جمعية "جزائرنا" ترفع مستوى الوعي تجاه المخاطر المحيطة بالمرأة في الفضاء الرقمي
تسعى جمعية "جزائرنا" من خلال أحد مشاريعها للحد من خطاب الكراهية الموجه ضد النساء والفتيات في الفضاء الرقمي، ورفع وعي المجتمع حول مخاطر هذه الظاهرة.
نجوى راهم
الجزائر ـ أطلقت جمعية "جزائرنا" مشروع حول محاربة خطاب الكراهية ضد النساء والفتيات في الفضاء الرقمي، بهدف رفع وعي المجتمع حول المخاطر التي تتعرض لها المرأة بسبب هذا النوع من الخطابات.
نظراً لما تتعرض له النساء في الفضاء الرقمي أطلقت جمعية "جزائرنا" أواخر العام الماضي مشروع حول محاربة خطاب الكراهية ضد النساء والفتيات، وعن هذا المشروع قالت رئيسة الجمعية شريفة خضار "جاءت فكرة العمل على المشروع بعد تلقي عدد من الشكاوى لنساء وفتيات ضحايا خطاب الكراهية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، في الفضاء العام أو الشخصي سواء كان في المنزل أو الشارع أو حتى العمل أو الجامعة، وقررنا بعد عدة مشاورات العمل على وضع حد لهذه الظاهرة التي أصبحت تشكل عائقاً خاصة أمام النساء".
وأضافت أن "نشاطات المشروع جاءت تبعاً وبناء على تقارير خلية الإصغاء في الجمعية المؤلفة من مختصات في الطب النفسي والمجال الحقوقي، بالإضافة لخبرة ناشطات نسويات في مجال حقوق المرأة، حيث تم جمع العديد من الجمل والعبارات والمصطلحات التي تلقتها الضحايا من النساء والفتيات منها على سبيل المثال "بلاصتك في الكوزينة أي مكانك في المطبخ و "راكي معرية روحك" أي لباسك فاضح ومشيتك غير عادية، هذه العبارات وغيرها أثرت على الصحة النفسية للنساء بشكل كبير".
وحول طريقة عمل المشروع وفي إطار وضع حد لهذه الظاهرة أوضحت أنه "بعد مرحلة الاستماع والتوثيق وصلنا إلى مرحلة التحسيس من أجل التوعية وعقد لقاءات تشاورية لصياغة ورقة عمل من أجل تشكيل خارطة طريق وجعلها وثيقة حقيقية للضغط على أصحاب القرار لمساعدتنا على تغيير بعض القوانين والمصادقة على المناصرة "مرافعة" التي غالباً ما نتوجه بها إلى المنتخبين والمنتخبات لطرحها على طاولة البرلمان الجزائري".
وأضافت "تنوعت نشاطات المشروع أيضاً بين الجمع والتوثيق والتحليل والتفكير، من خلال جمع العديد من خطابات الكراهية المنتشرة في الفضاء الرقمي وإسقاطها على كل القوانين في العالم وليس الجزائر فقط، وخطاب الكراهية لا يكون بالنفي فقط لكن يجب أيضاً بالإيجاب من خلال تفعيل وإطلاق هاشتاغ جزائري #علابالك-خطاب-الكراهية-ضد النساء -في-الفضاء-الرقمي، بمعنى هل تعرف؟ وهذا ما يدفع متصفحي شبكات التواصل الاجتماعي إلى البحث والانتظار لمعرفة المزيد عن آثار أو القوانين التي تجرم القائمين على نشر خطابات الكراهية ضد النساء والفتيات في الفضاء الرقمي".
كما ذكرت أن "جمعية جزائرنا استطاعت في إطار نفس المشروع جمع العديد من الناشطات النسويات والصحفيات والباحثات والطالبات في ملتقى حول خطاب الكراهية الموجه ضد النساء، واستعرضت فيه أهم المبادرات التي أطلقتها نسويات جزائريات للتصدي لهذا الخطاب، منهن مداخلة الناشطة شريفة برعية التي قدمت من خلالها آراء لطلبة وطالبات حول خطاب الكراهية الموجه ضد النساء والفتيات خلال الحرب الأهلية الجزائرية".
وفي ختام حديثها قالت شريفة خضار إن "المشروع أطلق حملة رقمية رفيعة المستوى في الفضاء الرقمي من خلال نشر ومشاركة مختلف المواد القانونية التي تحتاج لتعديل لتكون أداة فاعلة في مواجهة خطاب الكراهية الموجه ضد النساء والفتيات، نحن في انتظار استكمال الخطوة الأخيرة من المشروع وهي تفعيل القانون ونجاح حملة المناصرة التي أطلقتها الجمعية منذ فترة".