساء بالفحص المبكر، فكلما كان اكتشاف المرض في بداياته كلما كانت الكلفة قليلة وتمكنت المصابة من القضاء على المرض نهائياً، فما عليها سوى إتباع تعليمات الأطباء وأن تكون لديها روح معنوية مرتفعة".

وأوضحت أنه مر على تواجدها بالجمعية مدة شهرين، وهي تتابع علاجها بمستشفى مولاي عبد الله، وتحرص على حضور جلسات الكيماوي، مشيرةً إلى أن الجمعية توفر لها المبيت والمأكل وتقدم لها بعض الأدوية بالمجان.