جمعية آمال تدعم النساء وتمهد الطريق أمامهن
بهدف دمج المرأة وإبراز دورها في المجتمع، تعمل جمعية آمال لرعاية حقوق المرأة والطفل، على تفعيل دور المرأة وتطوير قدراتها ومهاراتها.
شيرين محمد
قامشلو ـ نظراً للاهتمام الذي توليه المؤسسات في شمال وشرق سوريا للمرأة في كافة المجالات والأصعدة، تعمل جمعية آمال لرعاية حقوق المرأة والطفل على دعم وتمكين المرأة في المجتمع.
تقول المديرة التنفيذية لجمعية آمال لرعاية حقوق المرأة والطفل ليلاف حسين، أن الجمعية نسوية تنموية مستقلة تؤمن بأهمية العمل الجماعي والعيش المشترك، وتعمل على تفعيل دور المرأة وتنمية وتطوير قدراتها، بالإضافة إلى أنها تقدم الخدمات الإغاثية للنازحين والفئات المستضعفة من المجتمع، وزيادة الفرص الاقتصادية المتاحة وبناء آليات تكيّف إيجابية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وعن الأعمال التي تقوم بها جمعية آمال التي تأسست عام 2020 بمدينة قامشلو في شمال وشرق سوريا، توضح أن للجمعية فرع آخر في مدينة الرقة، واستطاعت منذ بداية تأسيسها أن تحقق تطوراً ملحوظاً في أعمالها التي تتضمن مساعدة الأطفال على الاندماج بالمجتمع من خلال القيام بأنشطة تعليمية وترفيهية لهم، أما بالنسبة للنساء فقد عملت الجمعية على تعزيز دورهن ودعم تعافيهن على المدى الطويل، وذلك من خلال فتح مشاريع ودورات مهنية لهن، منها الخياطة وحياكة الصوف والتمريض وغيرها، مضيفةً "لقد قمنا بافتتاح مشغل خياطة للنساء في الحي الغربي من مدينة قامشلو، تعمل فيه الآن مجموعة من النساء معظمهن نازحات من المناطق التي تحتلها تركيا كرأس العين وتل أبيض وعفرين، ونسعى في الوقت الحالي إلى تطوير وتوسيع عمل الجمعية ليصل إلى عموم مناطق شمال وشرق سوريا".
وعن أبرز وأهم أهداف الجمعية تقول "تمكين المرأة اجتماعياً واقتصادياً وتفعيل دورها في الحياة العامة ودعمها لممارسة حقوقها المدنية هي أهم أهداف الجمعية، بالإضافة للاهتمام بالأطفال وتنمية مواهبهم ورعايتهم وتخفيف آثار الحرب عليهم، ودعم العملية التنموية للشباب والشابات في مختلف المجالات التي تضمن لهم دوراً فعالاً في المجتمع، بالإضافة إلى المساهمة في نشر وتعزيز مفاهيم الديمقراطية ومفهوم حقوق الإنسان، والعمل على بناء مجتمع مدني يقوم على أسس المساواة والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية لمختلف مكونات وشرائح المجتمع، والمساهمة في نشر السلام ومنع الصراعات والفوضى، ودعم المبادرات المدنية المحلية في كافة المناطق التي تتواجد فيها الجمعية، وتقديم المساعدة والحماية للمواطنين المتضررين من الكوارث والنزاعات".
وأما عن العراقيل والمشاكل التي واجهت الجمعية فقد قالت "واجهتنا الكثير من الصعوبات والعوائق منها قلة ثقة المجتمع بجمعيتنا كونها جمعية نسوية تتألف من كادر نسائي فقط، إلا أن هؤلاء النساء استطعن أن تثبتن أنفسهن وقدراتهن أمام المجتمع"، وأضافت "نتعاون في بعض المشاريع مع العديد من الأطراف بينهم منظمات محلية وأفراد من المجتمع المدني، كما ونسعى إلى تطوير وتوسيع هذه العلاقات أكثر".
وبرسالة تشجيعية للمرأة اختتمت ليلاف حسين حديثها بقولها "نتمنى من جميع النساء والشابات أن تعملن على تطوير أنفسهن والسعي لتحقيق أهدافهن، وأبواب الجمعية مفتوحة أمام كافة النساء بمختلف أوضاعهن".
ومن جهتها تحدثت روكن طاهر الخياطة في مشغل مانيسا الذي افتتح من قبل جمعية آمال، مشيرةً إلى أنها تعمل في المشغل منذ ما يقارب الـ 6 أشهر وأنها أرادت ان تعمل في المشغل من جهة للاعتماد على ذاتها من الناحية الاقتصادية ومواصلة ممارسة موهبتها داخل مشغل وعمل جماعي "يجب على جميع النساء الاعتماد على ذاتهن من الناحية الاقتصادية، من خلال عملنا نستطيع تقديم المساعدة لجميع النساء ونبني اقتصاد خاص بنا".
وبينت إحدى المستفيدات من المشاريع التي تقدمها جمعية آمال وتدعى روكن طاهر "أن افتتاح مثل هذا النوع من المشاريع يساعد النساء بشكل كبير، حيث أن الجمعية قدمت الكثير من الدعم للنساء اللواتي لطالما كن تبحثن عن فرصة عمل لتطوير أنفسهن ولتحقيق استقلاليتهن وقد بات الأمر متاح وبشكل واضح في مناطق شمال وشرق سوريا نظراً للمكانة التي وصلت إليها المرأة"، وأضافت "أنا لدي طفل عليّ أن أومن له مستقبلاً أفضل كما أنني أحمل على عاتقي العمل داخل المنزل وخارجه أيضاً، لذلك أقول لكافة النساء أنه لا يجب عليهن أن تقيدن أنفسهن بالأعمال المنزلية فقط، فنحن أيضاً يقع على عاتقنا إعادة الأمن والاقتصاد والحياة الاجتماعية التي سلبت منا".
وفي السياق ذاته قالت رشا العلي نازحة من مدينة سري كانيه/رأس العين المحتلة، تعمل في ورشة مانيسا للخياطة التابعة لجمعية آمال "لقد تعلمت مهنة الخياطة منذ 15 عاماً، وأصبحت بمثابة هواية لي كنت أمارسها في المنزل فقط، حيث أنه قبل ثورة روج آفا لم تكن المرأة تستطيع أن تعمل خارج المنزل نظراً لعادات المجتمع وقد كنا نعاني من صعوبات كثيرة بسبب هذا الأمر، لكن بعد ثورة روج آفا كان هنالك تغير ملحوظ في المجتمع حيث أصبحت النساء تعملن في أي مكان ترينه مناسب لهن سواء خارج المنزل أو داخله واستطعن إثبات وجودهن في كافة نواحي الحياة".
وتابعت "أفتخر بنفسي كثيراً لأنني أقوم بالشيء الذي لطالما تمنيت القيام به، كما أنني اليوم أستطيع أن أبني اقتصادي الخاص دون الاعتماد على أحد، ولو أن كل امرأة تقوم بما تمليه ذاتها عليها فسنحقق قيمنا ونحدد دورنا ومكانتا في المجتمع ومساعدة عوائلنا، ونعتبر هذا العمل فرصة لنا لتطوير أنفسنا نحو الأفضل".